التصميم والتطوير
تم تصميم بليريو 135 استجابةً للحاجة إلى طائرة ركاب أكثر كفاءة وموثوقية من الطائرات المستخدمة في أوائل العشرينات. اعتمد التصميم على بليريو 115 الناجحة، ولكن مع العديد من التحسينات الرئيسية. كان أبرز هذه التحسينات هو استخدام محركات شعاعية. كانت هذه المحركات أكثر قوة وموثوقية من المحركات الخطية التي كانت تستخدم في بليريو 115. أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في الأداء، مما سمح للطائرة بحمل المزيد من الركاب، والطيران لمسافات أطول، والعمل بكفاءة أكبر.
تم بناء هيكل الطائرة من الخشب، مع تغطية القماش. تميزت الطائرة بتصميم جناح علوي، مما يوفر رؤية جيدة للطيار والركاب. كان التصميم الداخلي للركاب مريحًا نسبيًا، مع مقاعد منظمة ومساحة كافية للأمتعة. كانت الطائرة قادرة على حمل ما يصل إلى 10 ركاب، بالإضافة إلى طاقم من شخصين أو ثلاثة أشخاص.
مرت بليريو 135 بعدة مراحل من التطوير. تضمنت هذه المراحل تغييرات في المحركات، وتحسينات في تصميم الهيكل. تم إنتاج عدة إصدارات مختلفة من الطائرة، كل منها مصمم لتلبية متطلبات مختلفة لشركات الطيران.
المواصفات الفنية
تتميز طائرة بليريو 135 بمواصفات فنية مثيرة للاهتمام:
- الطول: حوالي 14.5 متر
- باع الجناحين: حوالي 20.5 متر
- الارتفاع: حوالي 4.2 متر
- الوزن الإجمالي: حوالي 4.5 طن
- المحركات: محركان شعاعيان، مثل Gnome & Rhône Jupiter أو Lorraine 12Eb، يوفران قوة دافعة كبيرة
- السرعة القصوى: حوالي 190 كيلومترًا في الساعة
- المدى: حوالي 800 كيلومتر
- السعة: 10 ركاب، بالإضافة إلى طاقم مكون من 2-3 أفراد.
ساهمت هذه المواصفات في جعل بليريو 135 طائرة ركاب فعالة ومناسبة للاستخدام في فترة ما بين الحربين العالميتين.
التاريخ التشغيلي
دخلت بليريو 135 الخدمة في منتصف عشرينيات القرن العشرين. تم تشغيلها بشكل أساسي من قبل شركات الطيران الفرنسية، ولكنها خدمت أيضًا في عدد قليل من شركات الطيران الأخرى في جميع أنحاء أوروبا. أثبتت الطائرة أنها موثوقة وفعالة، وسرعان ما أصبحت عنصرًا أساسيًا في شبكات النقل الجوي الناشئة في ذلك الوقت.
تم استخدام بليريو 135 في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك نقل الركاب والبضائع والبريد. كانت الطائرة تحظى بشعبية خاصة في الرحلات الجوية لمسافات طويلة، وذلك بفضل مداها الطويل. لعبت دورًا مهمًا في ربط المدن الأوروبية الرئيسية، وساعدت في تسهيل التجارة والسياحة. شهدت الطائرة عمليات تشغيلية في كل من الطرق الداخلية والدولية، مما يدل على قدرتها على التكيف.
على الرغم من نجاحها، لم تدم فترة خدمة بليريو 135 طويلاً. مع تقدم تكنولوجيا الطيران، بدأت طائرات جديدة وأكثر تطوراً في الظهور. بحلول أوائل الثلاثينيات، تم استبدال بليريو 135 إلى حد كبير بطائرات أكثر حداثة، مثل طائرات المعدن بالكامل. ومع ذلك، تركت بليريو 135 بصمة دائمة في تاريخ الطيران، وساعدت في تمهيد الطريق لتطوير طائرات الركاب الحديثة.
الأهمية والتراث
تعتبر بليريو 135 مهمة لعدة أسباب. أولاً، كانت واحدة من أوائل طائرات الركاب التي تم تصميمها وبنائها على نطاق واسع. لعبت دورًا رئيسيًا في تطوير النقل الجوي المدني، وساعدت في إظهار إمكانات السفر الجوي كشكل عملي للنقل. ثانيًا، أثبتت بليريو 135 أنها طائرة موثوقة وفعالة. أدت قدرتها على حمل الركاب والبضائع لمسافات طويلة إلى جعلها أداة مهمة لشركات الطيران في ذلك الوقت. أخيرًا، ساعدت بليريو 135 في وضع الأساس لتطوير الطائرات الحديثة. قدمت دروسًا قيمة في تصميم وبناء الطائرات، وساهمت في التقدم في مجال تكنولوجيا الطيران.
تُذكر بليريو 135 كطائرة ركاب رائدة ساهمت في تشكيل صناعة الطيران المدني. على الرغم من عدم وجود العديد من الأمثلة المتبقية من هذه الطائرة، إلا أنها لا تزال تحتل مكانة مهمة في تاريخ الطيران. يذكرنا تصميمها وتاريخها بالإنجازات الهندسية والروح الريادية التي ميزت عصرها.
خاتمة
في الختام، كانت بليريو 135 طائرة ركاب مهمة تركت بصمة دائمة في تاريخ الطيران. ساهمت في تطوير النقل الجوي المدني، وأثبتت أنها طائرة موثوقة وفعالة. على الرغم من أن فترة خدمتها كانت محدودة، إلا أن إرثها لا يزال حيًا، وهي بمثابة تذكير بالإنجازات التي تحققت في الأيام الأولى للطيران.