تطور المِعَى المتوسط
يبدأ تطور المعي المتوسط في الأسبوع الرابع من الحمل، وهو عبارة عن أنبوب بسيط يمتد من العفج (الجزء الثاني عشر من الأمعاء الدقيقة) إلى نقطة التقاء الثلثين الأيمنين والثلث الأيسر من القولون المستعرض. يتصل المعي المتوسط بكيس المح عبر قناة ضيقة تسمى القناة المحية.
خلال الأسبوع الخامس، ينمو المعي المتوسط بسرعة أكبر من نمو تجويف البطن، مما يؤدي إلى انفتاله حول الشريان المساريقي العلوي. هذا الانفتاق ضروري لنمو الأمعاء وتطورها بشكل صحيح. يمتد المعي المتوسط المنفتق إلى الحبل السري، حيث يستمر في النمو والتطور.
خلال الأسبوع العاشر، يبدأ المعي المتوسط في العودة إلى تجويف البطن. خلال هذه العملية، يستمر المعي المتوسط في الانفتاق، ويستقر في النهاية في موضعه النهائي. يعود الجزء الداني (القريب) من المعي المتوسط أولاً، يليه الجزء القاصي (البعيد).
بينما يعود المعي المتوسط إلى البطن، فإنه يستدير حوالي 270 درجة عكس اتجاه عقارب الساعة حول محور الشريان المساريقي العلوي. يؤدي هذا الدوران إلى وضع العفج والبنكرياس خلف الصفاق وتحديد موضع الأعور في الربع الأيمن السفلي من البطن.
بعد عودته إلى تجويف البطن، يخضع المعي المتوسط لتطورات إضافية، بما في ذلك:
- تكوين الطيات المعوية: تتشكل الطيات المعوية لزيادة مساحة سطح الأمعاء، مما يسمح بامتصاص المزيد من العناصر الغذائية.
- تكوين الزغابات: الزغابات عبارة عن نتوءات صغيرة تشبه الأصابع تغطي سطح الأمعاء. تزيد الزغابات أيضًا من مساحة سطح الأمعاء.
- تمايز الخلايا: تتمايز خلايا الأمعاء إلى أنواع مختلفة من الخلايا المتخصصة، مثل الخلايا المعوية (الخلايا التي تمتص العناصر الغذائية) والخلايا الكأسية (الخلايا التي تنتج المخاط).
أجزاء المِعَى المتوسط
يشتق من المعي المتوسط الأجزاء التالية من الجهاز الهضمي:
- الأمعاء الدقيقة: معظم الأمعاء الدقيقة (باستثناء الجزء العلوي من الاثني عشر الذي يشتق من المعي الأمامي). يتضمن ذلك الصائم واللفائفي.
- الأعور والزائدة الدودية: وهما الجزء الأول من الأمعاء الغليظة.
- القولون الصاعد: وهو الجزء الأول من القولون، ويمتد من الأعور إلى القولون المستعرض.
- الجزء الأيمن ثلثي القولون المستعرض: وهو الجزء من القولون المستعرض الذي يقع على الجانب الأيمن من الجسم.
عيوب خلقية متعلقة بالمِعَى المتوسط
يمكن أن تحدث عدة عيوب خلقية نتيجة لتطور غير طبيعي للمعي المتوسط. تشمل هذه العيوب:
- فتق سري: يحدث الفتق السري عندما تفشل الأمعاء في العودة إلى تجويف البطن خلال الأسبوع العاشر من الحمل. يمكن تصحيح هذه الحالة جراحيًا بعد الولادة.
- دوران الأمعاء: يحدث دوران الأمعاء عندما لا تدور الأمعاء بشكل صحيح أثناء عودتها إلى تجويف البطن. يمكن أن يؤدي ذلك إلى انسداد الأمعاء. تتطلب هذه الحالة عادةً جراحة عاجلة.
- رتق الأمعاء: رتق الأمعاء هو انسداد في الأمعاء. يمكن أن يحدث رتق الأمعاء في أي جزء من الأمعاء الدقيقة أو الغليظة. عادةً ما يتطلب رتق الأمعاء جراحة.
- ناسور السرة: هو عبارة عن اتصال غير طبيعي بين الأمعاء وسطح الجلد عند السرة. يحدث هذا عندما تفشل القناة المحية في الانغلاق بشكل كامل.
- داء رتوج ميكل: هو جيب صغير في الأمعاء الدقيقة يوجد في حوالي 2% من السكان. وهو بقايا القناة المحية. عادة لا يسبب رتج ميكل أي مشاكل، ولكن يمكن أن يلتهب أو ينزف في بعض الحالات.
أهمية فهم تطور المِعَى المتوسط
فهم تطور المعي المتوسط أمر بالغ الأهمية للأسباب التالية:
- تشخيص وعلاج العيوب الخلقية: يمكن أن يساعد فهم تطور المعي المتوسط الأطباء على تشخيص وعلاج العيوب الخلقية التي تصيب الأمعاء.
- تطوير علاجات جديدة لأمراض الأمعاء: يمكن أن يساعد فهم تطور المعي المتوسط الباحثين على تطوير علاجات جديدة لأمراض الأمعاء، مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
- تحسين نتائج العمليات الجراحية: يمكن أن يساعد فهم تطور المعي المتوسط الجراحين على تحسين نتائج العمليات الجراحية التي تجرى على الأمعاء.
التشخيص
يمكن تشخيص المشاكل المتعلقة بالمِعَى المتوسط قبل الولادة أو بعدها. قد يشير التصوير بالموجات فوق الصوتية قبل الولادة إلى وجود تشوهات في الأمعاء. بعد الولادة، قد تشمل علامات وجود مشكلة في المِعَى المتوسط:
- القيء، خاصة القيء الصفراوي (الأخضر).
- انتفاخ البطن.
- الإمساك.
- عدم القدرة على إخراج البراز.
قد تشمل الاختبارات التشخيصية:
- الأشعة السينية: يمكن أن تظهر الأشعة السينية انسدادًا أو تشوهات أخرى.
- الأشعة المقطعية: توفر الأشعة المقطعية صورًا أكثر تفصيلاً من الأشعة السينية.
- دراسة الباريوم: تتضمن دراسة الباريوم ابتلاع سائل الباريوم، الذي يظهر في الأشعة السينية ويساعد على إبراز الأمعاء.
العلاج
يعتمد علاج مشاكل المِعَى المتوسط على الحالة المحددة. في كثير من الحالات، تكون الجراحة ضرورية لتصحيح التشوهات، وإزالة الانسدادات، أو إصلاح الأضرار.
مثال على علاج دوران الأمعاء:
دوران الأمعاء هو حالة تهدد الحياة تتطلب جراحة عاجلة. تتضمن الجراحة فك الأمعاء وإعادة وضعها في الوضع الصحيح. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إزالة أجزاء من الأمعاء إذا كانت تالفة بشدة.
الرعاية بعد الجراحة:
بعد الجراحة، يحتاج الأطفال إلى مراقبة دقيقة. قد يحتاجون إلى تغذية عن طريق الوريد حتى تتمكن الأمعاء من التعافي. قد يحتاجون أيضًا إلى المضادات الحيوية لمنع العدوى.
توقعات سير المرض
تعتمد توقعات سير المرض على نوع المشكلة المتعلقة بالمِعَى المتوسط وشدتها. مع العلاج المناسب، يمكن لمعظم الأطفال المصابين بمشاكل في المِعَى المتوسط أن يعيشوا حياة طبيعية وصحية.
نصائح للوقاية
لا توجد طرق معروفة للوقاية من معظم مشاكل المِعَى المتوسط. ومع ذلك، فإن الحصول على رعاية جيدة قبل الولادة يمكن أن يساعد في تقليل خطر بعض العيوب الخلقية.
خاتمة
المِعَى المتوسط هو جزء مهم من الجهاز الهضمي يتطور خلال فترة الحمل. يمكن أن تؤدي التشوهات في تطور المِعَى المتوسط إلى مجموعة متنوعة من العيوب الخلقية. فهم تطور المِعَى المتوسط أمر بالغ الأهمية لتشخيص وعلاج هذه العيوب.