<![CDATA[
الخلفية والتصميم
تم تصميم طرادات فئة تاكاو، التي تنتمي إليها مايا، في أوائل عشرينيات القرن الماضي كجزء من برنامج التوسع البحري الياباني الطموح. كان الهدف هو بناء سفن حربية قادرة على مواجهة أحدث الطرادات الثقيلة التابعة للقوى البحرية الأخرى، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى.
تميزت طرادات فئة تاكاو بتصميمها القوي وتسليحها الثقيل. كانت مجهزة بعشرة مدافع عيار 20 سم (8 بوصات) موزعة في خمسة أبراج مزدوجة، بالإضافة إلى عدد كبير من المدافع المضادة للطائرات والأنابيب الطوربيدية. كما أنها كانت تتمتع بدرجة عالية من الحماية المدرعة، مما جعلها قادرة على تحمل الضربات المباشرة من القذائف المعادية.
مايا، على وجه الخصوص، كانت السفينة الثالثة في فئة تاكاو. تم وضع عارضة السفينة في 4 ديسمبر 1928، وتم إطلاقها في 8 أبريل 1930، ودخلت الخدمة في 30 يونيو 1932. تم تسميتها على اسم جبل مايا بالقرب من كوبي، اليابان.
التعديلات والتحسينات
خلال فترة خدمتها، خضعت مايا لعدد من التعديلات والتحسينات لتعزيز قدراتها القتالية. في أواخر الثلاثينيات، تم استبدال مدافعها المضادة للطائرات الأصلية بمدافع أكثر حداثة. كما تم تزويدها برادارات جديدة لتحسين قدرتها على اكتشاف الأهداف المعادية.
أهم تعديل لـ مايا حدث في عام 1943. بعد أن تضررت بشدة في معركة جزر سليمان الشرقية في عام 1942، تم إعادتها إلى حوض بناء السفن لإجراء إصلاحات واسعة النطاق. خلال هذا التجديد، تمت إزالة أحد أبراجها الرئيسية واستبداله بمدفعية مضادة للطائرات إضافية. تم تحويلها بشكل فعال إلى طراد مضاد للطائرات، مما يعكس الأهمية المتزايدة للطائرات في الحرب البحرية.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
شاركت مايا في العديد من المعارك الهامة خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك:
- غزو الفلبين (ديسمبر 1941): شاركت مايا في العمليات الأولية لغزو الفلبين، وقدمت الدعم الناري للقوات البرية اليابانية.
- معركة بحر المرجان (مايو 1942): لعبت مايا دورًا في هذه المعركة البحرية الحاسمة، حيث اشتبكت مع السفن الحربية الأمريكية وقدمت الدعم المضاد للطائرات لحاملات الطائرات اليابانية.
- معركة جزر سليمان الشرقية (أغسطس 1942): تضررت مايا بشدة في هذه المعركة، حيث تعرضت لعدة ضربات من قاذفات القنابل الأمريكية.
- معركة بحر الفلبين (يونيو 1944): شاركت مايا في هذه المعركة البحرية الكبرى، حيث قدمت الدعم المضاد للطائرات لحاملات الطائرات اليابانية.
- معركة خليج ليتي (أكتوبر 1944): كانت هذه هي المعركة الأخيرة لـ مايا. في 23 أكتوبر 1944، بينما كانت تبحر في مضيق بالاوان، تم إطلاق طوربيدات عليها من الغواصة الأمريكية USS Dace (SS-247). ضربت أربعة طوربيدات مايا، مما تسبب في أضرار كارثية. غرقت السفينة بسرعة، مما أسفر عن مقتل معظم أفراد طاقمها.
الإرث
على الرغم من فقدانها في معركة خليج ليتي، تركت الطراد الياباني مايا إرثًا دائمًا في تاريخ الحرب البحرية. كانت واحدة من أكثر السفن الحربية فعالية في البحرية اليابانية، ولعبت دورًا هامًا في العديد من المعارك الحاسمة في المحيط الهادئ. خدمتها كطراد مضاد للطائرات في المراحل الأخيرة من الحرب تعكس التطور السريع للتكنولوجيا البحرية خلال الحرب العالمية الثانية.
تم العثور على حطام مايا في عام 2019 في قاع بحر الصين الجنوبي على عمق حوالي 1850 مترًا (6070 قدمًا). هذا الاكتشاف سمح للباحثين بدراسة السفينة عن كثب والتعرف على تصميمها وبنائها.
خصائص الطراد مايا
- الإزاحة: 13,350 طن (قياسي)
- الطول: 203.76 متر (668.5 قدم)
- العرض: 20.32 متر (66.7 قدم)
- الغاطس: 6.32 متر (20.7 قدم)
- الدفع: 12 غلاية، 4 توربينات بخارية، 133,000 حصان
- السرعة: 35.5 عقدة (65.7 كم/ساعة)
- المدى: 8,500 ميل بحري (15,700 كم) بسرعة 14 عقدة
- الطاقم: 773 فرداً
- التسليح:
- 10 × مدافع عيار 20 سم (8 بوصات)
- 12 × مدافع عيار 12.7 سم (5 بوصات) مضادة للطائرات
- 36 × مدافع عيار 25 مم مضادة للطائرات
- 12 × أنابيب طوربيد عيار 61 سم (24 بوصة)
خاتمة
الطراد الياباني مايا كان طرادًا ثقيلاً قويًا ومتعدد الاستخدامات خدم في البحرية الإمبراطورية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. شاركت في العديد من المعارك الهامة، وتم تعديلها في النهاية لتصبح طرادًا مضادًا للطائرات. على الرغم من فقدانها في معركة خليج ليتي، إلا أنها تركت إرثًا دائمًا في تاريخ الحرب البحرية.