نظرة عامة
يعتبر كلا الدربين من أكثر الدروب تحديًا وانعزالًا في جراند كانيون. يتطلبان تخطيطًا دقيقًا ولياقة بدنية عالية وتجهيزات مناسبة. يتميزان بمسارات شديدة الانحدار ووعرة، مع القليل من مصادر المياه أو بدونها. غالبًا ما يواجه المتنزهون درجات حرارة قصوى وتضاريس صعبة. ومع ذلك، فإن المكافأة هي تجربة فريدة من نوعها في البرية، وإطلالات خلابة على الوادي، وفرصة للهروب من الحشود التي تتواجد عادةً في مناطق أخرى من المنتزه.
درب نورث باس (North Bass Trail)
يعتبر درب نورث باس الأكثر صعوبة بين الاثنين، ويرجع ذلك أساسًا إلى صعوبة الوصول إلى نقطة البداية. يتطلب الوصول إلى بداية الدرب قيادة طويلة على طرق غير معبدة، غالبًا ما تتطلب مركبة ذات دفع رباعي وخلوص أرضي مرتفع. بالإضافة إلى ذلك، قد يتطلب الأمر المشي لمسافات طويلة قبل الوصول إلى بداية الدرب الفعلي.
بمجرد الوصول إلى الدرب، ينحدر بشكل حاد إلى الوادي، مرورًا بتكوينات جيولوجية متنوعة ونباتات وحيوانات فريدة من نوعها. يعتبر الدرب طويلًا وشاقًا، وغالبًا ما يستغرق عدة أيام لإكماله. يجب على المتنزهين أن يكونوا مستعدين لحمل كميات كبيرة من الماء والطعام، وأن يكونوا على دراية بتقنيات الملاحة في البرية.
درب ساوث باس (South Bass Trail)
على الرغم من أنه لا يزال صعبًا، إلا أن درب ساوث باس يعتبر أسهل قليلاً من درب نورث باس من حيث الوصول إلى نقطة البداية. ومع ذلك، لا يزال الدرب نفسه يمثل تحديًا كبيرًا. يبدأ الدرب بالقرب من بلدة جراند كانيون فيليدج (Grand Canyon Village)، وينحدر بسرعة إلى الوادي. يتميز الدرب بمناظر خلابة للوادي، ويمر عبر عدة طبقات جيولوجية مختلفة.
يتطلب إكمال درب ساوث باس أيضًا تخطيطًا دقيقًا ولياقة بدنية عالية. يجب على المتنزهين أن يكونوا مستعدين لحمل كميات كافية من الماء والطعام، وأن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة مثل الجفاف وضربة الشمس والسقوط.
التاريخ وأصل التسمية
تم تسمية كلا الدربين على اسم ويليام والاس باس (William Wallace Bass)، وهو رائد ومستكشف لعب دورًا مهمًا في تطوير السياحة في جراند كانيون في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. قام باس ببناء درب إلى الوادي، وأنشأ معسكرًا سياحيًا، وقدم جولات سياحية للزوار.
كان باس شخصية بارزة في تاريخ جراند كانيون، وكان له دور فعال في الترويج للوادي كوجهة سياحية. ساهمت جهوده في جذب الزوار إلى المنطقة، وساعدت في وضع الأساس لصناعة السياحة المزدهرة التي نراها اليوم.
نصائح للمتنزهين
إذا كنت تخطط للمشي لمسافات طويلة في أحد دروب باس، فإليك بعض النصائح التي يجب وضعها في الاعتبار:
- التخطيط المسبق: ابدأ التخطيط لرحلتك قبل أشهر. قم بالبحث عن الدرب الذي تختاره، وتحقق من الظروف الجوية، واحصل على التصاريح اللازمة.
- اللياقة البدنية: تأكد من أنك في حالة بدنية جيدة قبل الشروع في الرحلة. تدرب على المشي لمسافات طويلة على تضاريس مماثلة.
- المياه: احمل كميات كافية من الماء. يوصى بحمل ما لا يقل عن جالون واحد من الماء للشخص الواحد في اليوم. يمكنك أيضًا استخدام نظام ترشيح المياه لتعبئة المياه من مصادر طبيعية، ولكن تأكد من أنك تعرف كيفية استخدامه بشكل صحيح.
- الطعام: احمل أطعمة غنية بالطاقة وخفيفة الوزن.
- الملابس: ارتدِ ملابس مناسبة للطقس. يوصى بارتداء ملابس واقية من الشمس وقبعة ونظارات شمسية.
- المعدات: تأكد من أن لديك المعدات المناسبة، بما في ذلك حذاء مشي مريح وخيمة وكيس نوم وموقد للتخييم ومجموعة أدوات الإسعافات الأولية.
- الملاحة: تعلم كيفية استخدام الخريطة والبوصلة. يوصى أيضًا بحمل جهاز تحديد المواقع العالمي (GPS).
- السلامة: كن على دراية بالمخاطر المحتملة، مثل الجفاف وضربة الشمس والسقوط. اتبع جميع تعليمات السلامة الخاصة بالمنتزه.
- أخبر شخصًا ما: أخبر شخصًا ما عن خططك قبل الانطلاق في الرحلة.
الحياة البرية
تعد منطقة دروب باس موطنًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، بما في ذلك:
- الأيائل: توجد الأيائل في جميع أنحاء جراند كانيون، وغالبًا ما يمكن رؤيتها بالقرب من مصادر المياه.
- الغزلان: الغزلان شائعة أيضًا في المنطقة، وغالبًا ما يمكن رؤيتها وهي ترعى في المراعي.
- القيوط: القيوط هي حيوانات مفترسة ذكية وقابلة للتكيف، وغالبًا ما يمكن سماعها وهي تعوي في الليل.
- القطط البرية: القطط البرية هي حيوانات انعزالية ونادرًا ما تُرى، ولكنها توجد في جميع أنحاء جراند كانيون.
- السحالي: توجد العديد من أنواع السحالي في المنطقة، بما في ذلك سحلية تشاكوالا وسحلية السياط.
- الثعابين: توجد العديد من أنواع الثعابين في المنطقة، بما في ذلك الأفاعي الجرسية. يجب أن تكون حذرًا وتتجنب الاقتراب من الثعابين.
- الطيور: توجد العديد من أنواع الطيور في المنطقة، بما في ذلك النسور الصلعاء والصقور والطيور المغردة.
من المهم أن تتذكر أنك في موطن الحيوانات البرية. حافظ على مسافة آمنة من الحيوانات، ولا تطعمها أبدًا. قم بتخزين الطعام بشكل آمن لمنع جذب الحيوانات إلى معسكرك.
الجيولوجيا
تتميز منطقة دروب باس بجيولوجيا متنوعة ومعقدة. تعرضت الصخور الموجودة في المنطقة لعمليات التعرية لملايين السنين، مما أدى إلى تكوين المناظر الطبيعية المذهلة التي نراها اليوم. يمكن رؤية العديد من الطبقات الجيولوجية المختلفة على طول الدروب، بما في ذلك:
- حجر رمل كوكونينو (Coconino Sandstone): هو طبقة سميكة من الحجر الرملي الأبيض الذي تشكل في بيئة صحراوية قديمة.
- حجر طيني هرميت (Hermit Shale): هو طبقة من الصخر الطيني الأحمر الذي تشكل في بيئة سهول الفيضانات.
- حجر رمل سوباي (Supai Sandstone): هو طبقة من الحجر الرملي الأحمر الذي تشكل في بيئة ساحلية.
- حجر جيري ريدوال (Redwall Limestone): هو طبقة سميكة من الحجر الجيري الرمادي الذي تشكل في بيئة بحرية.
- مجموعة تونتو (Tonto Group): هي مجموعة من الصخور الرسوبية التي تشكلت في بيئة بحرية ضحلة.
- صخور القاعدة (Basement Rocks): هي أقدم الصخور في جراند كانيون، وتتكون من صخور نارية ومتحولة.
دراسة جيولوجيا جراند كانيون توفر نظرة ثاقبة على تاريخ الأرض وعمليات التغيير المستمر التي شكلت كوكبنا.
الطقس
يمكن أن يكون الطقس في منطقة دروب باس غير متوقع. يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 100 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية) في الصيف، وتنخفض إلى ما دون درجة التجمد في الشتاء. يمكن أن تهب العواصف الرعدية المفاجئة في أي وقت من السنة. من المهم التحقق من توقعات الطقس قبل الشروع في الرحلة، والاستعداد لجميع أنواع الظروف الجوية.
تصاريح التخييم
التخييم مسموح به في منطقة دروب باس، ولكن يجب الحصول على تصريح تخييم مسبقًا. يمكن الحصول على التصاريح من مركز الزوار في جراند كانيون أو عبر الإنترنت. من المهم اتباع جميع قواعد ولوائح التخييم الخاصة بالمنتزه.
الوصول
الوصول إلى دروب باس محدود. يتطلب الوصول إلى درب نورث باس قيادة طويلة على طرق غير معبدة. يمكن الوصول إلى درب ساوث باس عن طريق المشي لمسافات طويلة أو ركوب حافلة مكوكية.
السلامة أولاً
يجب أن يكون السلامة دائمًا على رأس أولوياتك عند المشي لمسافات طويلة في منطقة دروب باس. كن على دراية بالمخاطر المحتملة، واتخذ الاحتياطات اللازمة. لا تتردد في طلب المساعدة إذا كنت بحاجة إليها.
خاتمة
درب باس هو تجربة فريدة ومجزية للمتنزهين ذوي الخبرة الذين يبحثون عن تحدٍ حقيقي. مع التخطيط الدقيق واللياقة البدنية المناسبة والتجهيزات المناسبة، يمكنك الاستمتاع بمناظر خلابة وتجربة برية لا تُنسى في قلب جراند كانيون.