<![CDATA[
خلفية تاريخية
تعود جذور حركة الـثلاثة والثلاثون الشرقيون إلى فترة مضطربة في تاريخ المنطقة. فبعد فترة من الاستعمار الإسباني، شهدت المنطقة صراعات على السلطة بين الأرجنتين والبرازيل. في عام 1821، ضمت البرازيل مقاطعة باندا أورينتال، وهو ما أثار استياءً واسعًا بين سكانها الذين كانوا يطمحون إلى الاستقلال أو الوحدة مع الأرجنتين.
ظهرت شخصيات قيادية مثل خوان أنطونيو لافاليجا، الذي لعب دورًا محوريًا في تنظيم وتعبئة المقاومة ضد الحكم البرازيلي. كان لافاليجا ضابطًا عسكريًا وسياسيًا يتمتع بشعبية كبيرة، وقاد العديد من المحاولات السابقة للإطاحة بالحكم البرازيلي قبل حملة 1825 الناجحة.
تشكيل المجموعة
تألفت مجموعة الـثلاثة والثلاثون الشرقيون من مزيج من الجنود والمزارعين والوطنيين من مختلف الخلفيات الاجتماعية. اجتمعوا سراً في بوينس آيرس بالأرجنتين، حيث خططوا لحملتهم للإطاحة بالحكم البرازيلي في مقاطعة باندا أورينتال. اختار لافاليجا بعناية أعضاء المجموعة، مع التركيز على ولائهم والتزامهم بقضية الاستقلال.
كان الهدف الرئيسي للمجموعة هو عبور نهر أوروغواي والنزول إلى الأراضي الشرقية (أوروغواي حاليًا) لبدء ثورة مسلحة. كان من المتوقع أن ينضم إليهم المزيد من المتطوعين المحليين بمجرد أن يرسخوا وجودهم في المنطقة. كان الـثلاثة والثلاثون الشرقيون يعتقدون أن دعم السكان المحليين سيكون حاسمًا لنجاح حملتهم.
النزول التاريخي
في ليلة 19 أبريل 1825، عبر الـثلاثة والثلاثون الشرقيون نهر أوروغواي بالقرب من بلدة آغوا دولسي. كان هذا العمل بمثابة بداية حملة عسكرية تهدف إلى تحرير الأراضي الشرقية من السيطرة البرازيلية. واجهت المجموعة في البداية تحديات كبيرة، بما في ذلك نقص الإمدادات والأسلحة، فضلاً عن مقاومة القوات البرازيلية.
ومع ذلك، تمكن الـثلاثة والثلاثون الشرقيون من حشد الدعم الشعبي والفوز ببعض الانتصارات العسكرية المبكرة. انضم إليهم المزيد من المتطوعين المحليين، مما عزز قوتهم وزاد من فرصهم في النجاح. كان لافاليجا قائدًا كاريزميًا تمكن من إلهام جنوده وحشد الدعم من السكان المحليين.
معركة رينكون
كانت معركة رينكون، التي وقعت في 24 سبتمبر 1825، واحدة من أهم المعارك في هذه الحملة. حقق الـثلاثة والثلاثون الشرقيون، بقيادة لافاليجا، نصرًا حاسمًا على القوات البرازيلية. عزز هذا النصر معنويات الثوار وأقنع المزيد من الناس بدعم قضيتهم.
كانت معركة رينكون نقطة تحول في الحرب، حيث أظهرت أن الـثلاثة والثلاثون الشرقيون قادرون على تحدي القوات البرازيلية وهزيمتها. أدى هذا النصر أيضًا إلى اعتراف دولي بقضية استقلال أوروغواي.
معركة ساراندي
بعد معركة رينكون، تبعها نصر آخر في معركة ساراندي، التي وقعت في 12 أكتوبر 1825. عزز هذا الانتصار سيطرة الـثلاثة والثلاثون الشرقيون على المنطقة الشرقية وأجبر القوات البرازيلية على التراجع.
كانت معركة ساراندي بمثابة ضربة قوية للبرازيل، وأظهرت أن الـثلاثة والثلاثون الشرقيون يتمتعون بدعم شعبي واسع النطاق. أدت هذه الانتصارات المتتالية إلى زيادة الضغط على البرازيل للتفاوض على حل سلمي للنزاع.
إعلان الاستقلال
في 25 أغسطس 1825، اجتمع ممثلو مقاطعة باندا أورينتال في فلوريدا وأعلنوا استقلال المقاطعة عن البرازيل. كان هذا الإعلان بمثابة تتويج لجهود الـثلاثة والثلاثون الشرقيون وحلفائهم. كما أعلنوا عن نيتهم الانضمام إلى المقاطعات المتحدة في ريو دي لا بلاتا (الأرجنتين حاليًا).
كان إعلان الاستقلال بمثابة خطوة جريئة، حيث تحدى بشكل مباشر السلطة البرازيلية. أدى هذا الإعلان أيضًا إلى تدخل قوى إقليمية أخرى، مما أدى إلى حرب سيسبلاتين.
حرب سيسبلاتين
أدت حرب سيسبلاتين (1825-1828) إلى صراع بين الأرجنتين والبرازيل على السيطرة على المنطقة الشرقية. تدخلت بريطانيا العظمى للتوسط في النزاع، وفي عام 1828 تم التوصل إلى اتفاق أدى إلى إنشاء دولة أوروغواي المستقلة.
كانت حرب سيسبلاتين بمثابة صراع مكلف لكلا الجانبين، وأدت في النهاية إلى استقلال أوروغواي. لعب الـثلاثة والثلاثون الشرقيون دورًا حاسمًا في هذه الحرب، حيث قاتلوا بشجاعة من أجل استقلال بلادهم.
أهمية الـثلاثة والثلاثون الشرقيون
يعتبر الـثلاثة والثلاثون الشرقيون أبطالاً وطنيين في أوروغواي. يرمز عملهم إلى تصميم الشعب الأوروغواياني على تحقيق الاستقلال. يتم الاحتفال بذكرى نزولهم في 19 أبريل من كل عام باعتباره يومًا وطنيًا في أوروغواي.
تعتبر قصة الـثلاثة والثلاثون الشرقيون مصدر إلهام للأجيال القادمة من الأوروغوايانيين. إنهم يمثلون الشجاعة والتصميم والالتزام بقضية الحرية والاستقلال.
أسماء الـثلاثة والثلاثون الشرقيون
على الرغم من أن المجموعة معروفة باسم “الـثلاثة والثلاثون الشرقيون”، إلا أن عدد أعضائها الفعلي قد يكون أكثر من ذلك بقليل. فيما يلي قائمة بأسماء الـثلاثة والثلاثين الذين يعتبرون تقليديًا جزءًا من المجموعة:
- خوان أنطونيو لافاليجا
- مانويل أوريبي
- بابلو ريفيرو
- باسكوال أندرادي
- مانويل لافاليجا
- فرانسيسكو ليجروس
- خوسيه أندرادي
- ميغيل سالومون
- أغوستين باساغوا
- خوان كوادرادو
- سيمون ديل بينو
- رامون ماسين
- أتناسيو سييرا
- خوسيه سانشيز
- أندريس سبالا
- سانداليو سانشيز
- خوان أورتيز
- بيدرو بريزويلا
- فرانسيسكو سيمون
- مينيرفا ميلو
- باولينو أوريبي
- خوسيه غالينو
- خوسيه ليما
- مانويل بلاسيدو ميليان
- لوكاس أوبيس
- سانتياغو لابوس
- تيرسو ميلو
- خايمي أوريبي
- خوان فرانسيسكو جيرو
- بيدرو نافاجاس
- فرانسيسكو أغويري
- أنطونيو بيريز
- براوليو سافالا
خاتمة
كان الـثلاثة والثلاثون الشرقيون مجموعة من الوطنيين الأوروغوايانيين الذين لعبوا دورًا حاسمًا في تحقيق استقلال بلادهم. قادهم خوان أنطونيو لافاليجا في حملة عسكرية للإطاحة بالحكم البرازيلي في مقاطعة باندا أورينتال. على الرغم من التحديات التي واجهتهم، تمكنوا من حشد الدعم الشعبي والفوز ببعض الانتصارات العسكرية الهامة. أدى عملهم في النهاية إلى إعلان استقلال أوروغواي وإنشاء دولة مستقلة. يعتبر الـثلاثة والثلاثون الشرقيون أبطالاً وطنيين في أوروغواي، ويتم الاحتفال بذكراهم في جميع أنحاء البلاد.