مقدمة
اللاهات (LAHAT)، وهو اختصار لـ “Laser Homing Attack” أو “Laser Homing Anti-Tank” (ويعني أيضاً “الوهج” بالعبرية)، هو جيل ثالث من الصواريخ نصف النشطة الموجهة بالليزر، تم تطويره بواسطة شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (Israel Aerospace Industries – IAI). يتميز هذا الصاروخ متعدد الأغراض بقدرته على الاشتباك مع الأهداف المدرعة والمروحيات، مما يجعله سلاحًا فعالًا ومتنوعًا في ساحة المعركة الحديثة.
تاريخ التطوير
بدأ تطوير صاروخ لاهات في أوائل التسعينيات، استجابةً للحاجة إلى سلاح دقيق يمكن استخدامه ضد مجموعة واسعة من الأهداف. تم تصميم الصاروخ في البداية ليتم إطلاقه من الدبابات، ولكنه سرعان ما تم تكييفه للاستخدام من منصات أخرى، مثل المروحيات والمركبات البرية الأخرى. كان الهدف الرئيسي هو توفير سلاح فعال من حيث التكلفة يمكن أن يكمل الصواريخ المضادة للدبابات الأخرى الموجودة في الخدمة.
المواصفات الفنية
يتميز صاروخ لاهات بمجموعة من المواصفات الفنية التي تجعله سلاحًا متميزًا:
- الوزن: يبلغ وزن الصاروخ حوالي 13 كيلوجرامًا.
- الطول: يبلغ طول الصاروخ حوالي 103 سنتيمترات.
- المدى: يتراوح مدى الصاروخ بين 6 و 8 كيلومترات عند إطلاقه من المروحيات، وبين 4 و 6 كيلومترات عند إطلاقه من الدبابات.
- التوجيه: يعتمد الصاروخ على نظام توجيه نصف نشط بالليزر، حيث يقوم المشغل بتحديد الهدف باستخدام شعاع الليزر، ويتبع الصاروخ هذا الشعاع حتى يصيب الهدف.
- الرأس الحربي: يحمل الصاروخ رأسًا حربيًا ترادفيًا، مصممًا لاختراق الدروع التفاعلية المتفجرة (ERA) والدروع التقليدية.
- السرعة: تبلغ سرعة الصاروخ حوالي 300 متر في الثانية.
آلية العمل
تعتمد آلية عمل صاروخ لاهات على عدة مراحل رئيسية:
- تحديد الهدف: يقوم المشغل بتحديد الهدف باستخدام نظام رؤية أو نظام تحديد الهدف بالليزر.
- الإطلاق: يتم إطلاق الصاروخ من المنصة، سواء كانت دبابة أو مروحية أو مركبة أخرى.
- التوجيه: بعد الإطلاق، يبدأ الصاروخ في البحث عن شعاع الليزر المنعكس من الهدف.
- الاشتباك: يتبع الصاروخ شعاع الليزر حتى يصيب الهدف مباشرة.
يتميز نظام التوجيه بالليزر بدقته العالية وقدرته على مقاومة التشويش الإلكتروني، مما يجعله فعالًا في بيئات القتال المعقدة.
الميزات والقدرات
يتمتع صاروخ لاهات بعدة ميزات وقدرات تجعله سلاحًا فعالًا ومتعدد الاستخدامات:
- القدرة على الاشتباك مع مجموعة واسعة من الأهداف: يمكن استخدام الصاروخ ضد الدبابات والمركبات المدرعة الأخرى، بالإضافة إلى المروحيات والأهداف البرية المحصنة.
- الدقة العالية: يوفر نظام التوجيه بالليزر دقة عالية في إصابة الأهداف، حتى في الظروف الجوية السيئة.
- المدى الطويل: يتيح مدى الصاروخ الطويل الاشتباك مع الأهداف من مسافة آمنة، مما يقلل من خطر تعرض المنصة المطلقة للهجوم.
- القدرة على الاختراق: يمكن للرأس الحربي الترادفي اختراق الدروع التفاعلية المتفجرة والدروع التقليدية، مما يجعله فعالًا ضد أحدث أنواع الدبابات.
- المرونة: يمكن إطلاق الصاروخ من مجموعة متنوعة من المنصات، مما يجعله سلاحًا مرنًا يمكن تكييفه مع مختلف الاحتياجات العملياتية.
المنصات المستخدمة
تم تصميم صاروخ لاهات ليتم إطلاقه من مجموعة متنوعة من المنصات، بما في ذلك:
- الدبابات: يمكن إطلاق الصاروخ من الدبابات الرئيسية، مثل دبابة ميركافا الإسرائيلية.
- المروحيات: يمكن إطلاق الصاروخ من المروحيات الهجومية، مثل مروحية أباتشي.
- المركبات البرية الأخرى: يمكن إطلاق الصاروخ من المركبات البرية الأخرى، مثل قاذفات الصواريخ المحمولة.
تتيح هذه المرونة استخدام الصاروخ في مجموعة واسعة من السيناريوهات القتالية.
الاستخدام العملياتي
تم استخدام صاروخ لاهات في عدد من العمليات العسكرية، حيث أثبت فعاليته في الاشتباك مع الأهداف المدرعة والأهداف الأخرى. وقد ساهم الصاروخ في تحقيق نتائج حاسمة في العديد من المعارك، مما جعله سلاحًا قيمًا في الترسانة العسكرية للعديد من الدول.
الجهات المشغلة
يتم تشغيل صاروخ لاهات من قبل عدد من الدول حول العالم، بما في ذلك:
- إسرائيل
- الهند
- أذربيجان
- دول أخرى (معلومات محدودة متاحة للعامة)
تعتبر إسرائيل والهند من أبرز الدول التي تستخدم هذا الصاروخ على نطاق واسع.
التطويرات المستقبلية
تواصل شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية العمل على تطوير صاروخ لاهات، بهدف تحسين أدائه وزيادة قدراته. تشمل التطويرات المستقبلية المحتملة:
- زيادة المدى: العمل على زيادة مدى الصاروخ للاشتباك مع الأهداف من مسافات أبعد.
- تحسين نظام التوجيه: تطوير نظام التوجيه لزيادة دقته ومقاومته للتشويش.
- تطوير الرأس الحربي: تحسين الرأس الحربي لزيادة قدرته على الاختراق والتدمير.
- دمج الذكاء الاصطناعي: دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين قدرة الصاروخ على التعرف على الأهداف وتتبعها.
تهدف هذه التطويرات إلى الحفاظ على تفوق صاروخ لاهات في ساحة المعركة الحديثة.
مقارنة مع أنظمة أخرى
يمكن مقارنة صاروخ لاهات مع أنظمة أخرى مضادة للدبابات، مثل:
- جافلين (Javelin): وهو صاروخ أمريكي مضاد للدبابات يعتمد على نظام “أطلق وانسَ”.
- سبايك (Spike): وهو صاروخ إسرائيلي آخر مضاد للدبابات، يتميز بمدى أطول وقدرات متقدمة.
- كورنيت (Kornet): وهو صاروخ روسي مضاد للدبابات، يتميز بقوة تدميرية عالية.
يتميز صاروخ لاهات بتوازنه بين الدقة والمدى والتكلفة، مما يجعله خيارًا جذابًا للعديد من الدول.
التأثير الاستراتيجي
يمتلك صاروخ لاهات تأثيرًا استراتيجيًا كبيرًا، حيث يمكن استخدامه لردع الهجمات المدرعة وتقويض قدرات العدو. كما يمكن استخدامه في العمليات الهجومية لتحقيق أهداف استراتيجية محددة. يساهم هذا الصاروخ في تعزيز القدرات الدفاعية والهجومية للدول التي تمتلكه، مما يجعله عنصرًا مهمًا في التوازن العسكري الإقليمي.
خاتمة
باختصار، صاروخ لاهات (LAHAT) هو صاروخ متعدد الأغراض موجه بالليزر، يتميز بقدرته على الاشتباك مع مجموعة واسعة من الأهداف، ودقته العالية، ومرونته في الاستخدام. وقد أثبت هذا الصاروخ فعاليته في العمليات العسكرية، ويستمر تطويره لضمان بقائه في طليعة الأسلحة المضادة للدبابات في العالم.