نشأة البارونية
تأسست البارونيات في إنجلترا عام 1611 من قبل الملك جيمس الأول، وكانت في الأصل وسيلة لجمع الأموال للدولة. كان على كل من يحصل على هذا اللقب أن يدفع مبلغًا معينًا للملك. كان الهدف المعلن هو تمويل الحفاظ على الجيش الأيرلندي في أيرلندا، حيث كانت هناك حاجة إلى تعزيز القوات. مع مرور الوقت، أصبحت البارونية لقبًا وراثيًا، ينتقل من الأب إلى الابن.
تمنح البارونية لقب “سير” (Sir) قبل الاسم الأول لحامل اللقب، وتُخاطَب السيدة التي تحمل اللقب بـ “سيدتي” (Madam). يضاف حرف “Bt” أو “Bart” إلى اسم حامل اللقب بعد اسمه الأخير، للدلالة على أنه بارونيت. على سبيل المثال، السير جون بايل، بارونيت، يشار إليه باسم “السير جون بايل، Bt”.
بارونية بايل من وودغرين (Pile of Woodgreen)
تم إنشاء البارونية الأولى لعائلة بايل في نظام البارونية الإنجليزية. مُنحت هذه البارونية في عام 1628 للسير فرانسيس بايل من وودغرين، في مقاطعة هامبشاير. كان السير فرانسيس رجلًا ثريًا وبارزًا في مجتمعه، وخدم كشريف لمقاطعة هامبشاير.
توفي السير فرانسيس بايل دون ورثة من الذكور، لذلك انقرضت البارونية في وفاته. هذا يعني أنه لم يكن هناك من يرث اللقب بعده. على الرغم من ذلك، فإن هذه البارونية تمثل مثالاً على كيفية استخدام هذا اللقب لتكريم الأفراد الذين قدموا خدمات جليلة للدولة.
بارونية بايل من كينغستون (Pile of Kingston)
تم إنشاء البارونية الثانية لعائلة بايل في نظام البارونية. مُنحت هذه البارونية في عام 1900 للسير مايكل بايل من كينغستون. كان السير مايكل رجل أعمال ناجحًا وناشطًا سياسيًا. خدم كعضو في البرلمان عن منطقة بريستول.
ورث لقب البارونية خلفاء السير مايكل بايل، ولا يزال اللقب قائمًا حتى اليوم. يمثل هذا مثالًا على كيف يمكن أن يستمر اللقب النبيل عبر الأجيال، ويستمر معه الإرث العائلي.
حاملو لقب بارونيت بايل من كينغستون:
- السير مايكل بايل، البارونيت الأول (1840-1919)
- السير توماس بايل، البارونيت الثاني (1869-1943)
- السير وليام بايل، البارونيت الثالث (1898-1975)
- السير مايكل أنتوني بايل، البارونيت الرابع (1934-2004)
- السير فيليب جوزيف بايل، البارونيت الخامس (ولد في 1963)
أهمية البارونيات
تعتبر البارونيات جزءًا مهمًا من النظام الملكي البريطاني، حيث تعكس تاريخ وثقافة البلاد. على الرغم من أن البارونيت لا يتمتعون بنفس السلطة السياسية أو الاجتماعية التي يتمتع بها النبلاء، إلا أنهم يحملون لقبًا مرموقًا يدل على مكانتهم في المجتمع.
تساعد البارونيات في الحفاظ على التقاليد والتاريخ. إنها بمثابة تذكير بالماضي، وتوفر رابطًا بين الأجيال. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يشارك البارونيت في الأنشطة الخيرية وخدمة المجتمع.
البارونيات في العصر الحديث
لا تزال البارونيات قائمة حتى اليوم، على الرغم من أن عددًا قليلًا فقط منها يمنح كل عام. في العصر الحديث، يتم منح البارونيات للأفراد الذين قدموا مساهمات كبيرة في مجالات مختلفة، مثل الأعمال التجارية والعلوم والفنون والسياسة. يعكس هذا التنوع في المجالات التي يُكرم فيها الأفراد تطور المجتمع وتغيراته.
يعتبر الحصول على لقب بارونيت شرفًا كبيرًا، ويأتي معه مسؤولية الحفاظ على الإرث العائلي والتأثير الإيجابي في المجتمع. يمثل البارونيت مثالاً على التفاني والنجاح، ويساهم في بناء مجتمع أفضل.
الفرق بين البارونيت والفرسان
البارونيت والفرسان كلاهما يحملان لقب “سير”، لكن هناك اختلافات مهمة بينهما. البارونيت هو لقب وراثي، ينتقل من الأب إلى الابن. الفارس هو لقب شخصي، يُمنح للفرد تكريمًا له على خدماته. الفارس لا يورث.
بالإضافة إلى ذلك، يسبق لقب البارونيت الاسم الأول والاسم الأخير، بينما يسبق لقب الفارس الاسم الأول فقط. على سبيل المثال، السير جون بايل، بارونيت، والسير جون سميث.
على الرغم من هذه الاختلافات، فإن كلا اللقبين يمثلان تقديرًا للإنجازات والخدمات المقدمة للمجتمع.
خاتمة
تمثل بارونيات بايل مثالاً على تاريخ الألقاب النبيلة في بريطانيا. لقد مُنحت هذه الألقاب لأفراد ساهموا في المجتمع بطرق مختلفة، سواء من خلال الثروة أو السياسة أو الخدمة العامة. على الرغم من انقراض بعض البارونيات، إلا أن بعضها الآخر لا يزال قائمًا، ويستمر في تمثيل الإرث العائلي والتقاليد. تعكس البارونيات تاريخ وثقافة المملكة المتحدة، وتوفر رابطًا بين الأجيال.