<![CDATA[
الخلفية والتصميم
في أعقاب الحرب العالمية الأولى، شرعت البحرية الملكية الهولندية في برنامج تحديث وتوسع لأسطولها. كان ذلك ضروريًا لحماية مصالح هولندا الإقليمية والتجارية في جزر الهند الشرقية الهولندية (إندونيسيا حاليًا). ضمن هذا البرنامج، تم التخطيط لبناء سلسلة من المدمرات الحديثة لتحل محل السفن القديمة. خريد دي روتر كانت واحدة من هذه المدمرات.
تم تصميم المدمرات الجديدة لتكون قادرة على القيام بدوريات في المياه الاستوائية لجزر الهند الشرقية الهولندية، بالإضافة إلى القدرة على الاشتباك مع السفن الحربية المعادية. تضمن التصميم مزيجًا من السرعة والقدرة النارية والمدى، مما يجعلها مناسبة للعمليات في المحيط الهادئ.
المواصفات الرئيسية:
- الإزاحة: حوالي 1,640 طنًا (قياسي)
- الطول: حوالي 98 مترًا
- العرض: حوالي 9.5 مترًا
- الغاطس: حوالي 2.9 مترًا
- الدفع: توربينات بخارية، توفر قوة حصانية تبلغ حوالي 31,000 حصان
- السرعة: حوالي 36 عقدة
- التسليح:
- 4 × مدافع 120 ملم
- 4 × مدافع مضادة للطائرات 40 ملم
- 4 × أنابيب طوربيد 533 ملم
- الطاقم: حوالي 149 ضابطًا وبحارًا
البناء والتدشين
بدأ بناء خريد دي روتر في حوض بناء السفن بمدينة فيليسنجن (Flushing) بهولندا. تم وضع عارضة السفينة في عام 1925، وتم إطلاقها في عام 1926. تم الانتهاء من بنائها ودخلت الخدمة في البحرية الملكية الهولندية في عام 1927.
عند تدشينها، كانت خريد دي روتر واحدة من أحدث وأقوى المدمرات في الأسطول الهولندي. تم تجهيزها بأحدث التقنيات في ذلك الوقت، بما في ذلك نظام متطور للتحكم في إطلاق النار وأنظمة اتصالات حديثة.
الخدمة في جزر الهند الشرقية الهولندية
بعد دخولها الخدمة، تم إرسال خريد دي روتر إلى جزر الهند الشرقية الهولندية، حيث انضمت إلى الأسطول الهولندي المتمركز هناك. كانت مهمتها الرئيسية هي القيام بدوريات في المياه الإقليمية الهولندية وحماية الشحن التجاري وضمان الأمن في المنطقة.
خلال فترة خدمتها في جزر الهند الشرقية الهولندية، شاركت خريد دي روتر في العديد من التدريبات والمناورات البحرية. عملت أيضًا على تقديم المساعدة الإنسانية للمجتمعات المحلية في حالات الكوارث الطبيعية.
الحرب العالمية الثانية
عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية في أوروبا في عام 1939، ظلت هولندا محايدة في البداية. ومع ذلك، في مايو 1940، غزت ألمانيا النازية هولندا. استسلمت الحكومة الهولندية بسرعة، لكن الحكومة في المنفى في لندن واصلت القتال إلى جانب الحلفاء.
في ديسمبر 1941، شنت اليابان هجومًا مفاجئًا على بيرل هاربور، مما أدى إلى دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية. بعد ذلك بوقت قصير، غزت اليابان جزر الهند الشرقية الهولندية.
معركة بحر جاوة:
شاركت خريد دي روتر في معركة بحر جاوة في فبراير 1942. كانت المعركة محاولة يائسة من قبل قوات الحلفاء لوقف الغزو الياباني لجزر الهند الشرقية الهولندية. انضمت خريد دي روتر إلى قوة بحرية مختلطة من السفن الهولندية والبريطانية والأمريكية والأسترالية.
في 27 فبراير 1942، اشتبكت قوة الحلفاء مع قوة يابانية أكبر بكثير في بحر جاوة. كانت المعركة شرسة ومريرة. تمكنت السفن اليابانية من إغراق العديد من سفن الحلفاء، بما في ذلك السفينة الرئيسية الهولندية خريد دي روتر (والتي سميت السفينة باسمها في وقت لاحق).
خلال المعركة، أطلقت خريد دي روتر طوربيدات على السفن اليابانية وحاولت حماية السفن الأخرى من الهجوم. ومع ذلك، تعرضت السفينة لضربات عديدة من المدفعية اليابانية وتضررت بشدة.
فقدان السفينة
في 1 مارس 1942، بينما كانت خريد دي روتر تحاول الهروب من المنطقة بعد معركة بحر جاوة، اصطدمت بلغم بحري بالقرب من جزيرة باويان (Bawean). تسبب الانفجار في أضرار جسيمة، وغرقت السفينة بسرعة. فقد العديد من أفراد الطاقم حياتهم في الغرق.
كان فقدان خريد دي روتر ضربة قاسية للبحرية الملكية الهولندية. كانت السفينة واحدة من أحدث وأقوى المدمرات في الأسطول، وفقدانها قلل بشكل كبير من قدرة هولندا على الدفاع عن جزر الهند الشرقية الهولندية.
إرث السفينة
على الرغم من أنها غرقت في المراحل الأولى من الحرب العالمية الثانية، إلا أن خريد دي روتر تركت إرثًا دائمًا. كانت السفينة رمزًا للمقاومة الهولندية ضد الغزو الياباني، وأظهرت شجاعة وتصميم البحارة الهولنديين.
تم تكريم خريد دي روتر بعدة طرق. تم تسمية سفينة أخرى في البحرية الملكية الهولندية باسمها، وتم نصب نصب تذكاري للبحارة الذين فقدوا حياتهم على متن السفينة.
اليوم، لا تزال خريد دي روتر تذكر كتذكير بالتضحيات التي قدمها الهولنديون خلال الحرب العالمية الثانية. قصتها هي قصة شجاعة وتصميم والتزام بالحرية.
اكتشاف الحطام
في عام 2002، تم اكتشاف حطام خريد دي روتر في قاع بحر جاوة. كان الحطام في حالة سيئة، لكنه لا يزال يمثل تذكيرًا ملموسًا بالمعركة التي وقعت هناك.
في عام 2016، وردت تقارير تفيد بأن حطام خريد دي روتر وسفينتين حربيتين هولنديتين أخريين قد اختفى من قاع البحر. أثار هذا الاكتشاف غضبًا واسع النطاق في هولندا، حيث اعتبر بمثابة تدنيس لموقع دفن حرب. يعتقد أن الحطام قد تم انتشاله بشكل غير قانوني من قبل تجار الخردة.
خاتمة
خريد دي روتر كانت مدمرة هولندية خدمت في البحرية الملكية الهولندية خلال الحرب العالمية الثانية. شاركت السفينة في معركة بحر جاوة وغرقت بعد اصطدامها بلغم بحري. على الرغم من قصر فترة خدمتها، تركت السفينة إرثًا دائمًا كرمز للمقاومة الهولندية خلال الحرب. اكتشاف حطامها ثم اختفائه اللاحق أثار حزنًا وغضبًا، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على مواقع الدفن الحربية.