التشكيل والتنظيم
تم تنظيم الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا استجابة لدعوة الرئيس أبراهام لنكولن إلى المتطوعين في أعقاب معركة فورت سمتر. تم تجميع الرجال من جميع أنحاء ولاية بنسلفانيا، وتم تجميعهم في الأصل في فيلادلفيا. تم اختيار العقيد ديفيد بيرني كقائد للفوج.
تم تنظيم الفوج في عشر شركات، تم تعيين كل منها بحرف من الأبجدية. كان يتألف كل شركة من حوالي 100 رجل. تم تقسيم الفوج أيضًا إلى كتيبتين، مع وجود أربع أو خمس شركات في كل كتيبة.
الخدمة المبكرة
بعد تنظيمه، تم إرسال الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا إلى واشنطن العاصمة للدفاع عن العاصمة. تم وضعه في البداية في فورت رونوين، وهي جزء من سلسلة التحصينات المحيطة بالمدينة. في وقت لاحق، انتقل الفوج إلى معسكر كامبل.
في خريف عام 1861، تم تعيين الفوج للواء الثاني، الفرقة الثالثة، الفيلق الرابع من جيش بوتوماك. شارك الفوج في حملة شبه الجزيرة في ربيع عام 1862، لكنه لم يشهد الكثير من القتال. في وقت لاحق من ذلك العام، شارك الفوج في معركة أنتيتام، حيث تكبد خسائر فادحة.
معركة أنتيتام
كانت معركة أنتيتام، التي وقعت في 17 سبتمبر 1862، واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب الأهلية الأمريكية. تم تكليف الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا بمهاجمة موقع كونفدرالي قوي يُعرف باسم “الطريق المغطى”.
تقدم الفوج عبر حقل مفتوح تحت نيران مدفعية وبنادق كونفدرالية ثقيلة. تكبد الفوج خسائر فادحة، لكنه تمكن من الوصول إلى الطريق المغطى. انخرط الفوج في قتال عنيف مع الكونفدراليين، لكنه أُجبر في النهاية على التراجع.
عانى الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا من أكثر من 200 ضحية في معركة أنتيتام، بما في ذلك العقيد بيرني، الذي أصيب بجروح خطيرة. كانت المعركة بمثابة خسارة فادحة للفوج، واستغرق الأمر شهورًا للتعافي.
معركة فريدريكسبيرغ
في ديسمبر 1862، شارك الفوج في معركة فريدريكسبيرغ، وهي هزيمة أخرى للجيش الاتحادي. تم الاحتفاظ بالفوج في الاحتياط خلال الجزء الأكبر من المعركة، لكنه تعرض لنيران المدفعية الثقيلة. تكبد الفوج خسائر إضافية في فريدريكسبيرغ.
معركة تشانسيلورزفيل
في ربيع عام 1863، شارك الفوج في معركة تشانسيلورزفيل. كان هذا الفوج جزءًا من الفيلق الثالث، الذي قاده الجنرال سيكلز. في 2 مايو 1863، تعرض الفيلق الثالث لهجوم ساحق من قبل فيلق ستونوول جاكسون. تكبد الفوج خسائر فادحة، لكنه تمكن من الحفاظ على تماسك جيش الاتحاد.
معركة جيتيسبيرغ
في يوليو 1863، شارك الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا في معركة جيتيسبيرغ، وهي نقطة تحول حاسمة في الحرب الأهلية الأمريكية. تم تعيين الفوج للواء الثاني، الفرقة الثالثة، الفيلق الأول من جيش بوتوماك.
في 1 يوليو 1863، تم نشر الفيلق الأول شمال غرب مدينة جيتيسبيرغ، بنسلفانيا. تم تكليف الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا بالدفاع عن ماكفيرسون ريدج. تعرض الفوج لهجوم من قبل فرقة المشاة الكونفدرالية التابعة للجنرال جيمس آرتشر. دافع الفوج عن موقعه بشدة، لكنه اضطر في النهاية إلى التراجع. تكبد الفوج خسائر فادحة في القتال.
في 2 يوليو 1863، تم وضع الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا في سيمنتري ريدج. تم تكليف الفوج بدعم بطارية مدفعية. تعرض الفوج لنيران المدفعية الثقيلة طوال اليوم. تكبد الفوج خسائر إضافية.
في 3 يوليو 1863، شارك الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا في صد هجوم بيكيت. تم وضع الفوج في الخط المركزي لجيش الاتحاد. عندما هاجم الكونفدراليون، أطلق الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا وابلًا مدمرًا من النيران. تم صد الهجوم، وهُزمت جيوش الكونفدرالية في جيتيسبيرغ.
لعب الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا دورًا حيويًا في معركة جيتيسبيرغ. ساعدت شجاعة الفوج وتصميمه في قلب مجرى المعركة وتأمين النصر للاتحاد.
الخدمة اللاحقة
بعد معركة جيتيسبيرغ، شارك الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا في العديد من المعارك والحملات الأخرى، بما في ذلك معركة أوفرلاند وحصار بطرسبرغ. تم تسريح الفوج في يوليو 1864.
الخسائر
تكبد الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا خسائر فادحة خلال الحرب الأهلية الأمريكية. قُتل 146 رجلاً وجرح 267 آخرون. بالإضافة إلى ذلك، تم أسر أو فقدان العديد من الرجال.
- قتل في المعركة: 68
- مات متأثراً بجراحه: 78
- مات بسبب المرض: غير متوفر
الإرث
كان الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا وحدة قتالية متميزة خدمت بشرف وشجاعة خلال الحرب الأهلية الأمريكية. لعب الفوج دورًا حيويًا في الحفاظ على الاتحاد، وسيظل دائمًا في الذاكرة لخدمته وتضحيته.
يظل إرث الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا بمثابة شهادة على التضحية والشجاعة التي أظهرها جنود الاتحاد خلال الحرب الأهلية. سيظل تاريخهم جزءًا لا يتجزأ من تاريخ بنسلفانيا والأمة.
خاتمة
كان الفوج الثالث والعشرون من بنسلفانيا قوة قتالية هامة في جيش الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية. شارك الفوج في العديد من المعارك الرئيسية، بما في ذلك معركة أنتيتام ومعركة جيتيسبيرغ، ولعب دورًا حيويًا في الحفاظ على الاتحاد. على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها، خدم الفوج بشرف وشجاعة، وسيظل دائمًا في الذاكرة لخدمته وتضحيته.