مقدمة
ديلافيردين (DLV) (الاسم التجاري: Rescriptor) هو مثبط النسخ العكسي غير النيوكليوزيدي (NNRTI) الذي تسوقه شركة ViiV Healthcare. يُستخدم ديلافيردين كجزء من العلاج المضاد للفيروسات القهقرية لعلاج عدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV-1). يعمل الدواء عن طريق الارتباط المباشر بالنسخ العكسي لفيروس نقص المناعة البشرية، مما يمنع نشاط البوليميراز المعتمد على الحمض النووي الريبوزي (RNA) والحمض النووي (DNA). ديلافيردين متاح كأقراص فموية.
آلية العمل
ينتمي ديلافيردين إلى فئة مثبطات النسخ العكسي غير النيوكليوزيدية (NNRTIs). تعمل هذه الأدوية عن طريق الارتباط مباشرة بالنسخ العكسي لفيروس نقص المناعة البشرية – وهو إنزيم ضروري لتكاثر الفيروس – وتعطيله. على وجه التحديد، يرتبط ديلافيردين بموقع ألوستيري (Allosteric Site) على الإنزيم، مما يؤدي إلى تغيير شكله ومنع قدرته على نسخ الحمض النووي الريبوزي الفيروسي إلى حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين (DNA). هذا يوقف عملية التكاثر الفيروسي.
على عكس مثبطات النسخ العكسي النيوكليوزيدية (NRTIs)، التي يجب أن تخضع للتفسفر داخل الخلايا لتصبح نشطة، فإن ديلافيردين نشط في شكله غير المتغير. ومع ذلك، فإن مقاومة الدواء يمكن أن تتطور بسرعة إذا تم استخدامه كعلاج وحيد، لذلك يُستخدم دائمًا مع أدوية أخرى مضادة للفيروسات القهقرية.
الاستخدامات الطبية
يُستخدم ديلافيردين لعلاج عدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV-1) في تركيبة مع أدوية أخرى مضادة للفيروسات القهقرية. تشمل الاستخدامات المحددة ما يلي:
- العلاج الأولي: يُستخدم ديلافيردين كجزء من نظام العلاج الأولي للأفراد المصابين حديثًا بفيروس نقص المناعة البشرية.
- العلاج الإنقاذي: يُستخدم ديلافيردين في المرضى الذين طوروا مقاومة لأدوية أخرى مضادة للفيروسات القهقرية.
- الوقاية بعد التعرض (PEP): في بعض الحالات، يمكن استخدام ديلافيردين كجزء من نظام PEP بعد التعرض المحتمل لفيروس نقص المناعة البشرية.
الجرعة والإدارة
الجرعة المعتادة من ديلافيردين هي 400 ملغ عن طريق الفم ثلاث مرات يوميًا. يجب تناول الدواء مع الطعام. من المهم تناول ديلافيردين تمامًا كما وصفه الطبيب وعدم تفويت أي جرعات. يمكن أن يؤدي تفويت الجرعات إلى مقاومة الدواء.
تعليمات هامة:
- يجب على المرضى إبلاغ الطبيب عن أي أدوية أخرى يتناولونها، بما في ذلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والمكملات العشبية، حيث يمكن أن تتفاعل مع ديلافيردين.
- يجب على المرضى إبلاغ الطبيب إذا كانوا يعانون من أي حالات طبية، وخاصة أمراض الكبد أو الكلى.
- يجب على النساء الحوامل أو المرضعات التحدث مع الطبيب قبل تناول ديلافيردين.
الآثار الجانبية
مثل جميع الأدوية، يمكن أن يسبب ديلافيردين آثارًا جانبية. تشمل الآثار الجانبية الشائعة ما يلي:
- الطفح الجلدي: وهو أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لديلافيردين. يمكن أن يكون الطفح الجلدي خفيفًا أو شديدًا. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري التوقف عن تناول الدواء.
- الإسهال: يمكن أن يسبب ديلافيردين الإسهال لدى بعض المرضى.
- الغثيان والقيء: يمكن أن يسبب ديلافيردين الغثيان والقيء لدى بعض المرضى.
- الصداع: يمكن أن يسبب ديلافيردين الصداع لدى بعض المرضى.
- التعب: يمكن أن يسبب ديلافيردين التعب لدى بعض المرضى.
- زيادة مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية: يمكن أن يؤدي ديلافيردين إلى زيادة مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم. يجب مراقبة هذه المستويات بانتظام.
تشمل الآثار الجانبية الأقل شيوعًا ما يلي:
- تفاعلات فرط الحساسية: يمكن أن يسبب ديلافيردين تفاعلات فرط الحساسية لدى بعض المرضى. يمكن أن تشمل هذه التفاعلات الطفح الجلدي والحكة والتورم وصعوبة التنفس.
- متلازمة ستيفنز جونسون: وهي حالة نادرة ولكنها خطيرة يمكن أن يسببها ديلافيردين. تشمل أعراض متلازمة ستيفنز جونسون الطفح الجلدي وتقرحات في الفم والعينين والأعضاء التناسلية.
- التهاب الكبد: يمكن أن يسبب ديلافيردين التهاب الكبد لدى بعض المرضى.
إذا ظهرت أي آثار جانبية، يجب على المرضى إبلاغ الطبيب على الفور.
التفاعلات الدوائية
يمكن أن يتفاعل ديلافيردين مع عدد من الأدوية الأخرى. تشمل هذه الأدوية:
- مضادات الحموضة: يمكن أن تقلل مضادات الحموضة من امتصاص ديلافيردين. يجب تناول ديلافيردين قبل ساعتين على الأقل أو بعد أربع ساعات من تناول مضادات الحموضة.
- وارفارين: يمكن أن يزيد ديلافيردين من تأثيرات الوارفارين. يجب مراقبة المرضى الذين يتناولون الوارفارين وديلافيردين عن كثب.
- مضادات الاختلاج: يمكن أن يقلل ديلافيردين من تأثيرات بعض مضادات الاختلاج.
- مضادات الفطريات: يمكن أن يزيد ديلافيردين من تأثيرات بعض مضادات الفطريات.
- مثبطات البروتياز: يمكن أن يتفاعل ديلافيردين مع بعض مثبطات البروتياز.
من المهم إبلاغ الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها المريض قبل البدء في تناول ديلافيردين.
موانع الاستعمال
يمنع استخدام ديلافيردين في الحالات التالية:
- فرط الحساسية: لا ينبغي أن يتناول المرضى الذين لديهم حساسية معروفة لديلافيردين الدواء.
- بعض الأدوية: لا ينبغي تناول ديلافيردين مع بعض الأدوية التي تتفاعل معه بشكل كبير.
الاحتياطات
يجب توخي الحذر عند استخدام ديلافيردين في الحالات التالية:
- أمراض الكبد: يجب على المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد استخدام ديلافيردين بحذر.
- أمراض الكلى: يجب على المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى استخدام ديلافيردين بحذر.
- الحمل والرضاعة: يجب على النساء الحوامل أو المرضعات التحدث مع الطبيب قبل تناول ديلافيردين.
مقاومة الأدوية
يمكن أن تتطور مقاومة ديلافيردين بسرعة إذا تم استخدامه كعلاج وحيد. لذلك، يُستخدم دائمًا مع أدوية أخرى مضادة للفيروسات القهقرية. يمكن أن تحدث المقاومة بسبب طفرات في الجين المشفر للنسخ العكسي لفيروس نقص المناعة البشرية. يمكن أن تقلل هذه الطفرات من قدرة ديلافيردين على الارتباط بالإنزيم.
دراسات وابحاث
خضع ديلافيردين لعدد من الدراسات السريرية لتقييم فعاليته وسلامته في علاج عدوى فيروس نقص المناعة البشرية. أظهرت هذه الدراسات أن ديلافيردين فعال في خفض الحمل الفيروسي وتحسين عدد الخلايا التائية المساعدة CD4+ عندما يُستخدم مع أدوية أخرى مضادة للفيروسات القهقرية. ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات أيضًا أن مقاومة الدواء يمكن أن تتطور بسرعة إذا تم استخدامه كعلاج وحيد.
تستمر الأبحاث حول ديلافيردين وتقييم استخدامه في تركيبات جديدة مع أدوية أخرى، وكذلك استكشاف طرق للتغلب على مقاومة الأدوية.
الاعتبارات الخاصة بالسكان
يجب مراعاة بعض الاعتبارات الخاصة عند استخدام ديلافيردين في فئات سكانية معينة:
- الأطفال: لم يتم تأسيس سلامة وفعالية ديلافيردين في الأطفال بشكل كامل.
- كبار السن: قد يكون المرضى كبار السن أكثر عرضة للآثار الجانبية لديلافيردين.
- الحمل: يجب على النساء الحوامل التحدث مع الطبيب قبل تناول ديلافيردين، حيث يمكن أن ينتقل الدواء إلى الجنين.
- الرضاعة: لا ينصح بالرضاعة الطبيعية أثناء تناول ديلافيردين، حيث يمكن أن ينتقل الدواء إلى حليب الثدي.
معلومات للمرضى
يجب على المرضى الذين يتناولون ديلافيردين معرفة ما يلي:
- تناول الدواء تمامًا كما وصفه الطبيب.
- لا تفوت أي جرعات.
- أبلغ الطبيب عن أي أدوية أخرى تتناولها.
- أبلغ الطبيب إذا كنت حاملاً أو مرضعة.
- أبلغ الطبيب إذا ظهرت أي آثار جانبية.
خاتمة
ديلافيردين هو مثبط للنسخ العكسي غير النيوكليوزيدي يُستخدم لعلاج عدوى فيروس نقص المناعة البشرية. يعمل الدواء عن طريق الارتباط المباشر بالنسخ العكسي لفيروس نقص المناعة البشرية وتعطيله. يُستخدم ديلافيردين دائمًا مع أدوية أخرى مضادة للفيروسات القهقرية لمنع تطور مقاومة الأدوية. يمكن أن يسبب ديلافيردين آثارًا جانبية، ولكن معظمها خفيفة. يجب على المرضى إبلاغ الطبيب عن أي آثار جانبية تظهر.