آلية الحدوث
تحدث فتق ريختر عندما يضعف جدار البطن، مما يسمح للأمعاء بالاندفاع من خلال هذا الضعف. يمكن أن يحدث هذا الضعف بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك:
- العوامل الخلقية: قد يولد بعض الأفراد بضعف في جدار البطن، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفتق.
- العمليات الجراحية السابقة: يمكن أن تضعف شقوق الجراحة في البطن جدار البطن، مما يزيد من خطر الإصابة بالفتق في المستقبل.
- إصابات البطن: يمكن أن تتسبب الإصابات المباشرة في البطن في إضعاف جدار البطن، مما يؤدي إلى ظهور الفتق.
- الحالات التي تزيد الضغط داخل البطن: مثل السعال المزمن، أو الإمساك، أو الحمل، أو السمنة يمكن أن تزيد الضغط داخل البطن، مما يزيد من خطر الإصابة بالفتق.
عندما يندفع جزء من جدار الأمعاء من خلال عيب في جدار البطن، فإنه يمكن أن ينحشر (أي يصبح محبوساً)، مما يقطع إمدادات الدم إلى هذا الجزء من الأمعاء. هذه الحالة تعرف باسم الاختناق، وهي حالة طارئة تتطلب تدخلاً طبياً فورياً.
الأعراض
قد لا تظهر على الأشخاص المصابين بفتق ريختر أي أعراض واضحة في البداية، مما يجعل التشخيص المبكر أمراً صعباً. ومع ذلك، مع تقدم الحالة، قد تظهر الأعراض التالية:
- الألم: ألم مفاجئ وشديد في البطن، قد يكون مستمراً أو متقطعاً.
- الانتفاخ: انتفاخ أو تورم في منطقة الفتق. قد لا يكون هذا الانتفاخ ملحوظاً في البداية، خاصة إذا كان جزء صغير فقط من الأمعاء هو الذي ينحشر.
- الغثيان والقيء: يمكن أن تسبب انسداد الأمعاء الجزئي أو الكامل الغثيان والقيء.
- الحمى: إذا تطورت العدوى بسبب اختناق الأمعاء، فقد يعاني المريض من الحمى.
- الحساسية للمس: قد تكون منطقة الفتق حساسة للمس.
- علامات الانسداد المعوي: بما في ذلك عدم القدرة على إخراج الغازات أو البراز.
من المهم ملاحظة أن الأعراض قد تختلف اعتماداً على حجم الجزء المنحشر من الأمعاء ومدة الاختناق. إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، خاصة إذا كانت مفاجئة أو شديدة، فيجب عليك طلب العناية الطبية على الفور.
التشخيص
قد يكون تشخيص فتق ريختر صعباً، نظراً لأن جزءاً صغيراً فقط من الأمعاء هو الذي ينحشر، وقد لا يكون هناك انتفاخ واضح. يعتمد التشخيص عادةً على:
- الفحص البدني: سيقوم الطبيب بفحص البطن للتحقق من وجود أي انتفاخ أو حساسية.
- التصوير بالأشعة السينية: قد يتم استخدام الأشعة السينية للبطن لتحديد وجود انسداد معوي أو علامات أخرى للفتق.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): يمكن أن يوفر التصوير المقطعي المحوسب صوراً مفصلة للبطن، مما يساعد على تحديد وجود فتق ريختر ومضاعفاته. يعتبر التصوير المقطعي المحوسب أداة تشخيصية مفيدة بشكل خاص في الحالات التي يشتبه فيها في وجود فتق ريختر.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: يمكن استخدامه في بعض الحالات لتشخيص الفتق، على الرغم من أنه قد لا يكون فعالاً مثل التصوير المقطعي المحوسب.
بسبب طبيعة فتق ريختر، قد يتأخر التشخيص في بعض الحالات، مما يزيد من خطر المضاعفات.
العلاج
العلاج الوحيد لفتق ريختر هو الجراحة. الهدف من الجراحة هو إرجاع الأمعاء إلى مكانها الطبيعي، وإصلاح العيب في جدار البطن لمنع تكرار الفتق. يعتمد نوع الجراحة المستخدمة على عدة عوامل، بما في ذلك حجم الفتق، وموقع الفتق، وما إذا كانت هناك أي مضاعفات.
قد تشمل خيارات الجراحة:
- الجراحة المفتوحة: تتضمن هذه الجراحة إجراء شق في البطن للوصول إلى الفتق. يتم بعد ذلك إرجاع الأمعاء إلى مكانها، ويتم إغلاق العيب في جدار البطن بغرز أو شبكة جراحية.
- جراحة المناظير (جراحة ثقب المفتاح): تتضمن هذه الجراحة إجراء شقوق صغيرة في البطن لإدخال أدوات جراحية وكاميرا. يتم بعد ذلك إصلاح الفتق من خلال هذه الشقوق. تعتبر جراحة المناظير أقل تدخلاً من الجراحة المفتوحة، وقد تؤدي إلى تعافي أسرع وألم أقل.
في الحالات التي يكون فيها الأمعاء مختنقة، قد يحتاج الجراح إلى إزالة الجزء المصاب من الأمعاء. هذا الإجراء يعرف باسم استئصال الأمعاء. بعد الجراحة، قد يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لبضعة أيام، وقد يحتاج إلى تناول المضادات الحيوية لمنع العدوى.
المضاعفات
إذا لم يتم علاج فتق ريختر على الفور، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك:
- الاختناق: عندما يتم قطع إمدادات الدم عن الأمعاء المنحشرة، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة وموتها.
- انسداد الأمعاء: يمكن أن يؤدي الفتق إلى انسداد الأمعاء، مما يمنع مرور الطعام والفضلات عبر الجهاز الهضمي.
- التهاب الصفاق: هو التهاب خطير في البطن يمكن أن يحدث إذا تمزقت الأمعاء المصابة.
- العدوى: يمكن أن تؤدي المضاعفات المذكورة أعلاه إلى عدوى خطيرة.
- الوفاة: إذا تركت دون علاج، يمكن أن تكون مضاعفات فتق ريختر قاتلة.
لهذه الأسباب، من الضروري طلب العناية الطبية الفورية إذا كنت تشك في أنك تعاني من فتق ريختر.
الوقاية
بينما لا يمكن دائماً منع فتق ريختر، هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل خطر الإصابة به:
- الحفاظ على وزن صحي: يمكن أن يساعد فقدان الوزن الزائد في تقليل الضغط على جدار البطن.
- تجنب رفع الأشياء الثقيلة: يمكن أن يؤدي رفع الأشياء الثقيلة إلى زيادة الضغط داخل البطن.
- الإقلاع عن التدخين: يمكن أن يؤدي التدخين إلى إضعاف الأنسجة في جدار البطن.
- علاج الإمساك: يمكن أن يساعد علاج الإمساك المزمن في تقليل الضغط على جدار البطن.
- تجنب الضغط على البطن: تجنب الأنشطة التي تزيد من الضغط على البطن، مثل السعال المزمن.
خاتمة
فتق ريختر هو حالة طبية نادرة ولكنها خطيرة تتطلب تدخلاً طبياً فورياً. يتميز هذا النوع من الفتق بانحشار جزء من جدار الأمعاء في عيب بجدار البطن. يمكن أن يؤدي عدم العلاج إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الاختناق وانسداد الأمعاء والتهاب الصفاق والعدوى. إذا كنت تعاني من أعراض تشير إلى وجود فتق ريختر، فمن الضروري طلب العناية الطبية على الفور. يمكن أن يشمل العلاج الجراحة لإصلاح الفتق ومنع المزيد من المضاعفات. على الرغم من أنه ليس من الممكن دائمًا منع فتق ريختر، إلا أن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتقليل خطر الإصابة به.