التاريخ
يعود تاريخ منجم لا موت إلى أوائل القرن الثامن عشر عندما اكتشف المستوطنون الفرنسيون رواسب الرصاص في المنطقة. سميت المنطقة على اسم أنطوان دي لا موت كاديلاك، حاكم لويزيانا الفرنسية في ذلك الوقت، الذي قاد أولى عمليات التنقيب عن الرصاص. لعب الرصاص المستخرج من منجم لا موت دورًا حاسمًا في الاقتصاد الفرنسي، حيث تم استخدامه في صناعة الذخيرة وغيرها من الإمدادات العسكرية.
خلال القرن التاسع عشر، تغيرت ملكية المنجم عدة مرات، حيث استثمر فيه العديد من رجال الأعمال والمستثمرين. شهدت المنطقة فترة من الازدهار خلال منتصف القرن التاسع عشر عندما ارتفع الطلب على الرصاص خلال الحرب الأهلية الأمريكية. ومع ذلك، بعد الحرب، انخفض إنتاج الرصاص، وبدأ المنجم في التدهور.
في أوائل القرن العشرين، تم إحياء منجم لا موت من خلال إدخال تقنيات تعدين جديدة. تم اكتشاف رواسب جديدة من الرصاص، وتم بناء مصهر حديث لمعالجة الخام. استمر المنجم في العمل حتى الستينيات من القرن الماضي عندما تم إغلاقه بسبب انخفاض أسعار الرصاص وزيادة التكاليف.
الجغرافيا والموقع
تقع منجم لا موت في الجزء الجنوبي الشرقي من ولاية ميزوري، في منطقة جبال الأوزارك. تتميز المنطقة بتلالها المتدحرجة وغاباتها الكثيفة. يقع المنجم بالقرب من عدة مدن وبلدات أخرى، بما في ذلك فريدريكتاون، عاصمة مقاطعة ماديسون، وتقع على بعد بضعة أميال إلى الشمال.
تبلغ مساحة المنطقة المخصصة للتعداد لمنجم لا موت حوالي 2.8 كيلومتر مربع (1.1 ميل مربع). وفقًا لتعداد عام 2020، كان عدد سكانها 270 نسمة. المناخ في منجم لا موت رطب شبه مداري، مع صيف حار وشتاء معتدل.
الاقتصاد
تقليديًا، كان اقتصاد منجم لا موت يعتمد على التعدين. ومع ذلك، بعد إغلاق المنجم في الستينيات من القرن الماضي، تحول الاقتصاد المحلي إلى الزراعة والسياحة. تقع المنطقة في منطقة زراعية، والعديد من السكان المحليين يعملون في المزارع القريبة. كما أصبحت السياحة صناعة متنامية في المنطقة، حيث ينجذب الزوار إلى تاريخ المنطقة وجمالها الطبيعي.
هناك عدد قليل من الشركات الصغيرة في منجم لا موت، بما في ذلك المطاعم والمتاجر الصغيرة. يعتمد العديد من السكان المحليين على وظائف في المدن والبلدات المجاورة. يمثل التعدين اليوم جزءاً صغيراً من الاقتصاد المحلي، على الرغم من استمرار وجود بعض عمليات التنقيب الصغيرة في المنطقة.
المعالم السياحية
على الرغم من صغر حجمها، تقدم منجم لا موت عددًا من المعالم السياحية للزوار. تشمل بعض الوجهات السياحية الأكثر شعبية ما يلي:
- متحف منجم لا موت: يعرض هذا المتحف تاريخ التعدين في المنطقة، ويضم معروضات عن حياة عمال المناجم والأدوات والآلات التي استخدموها.
- حديقة ولاية جبل تاوم سوك: تقع هذه الحديقة على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من منجم لا موت، وتضم أعلى نقطة في ولاية ميزوري. توفر الحديقة إطلالات خلابة على المنطقة المحيطة، وتشتهر بالمشي لمسافات طويلة والتخييم.
- منطقة الغابة الوطنية مارك توين: تقع هذه الغابة الوطنية على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من منجم لا موت، وتوفر مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق، بما في ذلك المشي لمسافات طويلة والتخييم وصيد الأسماك.
- مسارات الدراجات الجبلية: تشتهر المنطقة المحيطة بمنجم لا موت بمسارات الدراجات الجبلية الوعرة.
- مواقع التعدين القديمة: يمكن للزوار استكشاف المواقع القديمة التي كانت تستخدم قديماً في التعدين، حيث يمكنهم رؤية بقايا المعدات القديمة والتعرف على تاريخ التعدين في المنطقة.
التركيبة السكانية
وفقًا لتعداد عام 2020، بلغ عدد سكان منجم لا موت 270 نسمة. التركيبة العرقية للمنطقة هي 94.81٪ من البيض، و 0.74٪ من الأمريكيين من أصل أفريقي، و 0.37٪ من الأمريكيين الأصليين، و 0.37٪ من الآسيويين، و 3.70٪ من أعراق أخرى، و 0٪ من أعراق مختلطة. متوسط عمر السكان هو 42.5 سنة. هناك 120 أسرة، بمتوسط حجم الأسرة 2.25 فردًا. متوسط دخل الأسرة في منجم لا موت هو 41,250 دولارًا أمريكيًا.
البنية التحتية
يخدم منجم لا موت العديد من الطرق السريعة الرئيسية، بما في ذلك الطريق السريع 67 والطريق السريع 72. يقع أقرب مطار تجاري كبير في سانت لويس، على بعد حوالي 100 ميل إلى الشمال. توفر المنطقة خدمات طوارئ، بما في ذلك خدمات الشرطة والإطفاء والإسعاف. تقع أقرب مستشفى في فريدريكتاون.
يتم توفير خدمات المياه والصرف الصحي من قبل شركة المرافق المحلية. يتم توفير خدمات الكهرباء من قبل شركة الطاقة المحلية. تتوفر خدمات الهاتف والإنترنت من قبل العديد من الشركات. يوجد مكتب بريد في منجم لا موت.
التعليم
يخدم منجم لا موت منطقة مدارس مقاطعة ماديسون. هناك مدرستان عامتان في المنطقة، مدرسة ابتدائية ومدرسة ثانوية. تقع أقرب كلية أو جامعة في فريدريكتاون.
الثقافة
تتمتع منجم لا موت بثقافة مجتمعية قوية. يقام عدد من الفعاليات والأنشطة المجتمعية على مدار العام، بما في ذلك مهرجان منجم لا موت السنوي. تتمتع المنطقة بتاريخ تعدين غني، ويتجلى ذلك في العديد من المباني التاريخية والمعالم الأثرية في المنطقة. تشتهر المنطقة أيضًا بجمالها الطبيعي، والعديد من السكان المحليين يستمتعون بالأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة والتخييم وصيد الأسماك.
على الرغم من صغر حجمها، إلا أن لمنجم لا موت مجتمع نابض بالحياة ومتماسك. يتمتع السكان المحليون بالفخر بتاريخهم وتراثهم، وهم ملتزمون بالحفاظ على طابع المنطقة الفريد.
السياسة
تعتبر منجم لا موت جزءًا من منطقة الكونجرس الثامن في ولاية ميزوري. يمثل المنطقة حاليًا عضو الكونجرس جيسون سميث. على مستوى الولاية، يمثل منجم لا موت السيناتور غاري روماين في مجلس الشيوخ في ولاية ميزوري والنائب دانيال تاتوم في مجلس نواب ولاية ميزوري. تاريخياً، كان لمنجم لا موت معقلاً للحزب الديمقراطي، لكن المنطقة أصبحت أكثر جمهورية في السنوات الأخيرة. في انتخابات عام 2020، فاز دونالد ترامب بمقاطعة ماديسون بأغلبية ساحقة.
التحديات والفرص
تواجه منجم لا موت عددًا من التحديات والفرص. يتمثل أحد أكبر التحديات في صغر حجم المنطقة وبُعدها. هذا يجعل من الصعب جذب شركات ووظائف جديدة إلى المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد سكان المنطقة بشكل كبير على الزراعة والسياحة، وهما صناعتان يمكن أن تكونا عرضة للتقلبات الاقتصادية.
ومع ذلك، هناك أيضًا عدد من الفرص لمنجم لا موت. تتمتع المنطقة بتاريخ تعدين غني، وهناك إمكانية لتطوير صناعة السياحة القائمة على هذا التاريخ. بالإضافة إلى ذلك، تقع المنطقة في منطقة جميلة طبيعية، وهناك إمكانية لجذب المزيد من الزوار إلى المنطقة. أخيرًا، يتمتع سكان المنطقة بروح مجتمعية قوية، وهم ملتزمون بتحسين نوعية الحياة في منطقتهم.
خاتمة
منجم لا موت، ميزوري، هي منطقة صغيرة غير مدمجة تقع في مقاطعة ماديسون. تشتهر المنطقة بتاريخها التعديني الغني وجمالها الطبيعي وثقافتها المجتمعية القوية. على الرغم من أنها تواجه تحديات بسبب صغر حجمها وبُعدها، إلا أن هناك أيضًا عددًا من الفرص لمنجم لا موت للنمو والازدهار في السنوات القادمة.