نشأته وتعليمه
ولد جيمس سايكس باتيي في بينولا، جنوب أستراليا، في 27 نوفمبر 1871. تلقى تعليمه المبكر في مدرسة ناراكورت الحكومية قبل أن ينتقل إلى كلية سانت بيتر في أديلايد. أظهر باتيي تفوقًا أكاديميًا مبكرًا، وحصل على منحة دراسية للدراسة في جامعة أديلايد. تخرج بدرجة البكالوريوس في الآداب عام 1893، وحصل على درجة الماجستير في الآداب عام 1896. خلال فترة وجوده في الجامعة، برز باتيي كباحث مجتهد ومثقف طموح، مما وضعه على طريق مهني متميز في مجال المكتبات.
مسيرته المهنية
بدأ جيمس باتيي مسيرته المهنية في مجال المكتبات عام 1894 عندما تم تعيينه مساعدًا في مكتبة جنوب أستراليا البرلمانية. اكتسب هناك خبرة قيمة في إدارة المكتبات وتنظيمها. وفي عام 1894 أيضًا، انتقل إلى غرب أستراليا ليشغل منصب أمين مكتبة التسجيل العام والإحصاء. كانت هذه نقطة تحول في حياته المهنية، حيث أتيحت له الفرصة لتطبيق معرفته ومهاراته في بيئة جديدة ومتنامية.
في عام 1895، تم تعيين باتيي أمينًا للمكتبة الاستعمارية، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1954. وفي عام 1900، عُين أيضًا أمينًا لمكتبة فيكتوريا العامة في بيرث، ليصبح أول أمين مكتبة رئيسي لها. تحت قيادته، شهدت المكتبة نموًا وتوسعًا كبيرين، وتحولت إلى مؤسسة ثقافية وتعليمية حيوية في غرب أستراليا. لعب باتيي دورًا فعالًا في تطوير مجموعات المكتبة، وتنظيمها، وتوفير الوصول إليها للجمهور.
كان باتيي أيضًا مؤرخًا نشطًا وكاتبًا غزير الإنتاج. نشر العديد من الكتب والمقالات حول تاريخ غرب أستراليا، بما في ذلك “تاريخ غرب أستراليا” (1924-1929)، وهو عمل مرجعي شامل في مجلدين لا يزال يحظى بتقدير كبير حتى اليوم. كما كان مهتمًا بالحفاظ على السجلات التاريخية لأستراليا الغربية، ولعب دورًا رئيسيًا في إنشاء مجلس السجلات الحكومية.
إنجازاته ومساهماته
تشمل إنجازات ومساهمات جيمس باتيي الرئيسية ما يلي:
- تأسيس مكتبة ولاية غرب أستراليا: لعب باتيي دورًا حاسمًا في تطوير مكتبة فيكتوريا العامة لتصبح مكتبة ولاية غرب أستراليا. قام بتوسيع مجموعات المكتبة، وتحسين خدماتها، وجعلها في متناول جمهور أوسع.
- الحفاظ على السجلات التاريخية: كان باتيي مدافعًا قويًا عن الحفاظ على السجلات التاريخية لغرب أستراليا. لعب دورًا رئيسيًا في إنشاء مجلس السجلات الحكومية، وساعد في ضمان الحفاظ على الوثائق الهامة للأجيال القادمة.
- الكتابة التاريخية: كان باتيي مؤرخًا غزير الإنتاج، ونشر العديد من الكتب والمقالات حول تاريخ غرب أستراليا. يعتبر كتابه “تاريخ غرب أستراليا” عملًا مرجعيًا شاملاً لا يزال يحظى بتقدير كبير حتى اليوم.
- الخدمة العامة: كرس باتيي حياته للخدمة العامة، وعمل بتفان لخدمة مجتمع غرب أستراليا. كان أمين مكتبة ملتزمًا ومؤرخًا شغوفًا ومواطنًا محترمًا.
تاريخ غرب أستراليا
يُعد “تاريخ غرب أستراليا” لجيمس سايكس باتيي عملًا تاريخيًا هامًا ومؤثرًا يوثق تاريخ ولاية غرب أستراليا منذ بداياتها وحتى أوائل القرن العشرين. نُشر هذا العمل في مجلدين بين عامي 1924 و 1929، وسرعان ما أصبح مرجعًا أساسيًا للباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة.
يتميز الكتاب بشموليته وتفصيله الدقيق، حيث يغطي مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك:
- الاكتشاف والاستكشاف: يصف الكتاب الرحلات الاستكشافية الأولى للمستكشفين الأوروبيين إلى سواحل غرب أستراليا، وتأثير ذلك على السكان الأصليين.
- الاستيطان الأوروبي: يوثق الكتاب عملية الاستيطان الأوروبي في غرب أستراليا، بما في ذلك تأسيس المستعمرات وتطورها، والتحديات التي واجهها المستوطنون الأوائل.
- التنمية الاقتصادية: يتناول الكتاب التطورات الاقتصادية الرئيسية في تاريخ غرب أستراليا، مثل صناعة التعدين والزراعة والتجارة، وتأثيرها على نمو الولاية.
- التطور السياسي والاجتماعي: يصف الكتاب التطورات السياسية والاجتماعية في غرب أستراليا، بما في ذلك تشكيل الحكومة، وتطور المؤسسات الديمقراطية، والتغيرات في التركيبة السكانية والثقافة.
- السكان الأصليون: يقدم الكتاب نظرة ثاقبة على تاريخ وثقافة السكان الأصليين في غرب أستراليا، وتأثير الاستيطان الأوروبي عليهم.
يعتمد “تاريخ غرب أستراليا” على مصادر أولية متنوعة، مثل الوثائق الرسمية، والمذكرات الشخصية، والصحف، والمجلات، مما يجعله عملًا موثوقًا ودقيقًا. يتميز الكتاب أيضًا بأسلوب كتابة واضح وجذاب، مما يجعله في متناول جمهور واسع.
على الرغم من مرور سنوات عديدة على نشره، لا يزال “تاريخ غرب أستراليا” يعتبر مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة. يوفر الكتاب فهمًا شاملاً لتاريخ غرب أستراليا، ويسلط الضوء على التحديات والفرص التي واجهت الولاية في الماضي، ويساهم في فهم حاضرها ومستقبلها.
حياته الشخصية ووفاته
تزوج جيمس باتيي من فلورنس ماي فيرلي في عام 1901. كان لديهم ثلاثة أطفال: ابنتان وابن واحد. توفي باتيي في بيرث في 16 يونيو 1954، عن عمر يناهز 82 عامًا. ترك إرثًا دائمًا في مجال المكتبات والتاريخ في أستراليا.
تكريمه
تكريمًا لمساهماته، تم تسمية إحدى قاعات مكتبة ولاية غرب أستراليا باسمه، وهي “قاعة باتيي”. يعكس هذا التكريم التقدير الكبير الذي يحظى به باتيي لدوره الرائد في تطوير المكتبة وتعزيز الثقافة والمعرفة في غرب أستراليا.
خاتمة
كان جيمس سايكس باتيي شخصية بارزة في تاريخ أستراليا الغربية. بصفته أول أمين مكتبة رئيسي لمكتبة فيكتوريا العامة (الآن مكتبة ولاية غرب أستراليا)، لعب دورًا حاسمًا في تطوير المكتبة لتصبح مؤسسة رائدة. كان أيضًا مؤرخًا غزير الإنتاج، ونشر العديد من الكتب والمقالات حول تاريخ غرب أستراليا. كرس باتيي حياته للخدمة العامة، وترك إرثًا دائمًا في مجال المكتبات والتاريخ في أستراليا.