مقدمة
كان الطراد الياباني كُومانو واحدًا من أربعة طرادات ثقيلة من فئة موغامي في البحرية الإمبراطورية اليابانية، وخدم في الحرب العالمية الثانية. سُمي على اسم نهر كُومانو. تميزت هذه الفئة بتصميمها القوي وتسليحها المتطور، مما جعلها من بين أكثر السفن الحربية فعالية في الأسطول الياباني.
التصميم والخصائص
تم تصميم طرادات فئة موغامي في الأصل كطرادات خفيفة مسلحة بخمسة عشر مدفعًا من عيار 155 ملم في خمسة أبراج ثلاثية. ومع ذلك، تم تصميمها لتكون قادرة على استبدال أبراج المدافع بأبراج تحتوي على مدافع عيار 203 ملم، مما يحولها إلى طرادات ثقيلة بموجب معاهدة لندن البحرية لعام 1930. كان هذا التصميم المزدوج يهدف إلى منح اليابان المرونة في تكوين أسطولها الحربي وفقًا للقيود التي تفرضها المعاهدات الدولية.
بلغ طول كُومانو 200.6 مترًا، وعرضها 18 مترًا، وغاطسها 5.7 مترًا. بلغت إزاحتها القياسية 12,400 طن، وإزاحتها القصوى 15,279 طنًا. كانت السفينة مدعومة بأربعة توربينات بخارية Kanpon، مدعومة باثني عشر غلاية، مما يوفر قوة 152,000 حصانًا بخاريًا. سمح هذا النظام للسفينة بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 35 عقدة (65 كم/ساعة؛ 40 ميلاً في الساعة).
تضمن تسليح كُومانو الأصلي خمسة عشر مدفعًا من عيار 155 ملم في خمسة أبراج ثلاثية، وثمانية مدافع مضادة للطائرات من عيار 12.7 ملم، واثني عشر أنبوب طوربيد عيار 610 ملم. بعد إعادة التجهيز في عام 1939، تم استبدال أبراج المدافع عيار 155 ملم بأبراج تحتوي على عشرة مدافع عيار 203 ملم في خمسة أبراج مزدوجة. تمت إضافة المزيد من المدافع المضادة للطائرات خلال الحرب، بما في ذلك مدافع عيار 25 ملم.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
شاركت كُومانو في العديد من المعارك الهامة خلال الحرب العالمية الثانية. في ديسمبر 1941، شاركت في غزو الفلبين. في عام 1942، شاركت في معركة بحر جاوة ومعركة ميدواي.
في معركة بحر جاوة، لعبت كُومانو دورًا حاسمًا في تدمير الأسطول المتحالف، مما ساهم في الانتصار الياباني. أما في معركة ميدواي، فقد تعرضت لأضرار طفيفة.
في أكتوبر 1944، شاركت كُومانو في معركة خليج ليتي، وهي واحدة من أكبر المعارك البحرية في التاريخ. خلال المعركة، تعرضت لأضرار بالغة من الغواصات والطائرات الأمريكية.
- معركة بحر سولو: في 25 أكتوبر 1944، تعرضت كُومانو لهجوم من قبل غواصات أمريكية في بحر سولو. أطلقت الغواصة يو إس إس كروكر ستة طوربيدات، أصابت كُومانو بواحد منها في الجانب الأيمن. أدى الطوربيد إلى إتلاف غرفة المحرك رقم 1 وتعطيل ثلاثة من محاورها الأربعة. تمكنت كُومانو من الوصول إلى خليج سانتا كروز في ميندورو للإصلاحات الطارئة.
- معركة خليج ليتي: بعد إصلاحات مؤقتة، كانت كُومانو في طريقها إلى تَاكلُبان، ليتي، ثم إلى اليابان لإجراء إصلاحات أكثر شمولاً. في 6 نوفمبر 1944، بينما كانت تبحر في مضيق سان برناردينو، تعرضت لهجوم من قبل سرب من طائرات القاذفات والغواصات التابعة للبحرية الأمريكية. أصابت القنابل كُومانو بعدة ضربات، مما تسبب في أضرار إضافية.
- الغرق: في 25 نوفمبر 1944، بينما كانت راسية في خليج سانتا كروز، تعرضت كُومانو لهجوم من قبل طائرات من مجموعة العمل 38 التابعة لحاملة الطائرات يو إس إس تيكونديروجا. أصابت الطائرات كُومانو بأربعة طوربيدات على الأقل. تسببت الأضرار في اشتعال حرائق هائلة وغرق السفينة في النهاية. نجا العديد من أفراد الطاقم، لكن فقد المئات حياتهم.
نهاية كُومانو
غرقت كُومانو في 25 نوفمبر 1944، في خليج سانتا كروز، الفلبين. كان غرقها خسارة كبيرة للبحرية الإمبراطورية اليابانية، حيث كانت واحدة من أكثر السفن الحربية فعالية في الأسطول. تم شطب كُومانو من سجل البحرية في 20 يناير 1945.
الأهمية التاريخية
تعتبر كُومانو رمزًا للقوة البحرية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. شاركت في العديد من المعارك الحاسمة، وكانت واحدة من أكثر السفن الحربية فعالية في الأسطول الياباني. على الرغم من أنها غرقت في نهاية الحرب، إلا أن ذكراها لا تزال حية في التاريخ البحري.
الإرث
يُخلد اسم كُومانو في الثقافة الشعبية اليابانية، وتظهر في العديد من الكتب والأفلام وألعاب الفيديو. قصتها هي تذكير بتضحيات البحارة اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية.
خاتمة
كانت كُومانو طرادًا ثقيلًا من فئة موغامي في البحرية الإمبراطورية اليابانية، شاركت في العديد من المعارك الهامة خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من غرقها في نهاية الحرب، إلا أنها تظل رمزًا للقوة البحرية اليابانية وتخلد ذكراها في التاريخ البحري.