حياته المبكرة وتعليمه
ولد جيمس إيراسموس تراسي فيليبس في 20 نوفمبر 1888، لعائلة ذات خلفية أكاديمية وخدمة عامة. تلقى تعليمه في كلية إيتون المرموقة، ثم التحق بكلية كينغز في كامبريدج، حيث درس التاريخ وحصل على درجة البكالوريوس. خلال فترة وجوده في كامبريدج، انخرط في الأنشطة الاجتماعية والفكرية، مما ساهم في توسيع آفاقه واهتمامه بالشؤون الدولية.
حياته المهنية المبكرة
بعد تخرجه من كامبريدج، انضم فيليبس إلى الخدمة المدنية البريطانية. في البداية، عمل في وزارة الداخلية، حيث اكتسب خبرة في الإدارة الحكومية وصياغة السياسات. اندلعت الحرب العالمية الأولى في عام 1914، وتطوع فيليبس للخدمة العسكرية. خدم في البداية في فوج يوركشاير الخفيف، ثم انتقل لاحقًا إلى سلاح الاستخبارات. لعب دورًا في جمع المعلومات وتحليلها، مما ساهم في المجهود الحربي البريطاني. كانت تجاربه خلال الحرب بمثابة صقل لشخصيته ورؤيته للعالم.
العمل في الشؤون الأفريقية
بعد الحرب، تحول اهتمام فيليبس إلى الشؤون الأفريقية. انضم إلى مكتب المستعمرات، حيث بدأ العمل على تطوير السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالمستعمرات البريطانية في إفريقيا. كان يعتقد اعتقادًا راسخًا بضرورة تحسين الظروف المعيشية للأفارقة وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في القارة. كان فيليبس من أوائل المؤيدين لما يسمى “التنمية المحلية”، وهي فكرة تقوم على تمكين المجتمعات المحلية من المشاركة في مشاريع التنمية التي تؤثر على حياتهم. كان يعتقد أن الأفارقة يجب أن يكونوا قادرين على تحديد احتياجاتهم وأولوياتهم، وأن الحكومة يجب أن تدعم جهودهم لتحقيق التنمية المستدامة.
عمل فيليبس عن كثب مع العديد من المنظمات التبشيرية والمنظمات غير الحكومية التي كانت نشطة في إفريقيا. كان يعتقد أن هذه المنظمات يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تقديم الخدمات الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية، وتعزيز التنمية المجتمعية. لعب دورًا فعالًا في تسهيل التعاون بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية، مما ساهم في تحسين فعالية برامج التنمية.
دوره في تعليم الأفارقة
كان تعليم الأفارقة من بين أهم أولويات فيليبس. كان يعتقد أن التعليم هو المفتاح لتمكين الأفارقة من تولي مسؤولية مستقبلهم وبناء مجتمعات مزدهرة. عمل على تطوير سياسات لزيادة الوصول إلى التعليم، وتحسين جودة التعليم، وتكييف المناهج الدراسية لتلبية احتياجات المجتمعات المحلية. كان فيليبس من المؤيدين المتحمسين لإنشاء مؤسسات تعليمية أفريقية تديرها أفارقة. كان يعتقد أن هذه المؤسسات يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الهوية الثقافية الأفريقية وتنمية القيادة المحلية.
في عام 1925، لعب فيليبس دورًا رئيسيًا في تأسيس كلية أتشيموتا في غانا. كانت كلية أتشيموتا أول مدرسة ثانوية مختلطة في غانا، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية في إفريقيا. تم تصميم الكلية لتوفير تعليم عالي الجودة للطلاب الأفارقة، ولإعدادهم لتولي مناصب قيادية في مجتمعاتهم. كان فيليبس عضوًا في مجلس إدارة الكلية، ولعب دورًا فعالًا في توجيه تطويرها.
معارضته لنظام الفصل العنصري
كان فيليبس من المعارضين الصريحين لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. كان يعتقد أن نظام الفصل العنصري كان نظامًا ظالمًا وغير أخلاقي، وأنه كان يقوض جهود التنمية في القارة. استخدم منصبه في مكتب المستعمرات للتعبير عن معارضته لنظام الفصل العنصري، وللدعوة إلى سياسات أكثر إنصافًا وعدلاً في جنوب إفريقيا.
تقاعده وإرثه
تقاعد فيليبس من الخدمة المدنية في عام 1948، لكنه استمر في الاهتمام بالشؤون الأفريقية. كتب على نطاق واسع عن التنمية في إفريقيا، واستمر في تقديم المشورة للحكومة بشأن السياسات المتعلقة بالقارة. توفي فيليبس في 21 يوليو 1959، عن عمر يناهز 70 عامًا. يُذكر فيليبس لمساهماته الكبيرة في التنمية في إفريقيا. لقد كان رائدًا في التنمية المحلية، ومؤيدًا قويًا لتعليم الأفارقة، ومعارضًا صريحًا لنظام الفصل العنصري. لا تزال أفكاره وسياساته ذات صلة اليوم، وتستمر في إلهام جهود التنمية في إفريقيا.
أهم إنجازاته
- لعب دورًا حاسمًا في تشكيل السياسات البريطانية تجاه إفريقيا خلال فترة ما بين الحربين العالميتين.
- دافع عن التنمية المحلية والمجتمعية في المستعمرات البريطانية في إفريقيا.
- دعم تعليم الأفارقة وإنشاء مؤسسات تعليمية أفريقية.
- عارض نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
انتقادات
على الرغم من مساهماته الإيجابية، تعرض فيليبس لانتقادات من بعض المؤرخين والباحثين. يرى البعض أنه كان يعتنق وجهات نظر استعمارية أبوية، وأن سياساته كانت تهدف في النهاية إلى الحفاظ على السيطرة البريطانية على إفريقيا. يجادل آخرون بأنه لم يكن ينتقد نظام الفصل العنصري بقوة كافية، وأنه كان يجب أن يفعل المزيد لمساعدة الأفارقة في جنوب إفريقيا.
خاتمة
كان جيمس إيراسموس تراسي فيليبس شخصية مؤثرة في تاريخ العلاقات البريطانية الأفريقية. لعب دورًا مهمًا في تشكيل السياسات البريطانية تجاه إفريقيا، وكان مدافعًا قويًا عن التنمية المحلية وتعليم الأفارقة. على الرغم من الانتقادات الموجهة إليه، يُذكر فيليبس لمساهماته الكبيرة في التنمية في إفريقيا، ولا تزال أفكاره وسياساته ذات صلة اليوم.