مقدمة
ميدالية ليفرهولم هي اسم يطلق على جائزتين مرموقتين تمنحان في المملكة المتحدة، ولكل منهما تاريخها وأهميتها الخاصة. تشترك الجائزتان في الاسم نسبةً إلى ويليام ليفر، مؤسس شركة ليفر براذرز (التي أصبحت فيما بعد جزءًا من شركة يونيليفر)، ولكن الجهات المانحة لهما مختلفة، مما يعكس مجالات التميز المتنوعة التي تسعى الجائزتان إلى تكريمها. في هذا المقال، سنتناول كلتا الجائزتين بالتفصيل، مسلطين الضوء على معايير الترشيح، والإنجازات التي يتم تكريمها، وأبرز الفائزين.
ميدالية ليفرهولم (الجمعية الملكية)
تُمنح ميدالية ليفرهولم من قبل الجمعية الملكية، وهي أكاديمية العلوم الوطنية في المملكة المتحدة. تأسست هذه الميدالية في عام 1960 بتمويل من صندوق ليفرهولم التذكاري، وتهدف إلى تكريم الباحثين الذين قدموا مساهمات كبيرة في مجال الكيمياء والهندسة، بما في ذلك الهندسة الكيميائية. تُعتبر ميدالية ليفرهولم من أرفع الجوائز التي يمكن أن يحصل عليها العلماء والمهندسون في هذه المجالات، وهي دليل على الإنجازات المتميزة والتأثير الكبير لأعمالهم.
معايير الترشيح:
تُمنح ميدالية ليفرهولم للعلماء والمهندسين الذين قدموا مساهمات أصلية ومبتكرة في مجالات الكيمياء والهندسة. يجب أن تكون هذه المساهمات ذات تأثير كبير على المجال، وأن تكون قد ساهمت في تقدم المعرفة أو تطوير التقنيات الجديدة. يتم تقييم المرشحين بناءً على سجلهم البحثي، وأهمية الاكتشافات التي قاموا بها، وتأثيرهم على المجتمع العلمي والهندسي.
أبرز الفائزين:
- سير جون كورنفورث (Sir John Cornforth): حائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1975، حصل على ميدالية ليفرهولم عام 1976 لعمله في مجال الكيمياء الحيوية.
- سير جورج بورتر (Sir George Porter): حائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1967، حصل على ميدالية ليفرهولم عام 1978 لعمله في مجال الكيمياء الضوئية.
- مانسيل ديفيز (Mansel Davies): كيميائي فيزيائي معروف بدراساته على العزل الكهربائي، حصل على الميدالية عام 1981.
ميدالية ليفرهولم (الأكاديمية البريطانية)
تُمنح ميدالية ليفرهولم من قبل الأكاديمية البريطانية، وهي الأكاديمية الوطنية للعلوم الإنسانية والاجتماعية في المملكة المتحدة. تأسست هذه الميدالية في عام 2002، وتهدف إلى تكريم الباحثين الذين قدموا مساهمات بارزة في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية. تُعتبر ميدالية ليفرهولم من أهم الجوائز التي يمكن أن يحصل عليها الباحثون في هذه المجالات، وهي دليل على الإنجازات المتميزة والتأثير الكبير لأعمالهم.
معايير الترشيح:
تُمنح ميدالية ليفرهولم للباحثين الذين قدموا مساهمات أصلية ومبتكرة في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية. يجب أن تكون هذه المساهمات ذات تأثير كبير على المجال، وأن تكون قد ساهمت في تقدم المعرفة أو فهم أفضل للمجتمع والثقافة. يتم تقييم المرشحين بناءً على سجلهم البحثي، وأهمية الاكتشافات التي قاموا بها، وتأثيرهم على المجتمع الأكاديمي والعام.
أبرز الفائزين:
- كوينتين سكينر (Quentin Skinner): مؤرخ للأفكار، معروف بعمله في الفكر السياسي في أوائل العصر الحديث، حصل على الميدالية عام 2006.
- مارثا نوسباوم (Martha Nussbaum): فيلسوفة، معروفة بعملها في الأخلاق السياسية والنسوية، حصلت على الميدالية عام 2009.
- روث فين (Ruth Finnegan): عالمة اجتماع وأنثروبولوجيا، معروفة بعملها في الأدب الشفهي، حصلت على الميدالية عام 2012.
الفرق بين ميداليتي ليفرهولم
الفرق الرئيسي بين ميداليتي ليفرهولم يكمن في الجهة المانحة لهما والمجالات التي يتم تكريمها. ميدالية ليفرهولم التابعة للجمعية الملكية مخصصة للعلوم الطبيعية والهندسة، بينما ميدالية ليفرهولم التابعة للأكاديمية البريطانية مخصصة للعلوم الإنسانية والاجتماعية. هذا يعني أن الجائزتين تحتفيان بإنجازات مختلفة تمامًا، وتساهمان في تعزيز التميز في مجالات مختلفة من المعرفة.
بالإضافة إلى ذلك، تختلف معايير الترشيح بين الجائزتين. بينما تركز ميدالية الجمعية الملكية على المساهمات الأصلية والمبتكرة في الكيمياء والهندسة، تركز ميدالية الأكاديمية البريطانية على المساهمات الأصلية والمبتكرة في العلوم الإنسانية والاجتماعية. هذا يعني أن الجائزتين تقيمان المرشحين بناءً على معايير مختلفة، وتعكسان القيم والأهداف المختلفة لكلتا المؤسستين.
على الرغم من هذه الاختلافات، تشترك الجائزتان في هدف واحد، وهو تكريم الباحثين الذين قدموا مساهمات كبيرة في مجالاتهم. تُعتبر ميدالية ليفرهولم، بغض النظر عن الجهة المانحة لها، من أرفع الجوائز التي يمكن أن يحصل عليها الباحثون في المملكة المتحدة، وهي دليل على الإنجازات المتميزة والتأثير الكبير لأعمالهم.
أهمية ميدالية ليفرهولم
تكمن أهمية ميدالية ليفرهولم في عدة جوانب:
- تكريم التميز: تُعتبر الميدالية اعترافًا بالإنجازات المتميزة للباحثين في مجالاتهم، وتشجيعًا لهم على مواصلة البحث والابتكار.
- تعزيز البحث العلمي: تُساهم الميدالية في رفع مستوى البحث العلمي في المملكة المتحدة، من خلال تكريم الباحثين الذين قدموا مساهمات كبيرة في تقدم المعرفة.
- إلهام الأجيال القادمة: تُعتبر الميدالية مصدر إلهام للباحثين الشباب، وتشجيعًا لهم على السعي لتحقيق التميز في مجالاتهم.
- تعزيز مكانة المملكة المتحدة: تُساهم الميدالية في تعزيز مكانة المملكة المتحدة كمركز عالمي للبحث العلمي والابتكار.
خاتمة
ميدالية ليفرهولم هي جائزة مرموقة تُمنح من قبل كل من الجمعية الملكية والأكاديمية البريطانية. تكرم ميدالية الجمعية الملكية المساهمات البارزة في مجالات الكيمياء والهندسة، بينما تحتفي ميدالية الأكاديمية البريطانية بالإنجازات في العلوم الإنسانية والاجتماعية. على الرغم من اختلاف المجالات، فإن كلا الجائزتين تعترفان بأهمية البحث والابتكار، وتلهمان الأجيال القادمة من الباحثين. ميدالية ليفرهولم هي شهادة على التزام المملكة المتحدة بالتميز الأكاديمي والمساهمة في المعرفة العالمية.