نشأتها وتعليمها
ولدت أنجيلا كيبلر في نيوزيلندا عام 1943، ونشأت في بيئة طبيعية غنية ساهمت في تشكيل شغفها المبكر بعالم الحيوان والنبات. أظهرت اهتمامًا خاصًا بالطيور منذ صغرها، وكانت تمضي ساعات طويلة في مراقبة سلوكها وتسجيل ملاحظات دقيقة حولها. بعد إتمام دراستها الثانوية، التحقت بجامعة كانتربري، حيث درست علم الحيوان وعلم النبات، وحصلت على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف. خلال فترة دراستها الجامعية، شاركت في العديد من الرحلات الميدانية التي أتاحت لها فرصة لدراسة النظم البيئية المختلفة في نيوزيلندا، وتعميق فهمها للتفاعلات المعقدة بين الكائنات الحية وبيئتها.
مسيرتها المهنية
بعد تخرجها من الجامعة، بدأت أنجيلا كيبلر مسيرتها المهنية كباحثة وعالمة طبيعة. عملت في البداية في عدد من المؤسسات البحثية في نيوزيلندا، حيث ركزت على دراسة سلوك الطيور وتوزيعها الجغرافي. في أوائل السبعينيات، انتقلت إلى جزر هاواي، حيث بدأت العمل في مجال الحفاظ على البيئة. لعبت دورًا هامًا في تطوير وتنفيذ برامج لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، واستعادة النظم البيئية المتدهورة. عملت أيضًا كمستشارة لعدد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية المعنية بالحفاظ على البيئة.
تعتبر كيبلر من الرواد في مجال دراسة الطيور في جزر هاواي، وقد ساهمت بشكل كبير في فهمنا لتاريخ هذه الطيور، وتطورها، والتحديات التي تواجهها. نشرت العديد من الأبحاث العلمية والمقالات التي تناولت فيها جوانب مختلفة من حياة الطيور في هاواي، مثل سلوك التكاثر، والتغذية، والتفاعلات مع الأنواع الأخرى. كما قامت بتأليف عدد من الكتب التي تستهدف الجمهور العام، والتي تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي.
أبحاثها وإسهاماتها العلمية
تركزت أبحاث أنجيلا كيبلر على دراسة الطيور في جزر هاواي ومنطقة البحر الكاريبي، مع التركيز بشكل خاص على الأنواع المهددة بالانقراض. قامت بدراسة سلوك التكاثر والتغذية والتوزيع الجغرافي للعديد من أنواع الطيور، وقدمت توصيات للحفاظ عليها. من بين أهم إسهاماتها العلمية:
- دراسة طيور “إيو”: أجرت كيبلر دراسة شاملة عن طيور “إيو” (ʻIʻiwi)، وهي طيور ذات لون أحمر زاهي تعيش في جزر هاواي. درست سلوك التكاثر والتغذية لهذه الطيور، وقدمت توصيات لحمايتها من التهديدات التي تواجهها، مثل فقدان الموائل وتغير المناخ.
- دراسة طيور “نينا”: قامت كيبلر أيضًا بدراسة طيور “نينا” (Nene)، وهي نوع من الأوز الهاواي المهدد بالانقراض. درست تاريخ هذه الطيور، وتوزيعها الجغرافي، والتحديات التي تواجهها، وساهمت في تطوير برامج لإعادة توطينها في مناطق جديدة.
- دراسة الطيور في منطقة البحر الكاريبي: بالإضافة إلى دراسة الطيور في جزر هاواي، أجرت كيبلر أيضًا أبحاثًا عن الطيور في منطقة البحر الكاريبي. درست سلوك التكاثر والتغذية والتوزيع الجغرافي للعديد من أنواع الطيور، وقدمت توصيات للحفاظ عليها من التهديدات التي تواجهها، مثل تدمير الغابات والتلوث.
مؤلفاتها
ألفت أنجيلا كيبلر العديد من الكتب والمقالات التي تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي. من بين أشهر مؤلفاتها:
- “Hawaii’s Birds” (طيور هاواي): يعتبر هذا الكتاب مرجعًا شاملاً عن طيور هاواي، حيث يصف أكثر من 140 نوعًا من الطيور التي تعيش في الجزر، ويقدم معلومات مفصلة عن سلوكها وتوزيعها الجغرافي.
- “Alien Forests: The Story of New Zealand’s Introduced Trees” (الغابات الغريبة: قصة الأشجار المستقدمة في نيوزيلندا): يتناول هذا الكتاب تاريخ الأشجار المستقدمة في نيوزيلندا، وتأثيرها على البيئة المحلية.
- “Secret Journeys of the North Atlantic Salmon” (الرحلات السرية لسمك السلمون الأطلسي الشمالي): يروي هذا الكتاب قصة حياة سمك السلمون الأطلسي الشمالي، وهجرته الطويلة والمعقدة عبر المحيط الأطلسي.
جوائز وتكريمات
حصلت أنجيلا كيبلر على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماتها في علم الطيور والحفاظ على البيئة، من بينها:
- جائزة جون موروز من جمعية علم الطيور الأمريكية: تُمنح هذه الجائزة للأفراد الذين قدموا مساهمات كبيرة في علم الطيور.
- جائزة الحاكم للتميز البيئي من ولاية هاواي: تُمنح هذه الجائزة للأفراد والمنظمات الذين ساهموا في حماية البيئة في هاواي.
- زمالة جمعية علم الحيوان في لندن: تُمنح هذه الزمالة للأفراد الذين قدموا مساهمات بارزة في علم الحيوان.
دورها في الحفاظ على البيئة
تعتبر أنجيلا كيبلر شخصية بارزة في مجال الحفاظ على البيئة، وقد لعبت دورًا هامًا في حماية الطيور والحياة البرية في جزر هاواي ومنطقة البحر الكاريبي. عملت كمستشارة لعدد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية المعنية بالحفاظ على البيئة، وساهمت في تطوير وتنفيذ برامج لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، واستعادة النظم البيئية المتدهورة. كما قامت بتوعية الجمهور بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي، من خلال كتبها ومقالاتها ومحاضراتها.
تؤمن كيبلر بأهمية العمل المشترك بين العلماء وصناع القرار والمجتمع المدني لتحقيق أهداف الحفاظ على البيئة. تشدد على ضرورة فهم التفاعلات المعقدة بين الكائنات الحية وبيئتها، وتطبيق هذا الفهم في تطوير استراتيجيات فعالة للحفاظ على البيئة. كما تدعو إلى تبني ممارسات مستدامة في جميع جوانب الحياة، للحد من تأثير الأنشطة البشرية على البيئة.
الحياة الشخصية
أنجيلا كيبلر متزوجة ولديها أطفال. تعيش حاليًا في جزر هاواي، وتواصل العمل في مجال البحث العلمي والحفاظ على البيئة. بالإضافة إلى اهتماماتها العلمية، فهي تهوى الكتابة والتصوير الفوتوغرافي، وتستمتع بقضاء وقتها في الطبيعة.
خاتمة
أنجيلا كيبلر هي عالمة طبيعة ومؤلفة نيوزيلندية قدمت مساهمات كبيرة في علم الطيور والحفاظ على البيئة. من خلال أبحاثها ومؤلفاتها وجهودها في مجال الحفاظ على البيئة، ساهمت في فهمنا للتنوع البيولوجي وأهمية حمايته للأجيال القادمة. تعتبر كيبلر مصدر إلهام للعلماء والناشطين البيئيين في جميع أنحاء العالم.