<![CDATA[
حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت مولي كلارك هاسكل في ريتشموند بولاية فيرجينيا، ونشأت في مزرعة بالقرب من شارلوتسفيل. والدها، هنري كلارك هاسكل، كان يعمل في مجال التأمين، ووالدتها، مادلين هورتون أوبرلين، كانت ربة منزل. تلقت هاسكل تعليمها في مدرسة سانت آن-بيلفيلد في شارلوتسفيل، ثم التحقت بكلية سميث في نورثهامبتون بولاية ماساتشوستس، حيث تخرجت عام 1961.
بدايات مسيرتها المهنية
بعد تخرجها من الكلية، انتقلت هاسكل إلى مدينة نيويورك وعملت في عدة وظائف قبل أن تستقر في صحيفة “ذا فيليدج فويس”. بدأت العمل كموظفة استقبال، لكن سرعان ما لفتت انتباه رئيس تحرير قسم الأفلام، أندرو ساريس، الذي شجعها على كتابة مراجعات الأفلام. نشرت هاسكل أول مراجعة لها في عام 1964، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز النقاد السينمائيين في الصحيفة.
أسلوبها النقدي
تشتهر هاسكل بأسلوبها النقدي الذكي والثاقب، والذي يجمع بين التحليل السينمائي المتعمق والوعي الاجتماعي والسياسي. تعتبر هاسكل من أبرز الأصوات النسوية في النقد السينمائي، وغالبًا ما تركز في كتاباتها على تمثيل المرأة في السينما وتأثير الأفلام على تصوراتنا عن الجنس والهوية.
تتميز كتابات هاسكل بالوضوح والعمق، وهي قادرة على الوصول إلى جمهور واسع من القراء، سواء كانوا من عشاق السينما أو من المهتمين بالقضايا الاجتماعية والسياسية. غالبًا ما تستخدم هاسكل الفكاهة والسخرية في كتاباتها، مما يجعلها أكثر جاذبية وإثارة للتفكير.
أعمالها الرئيسية
ألفت هاسكل العديد من الكتب والمقالات حول السينما والثقافة، من بينها:
- From Reverence to Rape: The Treatment of Women in the Movies (1974): يعتبر هذا الكتاب من أهم الأعمال النسوية في النقد السينمائي، حيث تحلل هاسكل فيه صور المرأة في السينما من منظور تاريخي واجتماعي. تجادل هاسكل بأن السينما غالبًا ما تصور المرأة كضحية أو ككائن جنسي، وأن هذا التصوير يساهم في ترسيخ الصور النمطية السلبية عن المرأة في المجتمع.
- Holding My Own in No Man’s Land: Women and Men and Films and Feminists (1997): مجموعة من المقالات التي تتناول قضايا مختلفة تتعلق بالمرأة والسينما والنسوية. تتناول هاسكل في هذه المقالات موضوعات مثل تمثيل المرأة في الأفلام الوثائقية، وتأثير النسوية على صناعة السينما، والعلاقة بين السينما والسياسة.
- Frankly, My Dear: Gone With the Wind Revisited (2009): تحليل معمق لفيلم “ذهب مع الريح” (Gone With the Wind)، والذي يعتبر من أشهر الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية. تتناول هاسكل في هذا الكتاب الجوانب المختلفة للفيلم، بما في ذلك تصويره للعلاقات العرقية والاجتماعية في الجنوب الأمريكي خلال فترة الحرب الأهلية.
بالإضافة إلى كتبها، كتبت هاسكل العديد من المقالات والمراجعات السينمائية لمجموعة متنوعة من المنشورات، بما في ذلك “نيويورك تايمز” (The New York Times)، و”ذا نيو يوركر” (The New Yorker)، و”ذا نيويورك ريفيو أوف بوكس” (The New York Review of Books).
مولي هاسكل والسينما المستقلة
كانت هاسكل من أشد المدافعين عن السينما المستقلة، وغالبًا ما كتبت عن أفلام المخرجين المستقلين الذين لم يحظوا بالاهتمام الكافي من قبل وسائل الإعلام الرئيسية. كانت هاسكل تؤمن بأن السينما المستقلة تقدم رؤى جديدة ومختلفة للعالم، وأنها تلعب دورًا هامًا في تطوير الفن السينمائي.
دعمت هاسكل العديد من المخرجين المستقلين في بداية مسيرتهم المهنية، وساعدت في تعريف الجمهور بأعمالهم. من بين هؤلاء المخرجين، يمكن ذكر جيم جارموش (Jim Jarmusch)، وهال هارتلي (Hal Hartley)، وسبايك لي (Spike Lee).
مولي هاسكل والتعليم
بالإضافة إلى عملها كناقدة سينمائية ومؤلفة، عملت هاسكل أيضًا كأستاذة جامعية. قامت بتدريس السينما في العديد من الجامعات، بما في ذلك كلية بارنارد (Barnard College)، وجامعة كولومبيا (Columbia University)، وجامعة نيويورك (New York University).
تعتبر هاسكل معلمة ملهمة ومحفزة، وهي قادرة على نقل شغفها بالسينما إلى طلابها. تشجع هاسكل طلابها على التفكير النقدي في الأفلام وعلى تطوير وجهات نظرهم الخاصة حول السينما.
الجوائز والتكريمات
حصلت هاسكل على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمساهماتها في مجال النقد السينمائي، من بينها:
- جائزة جورج جان ناثان للنقد الدرامي (George Jean Nathan Award for Dramatic Criticism)
- جائزة الرابطة الوطنية لنقاد السينما (National Society of Film Critics Award)
- زمالة غوغنهايم (Guggenheim Fellowship)
حياتها الشخصية
تزوجت هاسكل من الناقد السينمائي أندرو ساريس في عام 1969. استمر زواجهما حتى وفاة ساريس في عام 2012. كان الزوجان من أبرز الشخصيات في عالم السينما في نيويورك، وكانا يتمتعان بعلاقة فكرية وثقافية قوية.
تعيش هاسكل حاليًا في مدينة نيويورك، وتواصل الكتابة عن السينما والثقافة.
تأثيرها وإرثها
تعتبر مولي هاسكل من أهم النقاد السينمائيين في جيلها، وقد تركت بصمة واضحة على مجال النقد السينمائي. ساهمت هاسكل في تطوير النقد النسوي للسينما، وساعدت في تعريف الجمهور بالسينما المستقلة. كما ألهمت العديد من الكتاب والنقاد السينمائيين الشباب.
لا تزال كتابات هاسكل تحظى بشعبية كبيرة بين عشاق السينما والمهتمين بالقضايا الاجتماعية والسياسية. تعتبر هاسكل صوتًا هامًا في الحوار الثقافي المعاصر.
خاتمة
مولي هاسكل هي ناقدة سينمائية ومؤلفة أمريكية بارزة، اشتهرت بأسلوبها النقدي الذكي والثاقب، والذي يجمع بين التحليل السينمائي المتعمق والوعي الاجتماعي والسياسي. تعتبر هاسكل من أبرز الأصوات النسوية في النقد السينمائي، وغالبًا ما تركز في كتاباتها على تمثيل المرأة في السينما وتأثير الأفلام على تصوراتنا عن الجنس والهوية. ألفت هاسكل العديد من الكتب والمقالات حول السينما والثقافة، وعملت كأستاذة جامعية، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمساهماتها في مجال النقد السينمائي.