نشأته وتعليمه
ولد ألفريد بريس في فيينا، النمسا، في عام 1911. نشأ في بيئة ثقافية غنية، مما أثر على اهتمامه بالفن والتصميم. درس الهندسة المعمارية في الجامعة التقنية في فيينا، حيث تلقى تعليمًا شاملاً في مختلف جوانب التصميم والبناء. تأثر بريس بالحركة الحداثية في الهندسة المعمارية، والتي كانت تهدف إلى تبسيط الأشكال واستخدام المواد الحديثة.
في عام 1939، هاجر بريس إلى الولايات المتحدة بسبب تصاعد التوترات السياسية في أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية. استقر في البداية في مدينة نيويورك، حيث عمل في عدة شركات معمارية، واكتسب خبرة قيمة في تصميم المباني السكنية والتجارية.
الانتقال إلى هاواي
في عام 1947، انتقل بريس إلى هونولولو، هاواي، حيث بدأ فصلًا جديدًا في حياته المهنية. وجد في هاواي مزيجًا فريدًا من الثقافات والمناظر الطبيعية الخلابة، مما ألهمه لدمج العناصر المحلية في تصاميمه المعمارية. سرعان ما أصبح بريس شخصية بارزة في المجتمع المعماري في هاواي، حيث عمل على تصميم العديد من المباني الهامة.
تصميم النصب التذكاري لسفينة يو إس إس أريزونا
يعتبر تصميم النصب التذكاري لسفينة يو إس إس أريزونا أبرز أعمال ألفريد بريس وأكثرها شهرة. بعد الهجوم على بيرل هاربور في عام 1941، غرقت السفينة يو إس إس أريزونا، مما أسفر عن مقتل أكثر من ألف بحار وجندي. على مر السنين، أثيرت العديد من المقترحات لإنشاء نصب تذكاري لتخليد ذكرى الضحايا.
في عام 1958، تم اختيار تصميم ألفريد بريس من بين العديد من المقترحات الأخرى. كان تصميم بريس مبتكرًا ومؤثرًا، حيث يهدف إلى توفير مكان هادئ للتأمل وتذكر الأحداث المأساوية التي وقعت في بيرل هاربور. يتميز النصب التذكاري ببنائه فوق حطام السفينة الغارقة، مما يسمح للزوار برؤية السفينة من خلال فتحات في الأرضية.
تم افتتاح النصب التذكاري لسفينة يو إس إس أريزونا في عام 1962، وسرعان ما أصبح معلمًا هامًا في هاواي وموقعًا تاريخيًا وطنيًا. يزور النصب التذكاري ملايين الزوار سنويًا، حيث يأتون لتكريم الضحايا وتذكر الأحداث التي غيرت مجرى التاريخ.
ميزات تصميم النصب التذكاري
يتميز تصميم النصب التذكاري لسفينة يو إس إس أريزونا بعدة عناصر معمارية وهندسية فريدة:
- الموقع: يقع النصب التذكاري فوق حطام السفينة الغارقة، مما يوفر للزوار اتصالًا مباشرًا بالموقع التاريخي.
- التصميم العائم: يبدو النصب التذكاري وكأنه يطفو فوق سطح الماء، مما يعكس حالة السفينة الغارقة.
- الفتحات الزجاجية: تسمح الفتحات الزجاجية في الأرضية للزوار برؤية السفينة من الأعلى، مما يوفر لهم تجربة بصرية مؤثرة.
- قاعة التجمع: توفر قاعة التجمع مكانًا للزوار للتجمع والتأمل، بالإضافة إلى عرض معلومات تاريخية عن الهجوم على بيرل هاربور.
- الجدار التذكاري: يحمل الجدار التذكاري أسماء جميع الذين قتلوا على متن السفينة يو إس إس أريزونا، مما يوفر لهم تكريمًا دائمًا.
أعمال أخرى
بالإضافة إلى النصب التذكاري لسفينة يو إس إس أريزونا، صمم ألفريد بريس العديد من المباني الهامة الأخرى في هاواي، بما في ذلك:
- مركز هونولولو للفنون: وهو مركز ثقافي يضم مسارح ومعارض فنية ومساحات تعليمية.
- متحف بيشوب: وهو متحف تاريخي وثقافي يركز على تاريخ هاواي وثقافتها.
- العديد من المباني السكنية والتجارية: التي تعكس أسلوبه المعماري المميز.
أسلوبه المعماري
تميز أسلوب ألفريد بريس المعماري بالجمع بين العناصر الحداثية والتأثيرات المحلية. كان يولي اهتمامًا كبيرًا باستخدام المواد المحلية والتكيف مع المناخ والبيئة المحيطة. كما كان يؤمن بأهمية دمج الفن والثقافة في التصميم المعماري، مما أدى إلى إنشاء مباني فريدة ومميزة.
تأثر بريس بالحركة الحداثية في الهندسة المعمارية، والتي كانت تهدف إلى تبسيط الأشكال واستخدام المواد الحديثة. ومع ذلك، لم يقتصر على تطبيق مبادئ الحداثة بشكل أعمى، بل قام بتكييفها لتناسب السياق المحلي في هاواي. استخدم مواد مثل الخشب والحجر المحلي، ودمج العناصر الزخرفية المستوحاة من الثقافة البولينيزية.
الجوائز والتكريمات
حصل ألفريد بريس على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياته المهنية، تقديرًا لمساهماته في مجال الهندسة المعمارية. تشمل هذه الجوائز:
- جائزة المعهد الأمريكي للمهندسين المعماريين (AIA): وهي أعلى جائزة تمنح للمهندسين المعماريين في الولايات المتحدة.
- جائزة الدولة للفنون والثقافة في هاواي: تقديرًا لمساهماته في الفنون والثقافة في هاواي.
- العديد من الجوائز المحلية والإقليمية: عن تصاميمه المعمارية المتميزة.
إرثه
ترك ألفريد بريس إرثًا دائمًا في مجال الهندسة المعمارية، وخاصة في هاواي. يعتبر النصب التذكاري لسفينة يو إس إس أريزونا تحفة معمارية ورمزًا وطنيًا. كما أن أعماله الأخرى في هاواي تساهم في تشكيل الهوية المعمارية للجزيرة.
ألهم بريس العديد من المهندسين المعماريين والمصممين، وأثر على أسلوبهم في التصميم. تظل أعماله مصدر إلهام للأجيال القادمة من المهندسين المعماريين.
حياته الشخصية
تزوج ألفريد بريس من ميريام بريس، وأنجبا طفلين. كان يتمتع بحياة اجتماعية نشطة، وكان عضوًا في العديد من المنظمات المدنية والثقافية. توفي في هونولولو في عام 1994 عن عمر يناهز 83 عامًا.
خاتمة
كان ألفريد بريس مهندسًا معماريًا موهوبًا ومبتكرًا، ترك بصمة واضحة في مجال الهندسة المعمارية. اشتهر بتصميمه للنصب التذكاري لسفينة يو إس إس أريزونا، الذي يعتبر تحفة معمارية ورمزًا وطنيًا. كما أن أعماله الأخرى في هاواي تساهم في تشكيل الهوية المعمارية للجزيرة. ألهم بريس العديد من المهندسين المعماريين والمصممين، وسيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة.