<![CDATA[
مقدمة
إدوارد طومسون (12 أكتوبر 1810 – 21 مارس 1870) كان أسقفًا أمريكيًا للكنيسة الميثودية الأسقفية. شغل منصب رئيس جامعة أوهايو وشارك في تأسيس معهد درو اللاهوتي. يعتبر طومسون شخصية بارزة في تاريخ المذهب الميثودي في الولايات المتحدة، حيث ساهم في تطوير التعليم اللاهوتي وتعزيز دور الكنيسة في المجتمع.
نشأته وتعليمه
ولد إدوارد طومسون في مقاطعة كلارك، أوهايو. تلقى تعليمه الأولي في المدارس المحلية وأظهر نبوغًا مبكرًا في الدراسة. التحق بكلية الطب في جامعة بنسلفانيا وتخرج منها عام 1829. بعد فترة وجيزة من ممارسة الطب، شعر طومسون بدعوة دينية قوية وترك مهنة الطب للدخول في الخدمة الكنسية.
دخوله الخدمة الكنسية
في عام 1832، انضم إدوارد طومسون إلى مؤتمر أوهايو للكنيسة الميثودية الأسقفية. سرعان ما برز كواعظ موهوب ومتحدث مفوه. خدم في عدة كنائس في أوهايو قبل أن يتم تعيينه رئيسًا لتحرير مجلة “ويسترن كريستيان أدفايزور” (Western Christian Advocate) عام 1844، وهي دورية كنسية مؤثرة.
رئاسته لجامعة أوهايو
في عام 1846، تم انتخاب إدوارد طومسون رئيسًا لجامعة أوهايو. خلال فترة رئاسته، عمل على تحسين المناهج الدراسية وزيادة عدد الطلاب. قام أيضًا بتوسيع المرافق الجامعية وأضاف برامج جديدة. لعب دورًا حيويًا في تعزيز مكانة الجامعة كمركز للتعليم العالي في المنطقة.
تأسيس معهد درو اللاهوتي
بعد استقالته من رئاسة جامعة أوهايو عام 1850، شارك إدوارد طومسون في تأسيس معهد درو اللاهوتي في ماديسون، نيو جيرسي. كان الهدف من هذا المعهد هو توفير تعليم لاهوتي عالي الجودة للوزراء الميثوديين. شغل طومسون منصب أستاذ الأدب المقدس في المعهد ولعب دورًا حاسمًا في تشكيل مناهجه وتحديد توجهاته.
انتخابه أسقفًا
في عام 1860، تم انتخاب إدوارد طومسون أسقفًا في الكنيسة الميثودية الأسقفية. كأسقف، قام برحلات واسعة النطاق للإشراف على الكنائس والمؤسسات الميثودية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كان له تأثير كبير على سياسات الكنيسة وبرامجها، ودعا إلى الإصلاح الاجتماعي والتعليم المسيحي.
آراؤه وتعاليمه
كان إدوارد طومسون مدافعًا قويًا عن التعليم المسيحي والعدالة الاجتماعية. اعتقد أن الكنيسة يجب أن تلعب دورًا نشطًا في معالجة المشاكل الاجتماعية وتعزيز المساواة. كان أيضًا مؤيدًا قويًا لحركة الاعتدال وحركة إلغاء الرق.
- التعليم المسيحي: أكد على أهمية التعليم المسيحي في تنشئة الأجيال الشابة وغرس القيم الدينية والأخلاقية في نفوسهم.
- العدالة الاجتماعية: دعا إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع الناس، بغض النظر عن العرق أو الطبقة أو الجنس.
- الاعتدال: كان من أشد المدافعين عن حركة الاعتدال، التي تهدف إلى الحد من استهلاك الكحول.
- إلغاء الرق: كان مؤيدًا قويًا لحركة إلغاء الرق، التي تسعى إلى إنهاء العبودية في الولايات المتحدة.
كتاباته ومؤلفاته
كان إدوارد طومسون كاتبًا غزير الإنتاج ومؤلفًا للعديد من الكتب والمقالات الدينية. تضمنت بعض أعماله البارزة ما يلي:
- “مذكرات الكنيسة القديمة” (Essays, Moral and Religious)
- “الأرض المقدسة” (The Land of the Bible)
- “فلسطين كما رآها المسيح” (Palestine as Seen by Christ)
عكست كتاباته اهتمامه العميق بالتعليم المسيحي والعدالة الاجتماعية وقضايا اليوم.
رحلاته إلى الخارج
قام إدوارد طومسون برحلات عديدة إلى الخارج، بما في ذلك زيارة إلى أوروبا والشرق الأوسط. سافر إلى فلسطين وزار المواقع المقدسة، وكتب عن تجاربه في كتابه “الأرض المقدسة”. ساهمت رحلاته في توسيع آفاقه وفهمه للعالم، وأثرت على آرائه وتعاليمه.
مرضه ووفاته
في عام 1868، أصيب إدوارد طومسون بمرض خطير. على الرغم من مرضه، استمر في أداء واجباته كأسقف حتى وفاته في 21 مارس 1870، في ويلينغ، فيرجينيا الغربية. ترك وراءه إرثًا دائمًا من الخدمة الكنسية والقيادة التعليمية.
إرثه وتأثيره
يعتبر إدوارد طومسون شخصية بارزة في تاريخ الكنيسة الميثودية الأسقفية في الولايات المتحدة. ساهم في تطوير التعليم اللاهوتي وتعزيز دور الكنيسة في المجتمع. يُذكر لمساهماته في جامعة أوهايو ومعهد درو اللاهوتي، بالإضافة إلى خدمته كأسقف مدافع عن العدالة الاجتماعية.
تكريمه
تم تكريم إدوارد طومسون بعدة طرق. سميت باسمه كلية طومسون اللاهوتية في ناغازاكي، اليابان، تكريما لخدمته في الكنيسة الميثودية وتفانيه في التعليم. كما توجد صور ولوحات تذكارية له في جامعة أوهايو ومعهد درو اللاهوتي.
خاتمة
كان إدوارد طومسون أسقفًا ميثوديًا بارزًا، ورئيسًا لجامعة، ومؤسسًا مشاركًا لمعهد درو اللاهوتي. كرس حياته للخدمة الكنسية والتعليم، وكان له تأثير كبير على المذهب الميثودي في الولايات المتحدة. يُذكر لمساهماته في التعليم اللاهوتي، ودفاعه عن العدالة الاجتماعية، وقيادته المُلهمة.