التاريخ
تأسست خانات شيرفان في منتصف القرن الثامن عشر بعد انهيار الدولة الصفوية في إيران. كانت المنطقة تاريخياً جزءاً من إقليم شيرفان، الذي كان يحكمه الشروانشاهات لعدة قرون. بعد سقوط الشروانشاهات، أصبحت المنطقة جزءاً من الإمبراطورية الصفوية، ثم الدولة الأفشارية. ومع ضعف السلطة المركزية في إيران، تمكنت الخانات المختلفة في المنطقة من الحصول على استقلال ذاتي فعلي.
تأسست خانات شيرفان على يد محمد سعيد خان، الذي ينتمي إلى قبيلة الجوشونلو التركمانية. تمكن من توحيد الأراضي المحيطة بشماخي وتأسيس حكمه. واجهت الخانات تحديات كبيرة من الخانات الأخرى في المنطقة، وكذلك من روسيا وإيران، اللتين كانتا تتنافسان على النفوذ في القوقاز.
في أواخر القرن الثامن عشر، أصبحت خانات شيرفان تحت تأثير فتح علي خان القاجاري، الذي كان يسعى إلى إعادة توحيد إيران تحت حكمه. ومع ذلك، حافظت الخانات على قدر كبير من الاستقلال الذاتي.
في عام 1805، وخلال الحرب الروسية الفارسية (1804-1813)، غزت القوات الروسية خانات شيرفان. وفي عام 1806، استسلم خان شيرفان، مصطفى خان، لروسيا. تم تأكيد ذلك رسمياً في معاهدة جولستان عام 1813، التي تنازلت فيها إيران رسمياً عن خانات شيرفان لروسيا. ومع ذلك، استمر مصطفى خان في حكم المنطقة اسمياً حتى عام 1820، عندما تم عزله واستبداله بحاكم روسي.
الجغرافيا
شملت خانات شيرفان الأراضي الواقعة بين نهري كورا وسامور. كانت تحدها خانات قوبا من الشمال، وخانات شاكي من الغرب، وخانات كاراباغ من الجنوب الغربي، وخانات باكو من الجنوب الشرقي، وبحر قزوين من الشرق. كانت شماخي عاصمة الخانات.
الاقتصاد
كان اقتصاد خانات شيرفان يعتمد بشكل كبير على الزراعة. كانت المنطقة معروفة بإنتاج الحبوب والنبيذ والحرير. كما كانت التجارة مهمة، حيث كانت شماخي مركزاً تجارياً مهماً على طريق الحرير. كانت الخانات تصدر الحرير والسجاد والمصنوعات اليدوية الأخرى إلى روسيا وإيران والدول الأخرى.
الثقافة
كانت ثقافة خانات شيرفان مزيجاً من الثقافات الفارسية والتركية والقوقازية. كانت اللغة الفارسية هي لغة البلاط والأدب، بينما كانت اللغة الأذرية هي اللغة السائدة بين السكان. كان الإسلام هو الدين الرئيسي، مع وجود أقليات مسيحية ويهودية.
كانت شماخي مركزاً ثقافياً مهماً، حيث كانت تضم العديد من المساجد والمدارس والمكتبات. أنتجت الخانات العديد من الشعراء والكتاب والفنانين البارزين.
الحكام
حكم خانات شيرفان عدد من الخانات من قبيلة الجوشونلو. من أبرز هؤلاء الحكام:
- محمد سعيد خان (1748-1768)
- آغا رضي بك (1768-1789)
- مصطفى خان (1789-1820)
الحرب الروسية الفارسية (1804-1813)
خلال الحرب الروسية الفارسية، كانت خانات شيرفان مسرحاً للعديد من المعارك. في عام 1805، غزت القوات الروسية الخانات واستولت على شماخي. استسلم مصطفى خان لروسيا في عام 1806. تم تأكيد ذلك رسمياً في معاهدة جولستان عام 1813، التي تنازلت فيها إيران رسمياً عن خانات شيرفان لروسيا.
بعد معاهدة جولستان، تم دمج خانات شيرفان في الإمبراطورية الروسية. استمر مصطفى خان في حكم المنطقة اسمياً حتى عام 1820، عندما تم عزله واستبداله بحاكم روسي. تم إلغاء خانات شيرفان رسمياً في عام 1820.
النتائج المترتبة على الضم الروسي
كان لضم خانات شيرفان إلى الإمبراطورية الروسية آثار كبيرة على المنطقة. أدى ذلك إلى تغييرات في النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي. تم إدخال القوانين والمؤسسات الروسية، وتم تشجيع الاستيطان الروسي في المنطقة. كما أدى ذلك إلى تطوير البنية التحتية، مثل الطرق والسكك الحديدية.
ومع ذلك، أدى الضم أيضاً إلى مقاومة من السكان المحليين، الذين كانوا غير راضين عن الحكم الروسي. اندلعت العديد من الثورات والانتفاضات ضد الحكم الروسي في القرن التاسع عشر.
الإرث
تركت خانات شيرفان إرثاً ثقافياً وتاريخياً مهماً. كانت شماخي مركزاً ثقافياً مهماً في المنطقة، وأنتجت العديد من الشعراء والكتاب والفنانين البارزين. لا تزال العديد من المعالم التاريخية والثقافية في خانات شيرفان قائمة حتى اليوم، بما في ذلك المساجد والقلاع والمقابر.
تعتبر خانات شيرفان جزءاً مهماً من تاريخ أذربيجان وإيران والقوقاز. تذكرنا بتاريخ المنطقة المعقد والتنافس بين القوى المختلفة.
شماخي
كانت مدينة شماخي عاصمة خانات شيرفان، وهي مدينة تاريخية تقع في أذربيجان الحديثة. كانت شماخي مركزاً تجارياً وثقافياً مهماً على طريق الحرير، وكانت معروفة بإنتاج الحرير والنبيذ والسجاد. كانت المدينة تضم العديد من المساجد والمدارس والمكتبات.
تعرضت شماخي للعديد من الزلازل على مر التاريخ، مما أدى إلى تدمير المدينة وإعادة بنائها عدة مرات. على الرغم من ذلك، لا تزال المدينة تحتفظ بالكثير من سحرها التاريخي والثقافي. تشمل المعالم البارزة في شماخي مسجد جمعة وضريح يدي غنبد والقلاع القديمة.
خاتمة
كانت خانات شيرفان كياناً سياسياً مهماً في منطقة القوقاز خلال القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. لعبت دوراً في التنافس بين روسيا وإيران على النفوذ في المنطقة. على الرغم من عمرها القصير نسبياً، تركت خانات شيرفان إرثاً ثقافياً وتاريخياً مهماً لا يزال محسوساً حتى اليوم.