<![CDATA[
الأهداف والتأسيس
تأسس المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة في عام 1993، كرد فعل على ما اعتبره المؤسسون تراجعًا في القيم الأخلاقية والروحية في التعليم العام. تهدف المنظمة إلى تزويد المدارس بموارد ومنهج دراسي يعتمد على الكتاب المقدس، مع التأكيد على أن الغرض ليس الترويج لدين معين، بل تثقيف الطلاب حول الكتاب المقدس كجزء مهم من الحضارة الغربية وتاريخها.
تتمثل الأهداف الرئيسية للمجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة في:
- تطوير وتوزيع منهج دراسي للكتاب المقدس يمكن استخدامه في المدارس العامة.
- تدريب المعلمين على كيفية تدريس الكتاب المقدس بطريقة موضوعية وغير طائفية.
- الدفاع عن حق المدارس في تدريس الكتاب المقدس كجزء من المنهج الدراسي.
- التوعية بأهمية الكتاب المقدس في فهم الثقافة والتاريخ الغربيين.
المنهج الدراسي
يقدم المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة منهجًا دراسيًا شاملاً يغطي أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس، بما في ذلك العهد القديم والعهد الجديد. يهدف المنهج إلى استكشاف القصص والشخصيات والمفاهيم الرئيسية في الكتاب المقدس، وتحليل تأثيرها على الأدب والفن والتاريخ والقانون. يؤكد المنهج على السياق التاريخي والثقافي للكتاب المقدس، ويشجع الطلاب على التفكير النقدي والتعبير عن آرائهم الخاصة.
تشمل عناصر المنهج الدراسي التي يقدمها المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة:
- نصوص الكتاب المقدس: يتم اختيار النصوص بعناية لتمثيل مجموعة متنوعة من الأنواع الأدبية والموضوعات اللاهوتية.
- الخلفية التاريخية: يتم توفير معلومات مفصلة حول السياق التاريخي والثقافي الذي كتبت فيه النصوص.
- التحليل الأدبي: يتم تشجيع الطلاب على تحليل النصوص من وجهة نظر أدبية، مع التركيز على الأسلوب والبنية والموضوعات.
- المناقشة: يتم توفير فرص للطلاب للمشاركة في المناقشات حول النصوص وموضوعاتها.
- الأنشطة: يتم توفير مجموعة متنوعة من الأنشطة، مثل الكتابة والرسم والتمثيل، لمساعدة الطلاب على فهم النصوص بشكل أفضل.
يصر المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة على أن منهجه الدراسي مصمم ليكون موضوعيًا وغير طائفي. ومع ذلك، يرى النقاد أن المنهج غالبًا ما يعكس وجهات نظر محافظة حول الكتاب المقدس، وقد يؤدي إلى الترويج لدين معين.
الجدل والانتقادات
أثار عمل المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة. يجادل المؤيدون بأن تدريس الكتاب المقدس في المدارس العامة أمر ضروري لفهم الثقافة والتاريخ الغربيين، وأنه يمكن القيام بذلك بطريقة موضوعية وغير طائفية. ويشيرون إلى أن الكتاب المقدس كان له تأثير عميق على الأدب والفن والموسيقى والقانون والأخلاق، وأن الطلاب يجب أن يكونوا على دراية بهذا التأثير.
في المقابل، يعارض النقاد تدريس الكتاب المقدس في المدارس العامة، بحجة أنه ينتهك مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة، وقد يؤدي إلى الترويج لدين معين. يخشون من أن الطلاب قد يتعرضون للضغط لاعتناق معتقدات دينية معينة، وأن حقوق الطلاب غير المتدينين أو المنتمين إلى ديانات أخرى قد تنتهك.
تشمل الانتقادات الرئيسية الموجهة إلى المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة:
- التحيز الديني: يرى النقاد أن المنهج الدراسي غالبًا ما يعكس وجهات نظر محافظة حول الكتاب المقدس، وقد يؤدي إلى الترويج للدين المسيحي.
- انتهاك الفصل بين الكنيسة والدولة: يجادل النقاد بأن تدريس الكتاب المقدس في المدارس العامة ينتهك مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة، المنصوص عليه في الدستور الأمريكي.
- الضغط على الطلاب: يخشى النقاد من أن الطلاب قد يتعرضون للضغط لاعتناق معتقدات دينية معينة، وأن حقوق الطلاب غير المتدينين أو المنتمين إلى ديانات أخرى قد تنتهك.
- الجودة الأكاديمية: يرى بعض النقاد أن المنهج الدراسي ليس ذا جودة أكاديمية عالية، وأنه لا يوفر للطلاب فهمًا شاملاً للكتاب المقدس.
الدعم والتمويل
يتلقى المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة الدعم والتمويل من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك:
- التبرعات الفردية: يتلقى المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة تبرعات من الأفراد الذين يؤمنون بمهمته.
- المؤسسات الدينية: تتبرع العديد من المؤسسات الدينية، مثل الكنائس والمنظمات المسيحية، للمجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة.
- المنح: يتلقى المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة منحًا من المؤسسات والمنظمات التي تدعم التعليم الديني.
- مبيعات المناهج الدراسية: يحقق المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة دخلاً من مبيعات مناهجه الدراسية للمدارس والأفراد.
يستخدم المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة هذه الأموال لتطوير وتوزيع مناهجه الدراسية، وتدريب المعلمين، والدفاع عن حق المدارس في تدريس الكتاب المقدس.
التأثير على التعليم
كان للمجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة تأثير كبير على التعليم في الولايات المتحدة. فقد ساهم في زيادة الوعي بأهمية الكتاب المقدس في فهم الثقافة والتاريخ الغربيين، وشجع المدارس على تدريس الكتاب المقدس كجزء من المنهج الدراسي.
ومع ذلك، فقد أثار عمل المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة أيضًا جدلاً واسعاً، وأثار تساؤلات حول دور الدين في التعليم العام. لا تزال المناقشة حول تدريس الكتاب المقدس في المدارس العامة مستمرة، ومن المرجح أن تستمر في المستقبل.
الوضع القانوني
لا يوجد حظر قانوني في الولايات المتحدة يمنع المدارس العامة من تدريس الكتاب المقدس. ومع ذلك، يجب أن يتم ذلك بطريقة موضوعية وغير طائفية، دون الترويج لدين معين. يمكن للمدارس تدريس الكتاب المقدس كجزء من دورة في الأدب أو التاريخ أو الثقافة، ولكن لا يمكنها استخدامه للتبشير أو فرض معتقدات دينية على الطلاب.
في عام 1963، قضت المحكمة العليا في قضية “أبينجتون ضد شيمب” بأن الصلوات الإلزامية وقراءة الكتاب المقدس في المدارس العامة غير دستورية. ومع ذلك، أشارت المحكمة إلى أن دراسة الكتاب المقدس أو الدين المقارن، عندما يتم تقديمها كجزء من برنامج تعليمي موضوعي، قد تكون مسموحًا بها.
خاتمة
المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة منظمة تثير جدلاً كبيراً في الولايات المتحدة. بينما يرى البعض أن عملها ضروري لتعزيز فهم الطلاب للكتاب المقدس وتأثيره الثقافي، يخشى آخرون من أن جهودها قد تؤدي إلى الترويج لدين معين وانتهاك مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة. بغض النظر عن وجهة النظر، من الواضح أن المجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة لعب دورًا مهمًا في تشكيل المناقشة حول دور الدين في التعليم العام.
المراجع
- الموقع الرسمي للمجلس الوطني لمنهج الكتاب المقدس في المدارس العامة
- Americans United for Separation of Church and State: Bible Classes in Public Schools: A Questionable Option
- Southern Poverty Law Center: NCBCPS Pushes Bible Classes Under Veil of Academic Rigor
- National Council on Bible Curriculum in Public Schools – Wikipedia