آلية العمل
يعمل الأبروتينين بشكل أساسي عن طريق تثبيط إنزيمات السيرين بروتياز، مثل التربسين والكيموتريبسين والبلازمين والكاليكرين. هذه الإنزيمات تلعب دورًا حيويًا في عمليات مختلفة في الجسم، بما في ذلك:
- تخثر الدم: يشارك البلازمين في تحلل الفيبرين، وهو البروتين الرئيسي في الجلطات الدموية.
- الالتهاب: يساهم الكاليكرين في مسار الكينين-كاليكرين، الذي يلعب دورًا في الالتهاب والألم.
- تحلل البروتين: التربسين والكيموتريبسين هما إنزيمات هضمية مهمة.
عن طريق تثبيط هذه الإنزيمات، يمكن للأبروتينين أن يقلل من النزيف والالتهاب وتلف الأنسجة.
الاستخدامات الطبية
تم استخدام الأبروتينين في الأصل لتقليل النزيف أثناء جراحة القلب المفتوح، وخاصةً في جراحة تطعيم مجازة الشريان التاجي (CABG). وقد تبين أنه يقلل من الحاجة إلى نقل الدم ويقلل من خطر حدوث مضاعفات مثل:
- فقدان الدم الزائد
- إعادة استكشاف الصدر
- الفشل الكلوي
- السكتة الدماغية
- الوفاة
بالإضافة إلى جراحة القلب، تم استخدام الأبروتينين أيضًا في حالات أخرى، مثل:
- زراعة الكبد
- الصدمة
- التهاب البنكرياس الحاد
الآثار الجانبية
على الرغم من فعاليته، ارتبط الأبروتينين ببعض الآثار الجانبية الخطيرة، بما في ذلك:
- تفاعلات الحساسية المفرطة: يمكن أن يسبب الأبروتينين تفاعلات حساسية مفرطة شديدة، خاصةً في المرضى الذين تعرضوا للدواء سابقًا.
- الجلطات الدموية: على عكس المتوقع، يمكن أن يزيد الأبروتينين من خطر تكون الجلطات الدموية، مما قد يؤدي إلى النوبة القلبية والسكتة الدماغية.
- الفشل الكلوي: تم ربط الأبروتينين بزيادة خطر الإصابة بالفشل الكلوي، وخاصةً في المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكلى مسبقًا.
بسبب هذه المخاطر، تم تعليق تسويق الأبروتينين في عام 2007 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA). ومع ذلك، تم لاحقًا رفع التعليق في عام 2012، ولكن مع قيود صارمة على استخدامه.
القيود والمحاذير
يجب استخدام الأبروتينين بحذر شديد وفقط عندما تفوق الفوائد المحتملة المخاطر. يجب على الأطباء مراقبة المرضى عن كثب بحثًا عن علامات تفاعلات الحساسية المفرطة والجلطات الدموية والفشل الكلوي. يجب تجنب استخدام الأبروتينين في المرضى الذين لديهم تاريخ من:
- تفاعلات الحساسية المفرطة للأبروتينين
- تاريخ حديث من الجلطات الدموية
- ضعف شديد في وظائف الكلى
قبل إعطاء الأبروتينين، يجب على الأطباء إجراء اختبار حساسية لتحديد ما إذا كان المريض لديه حساسية تجاه الدواء.
بدائل الأبروتينين
نظرًا للمخاطر المرتبطة بالأبروتينين، تتوفر بدائل أخرى لتقليل النزيف أثناء الجراحة، مثل:
- حمض الترانيكساميك: هو دواء مضاد للانحلال الليفي يعمل عن طريق منع تحلل الفيبرين.
- حمض أمينوكابرويك: هو دواء آخر مضاد للانحلال الليفي.
- ديسموبريسين (DDAVP): هو نظير صناعي للفاسوبريسين يمكن أن يزيد من مستويات عامل فون ويلبراند وعامل التخثر الثامن.
تعتبر هذه البدائل بشكل عام أكثر أمانًا من الأبروتينين، ولكنها قد لا تكون فعالة بنفس القدر في جميع الحالات.
الأبحاث الحالية
على الرغم من القيود المفروضة على استخدامه، لا تزال الأبحاث جارية لاستكشاف الاستخدامات المحتملة الأخرى للأبروتينين، مثل:
- علاج عدوى فيروس كورونا المستجد (COVID-19): تشير بعض الدراسات إلى أن الأبروتينين قد يساعد في تقليل الالتهاب وتلف الرئة المرتبطين بـ COVID-19.
- علاج التهاب البنكرياس الحاد: قد يساعد الأبروتينين في تقليل شدة التهاب البنكرياس الحاد.
- منع رفض الأعضاء المزروعة: قد يساعد الأبروتينين في منع رفض الأعضاء المزروعة عن طريق تثبيط الجهاز المناعي.
ومع ذلك، لا تزال هذه الأبحاث في مراحلها المبكرة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج.
خاتمة
أبروتينين هو دواء مثبط للبروتياز له تاريخ طويل من الاستخدام في تقليل النزيف أثناء جراحة القلب. ومع ذلك، ارتبط ببعض الآثار الجانبية الخطيرة، مما أدى إلى تعليق تسويقه مؤقتًا. على الرغم من أنه متاح الآن مرة أخرى، إلا أنه يجب استخدامه بحذر شديد وفقط عندما تفوق الفوائد المحتملة المخاطر. تتوفر بدائل أخرى أكثر أمانًا للأبروتينين، ولا تزال الأبحاث جارية لاستكشاف استخداماته المحتملة الأخرى.