نشأته وتعليمه
ولد سومكيد جاتوسريبتاك في بانكوك، تايلاند، ونشأ في أسرة متواضعة. أظهر منذ صغره اهتمامًا كبيرًا بالدراسة والتحصيل العلمي. أكمل تعليمه الابتدائي والثانوي في تايلاند قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة لمتابعة تعليمه العالي. حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة يو سي ال ايه، ثم حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من معهد الدراسات العليا للإدارة (ساسين) التابع لجامعة تشولالونغكورن في تايلاند. كما حصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة، حيث درس تحت إشراف الخبير التسويقي الشهير فيليب كوتلر.
مسيرته المهنية الأكاديمية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، عاد سومكيد جاتوسريبتاك إلى تايلاند وانضم إلى كلية إدارة الأعمال في المعهد الوطني للإدارة والتنمية (NIDA). سرعان ما صعد في الرتب الأكاديمية وأصبح أستاذًا مشاركًا ثم أستاذًا كاملاً. تخصص في التسويق والاستراتيجية، وأجرى أبحاثًا مكثفة حول القدرة التنافسية للشركات التايلاندية في السوق العالمية. نشر العديد من المقالات والكتب حول هذه المواضيع، وأصبح يُنظر إليه على نطاق واسع كخبير رائد في مجال إدارة الأعمال في تايلاند.
دوره في السياسة
دخل سومكيد جاتوسريبتاك عالم السياسة في أواخر التسعينيات، عندما تم تعيينه مستشارًا اقتصاديًا لرئيس الوزراء آنذاك، تشوان ليكباي. أثارت رؤيته الاقتصادية واستراتيجيته إعجاب العديد من السياسيين ورجال الأعمال، وسرعان ما أصبح شخصية مؤثرة في الحكومة. في عام 2001، تم تعيينه وزيرًا للمالية في حكومة رئيس الوزراء ثاكسين شيناواترا. خلال فترة ولايته، أشرف على تنفيذ عدد من السياسات الاقتصادية الرئيسية التي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي والحد من الفقر. من بين هذه السياسات مبادرة “قرية واحدة منتج واحد” (OTOP)، التي تهدف إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم في المناطق الريفية.
بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة ثاكسين شيناواترا في عام 2006، استقال سومكيد جاتوسريبتاك من منصبه كوزير للمالية. ومع ذلك، ظل نشطًا في السياسة، حيث قدم المشورة للحكومات المتعاقبة بشأن القضايا الاقتصادية. في عام 2015، تم تعيينه نائبًا لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في حكومة رئيس الوزراء برايوت تشان أو تشا. في هذا المنصب، لعب دورًا رئيسيًا في صياغة وتنفيذ عدد من السياسات الاقتصادية الرئيسية، بما في ذلك خطة “تايلاند 4.0″، التي تهدف إلى تحويل تايلاند إلى اقتصاد قائم على الابتكار والتكنولوجيا.
إنجازاته الرئيسية
- مبادرة “قرية واحدة منتج واحد” (OTOP): ساهمت هذه المبادرة في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم في المناطق الريفية، مما أدى إلى خلق فرص عمل وزيادة الدخل في هذه المناطق.
- خطة “تايلاند 4.0”: تهدف هذه الخطة إلى تحويل تايلاند إلى اقتصاد قائم على الابتكار والتكنولوجيا، من خلال الاستثمار في البحث والتطوير وتعزيز ريادة الأعمال.
- السياسات الاقتصادية الرامية إلى تعزيز النمو الاقتصادي والحد من الفقر: خلال فترة ولايته كوزير للمالية، أشرف سومكيد جاتوسريبتاك على تنفيذ عدد من السياسات الاقتصادية التي ساهمت في تحقيق نمو اقتصادي قوي والحد من معدلات الفقر في تايلاند.
آراؤه الاقتصادية
يؤمن سومكيد جاتوسريبتاك بأهمية تعزيز القدرة التنافسية للشركات التايلاندية في السوق العالمية. يرى أن تايلاند بحاجة إلى الاستثمار في التعليم والبحث والتطوير من أجل تطوير صناعات ذات قيمة مضافة عالية. كما يؤكد على أهمية تعزيز ريادة الأعمال وتشجيع الابتكار. يعتقد أن الحكومة يجب أن تلعب دورًا نشطًا في دعم الاقتصاد، من خلال توفير البنية التحتية اللازمة وخلق بيئة مواتية للأعمال.
كما يدعو سومكيد جاتوسريبتاك إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام وشامل. يرى أنه من الضروري معالجة قضايا الفقر وعدم المساواة من أجل ضمان أن يستفيد جميع التايلانديين من النمو الاقتصادي. كما يؤكد على أهمية حماية البيئة وضمان أن يكون النمو الاقتصادي صديقًا للبيئة.
انتقادات
على الرغم من إنجازاته العديدة، تعرض سومكيد جاتوسريبتاك أيضًا لبعض الانتقادات. اتهمه بعض النقاد بأنه يفضل سياسات اقتصادية تفيد الشركات الكبيرة على حساب الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. كما انتقد البعض خطة “تايلاند 4.0” باعتبارها غير واقعية وغير قابلة للتطبيق.
ومع ذلك، يظل سومكيد جاتوسريبتاك شخصية تحظى باحترام واسع النطاق في تايلاند. يُنظر إليه على أنه اقتصادي كفء وسياسي ذو رؤية. لقد لعب دورًا مهمًا في تشكيل السياسات الاقتصادية في تايلاند على مدى العقدين الماضيين، ومن المرجح أن يظل شخصية مؤثرة في السياسة التايلاندية لسنوات عديدة قادمة.
تأثير فيليب كوتلر
إن تأثير فيليب كوتلر على سومكيد جاتوسريبتاك لا يمكن إنكاره. خلال دراسته تحت إشراف كوتلر في جامعة نورث وسترن، اكتسب سومكيد فهمًا عميقًا لمبادئ التسويق والاستراتيجية. وقد طبق هذه المبادئ بنجاح في عمله الأكاديمي والسياسي. على سبيل المثال، استلهمت مبادرة “قرية واحدة منتج واحد” (OTOP) من أفكار كوتلر حول التسويق المجتمعي والتنمية الاقتصادية المحلية.
كما تأثر سومكيد جاتوسريبتاك بأفكار كوتلر حول المسؤولية الاجتماعية للشركات. يؤمن بأن الشركات يجب أن تلعب دورًا نشطًا في تحسين المجتمع، من خلال دعم القضايا الاجتماعية والبيئية. وقد شجع الشركات التايلاندية على تبني ممارسات تجارية مستدامة ومسؤولة.
خاتمة
سومكيد جاتوسريبتاك هو شخصية بارزة في الاقتصاد والسياسة التايلاندية. بصفته اقتصاديًا ورجل أعمال وسياسيًا، لعب دورًا محوريًا في تشكيل السياسات الاقتصادية في تايلاند. من خلال مسيرته المهنية الأكاديمية ومناصبه الحكومية، سعى دائمًا إلى تعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل، مع التركيز على الابتكار والقدرة التنافسية. على الرغم من بعض الانتقادات، يظل سومكيد جاتوسريبتاك شخصية مؤثرة تحظى باحترام واسع في تايلاند، ومن المرجح أن يستمر تأثيره في تشكيل مستقبل البلاد الاقتصادي والسياسي.