نشأة وتأسيس بيت المعجزات
بدأت فكرة بيت المعجزات في عام 1968 عندما بدأت لين ومارلين شلتون في استضافة الشباب في منزلهما في جنوب كاليفورنيا. كان هؤلاء الشباب في الغالب من الهيبيين والمتمردين الذين وجدوا في المسيحية بديلاً عن أسلوب حياتهم السابق. سرعان ما تجاوز عدد الشباب الذين يحتاجون إلى مأوى ودعم قدرة منزل شلتون، مما دفعهم إلى تأسيس أول بيت رسمي للمعجزات.
اعتمدت فلسفة بيت المعجزات على مفهوم “الكنيسة المنزلية”، حيث يجتمع المؤمنون في منازل خاصة بدلاً من الكنائس التقليدية. كان الهدف هو خلق بيئة أكثر حميمية وشخصية للعبادة والتبشير. بالإضافة إلى ذلك، ركز بيت المعجزات على خدمة المجتمع المحلي من خلال تقديم الطعام والمأوى للمحتاجين، وتنظيم فعاليات تبشيرية في الشوارع والحدائق.
هيكل بيت المعجزات وتنظيمه
كان بيت المعجزات يُدار بشكل جماعي، حيث يتشارك جميع المقيمين في اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات. لم يكن هناك قائد رسمي، بل كان لين ومارلين شلتون بمثابة مرشدين روحيين. كان التركيز على المساواة والتعاون، وتشجيع الجميع على استخدام مواهبهم وقدراتهم لخدمة المجتمع.
تنوعت أنشطة بيت المعجزات بين العبادة والدراسة الكتابية والعمل التطوعي. كان المقيمون يجتمعون يوميًا للصلاة والغناء، وقراءة الكتاب المقدس. كما كانوا يقضون وقتًا طويلاً في التبشير، سواء من خلال توزيع المنشورات أو التحدث مع الناس في الأماكن العامة. بالإضافة إلى ذلك، كان بيت المعجزات يوفر الطعام والمأوى للمحتاجين، وينظم فعاليات خيرية لجمع التبرعات.
اعتمد بيت المعجزات على التبرعات والهبات من الأفراد والكنائس لدعم أنشطته. كان المقيمون يعملون أيضًا في وظائف مختلفة لتوفير دخل إضافي. كانت الحياة في بيت المعجزات بسيطة ومتواضعة، حيث كان التركيز على الروحانية والخدمة بدلاً من المادية والرفاهية.
عقائد وممارسات بيت المعجزات
كان بيت المعجزات يتبع العقائد المسيحية الإنجيلية التقليدية، مع التركيز على أهمية الكتاب المقدس والخلاص بالإيمان بيسوع المسيح. كان المقيمون يؤمنون بقوة الصلاة والمعجزات، وكانوا يسعون إلى اختبار حضور الله في حياتهم اليومية.
شجع بيت المعجزات المقيمين على عيش حياة مقدسة ومكرسة لله. كان يُطلب منهم الامتناع عن التدخين والكحول والمخدرات، والعيش في طهارة جنسية. كما كان يُشجعون على التوبة عن خطاياهم وطلب المغفرة من الله.
كان التبشير جزءًا أساسيًا من حياة بيت المعجزات. كان المقيمون يعتقدون أنهم مدعوون لمشاركة رسالة الإنجيل مع العالم، ودعوة الناس إلى التوبة والإيمان بيسوع المسيح. كانوا يستخدمون مجموعة متنوعة من الأساليب للتبشير، بما في ذلك توزيع المنشورات، والغناء في الشوارع، وتنظيم فعاليات تبشيرية.
تأثير بيت المعجزات على حركة يسوع
كان لبيت المعجزات تأثير كبير على حركة يسوع في كاليفورنيا وخارجها. ساهمت هذه البيوت في نشر رسالة الإنجيل بين الشباب، وتوفير بيئة داعمة للمتحولين الجدد إلى المسيحية. كما ساعدت في تغيير صورة المسيحية، وجعلها أكثر جاذبية للشباب المتمردين والباحثين عن معنى في الحياة.
ألهم بيت المعجزات العديد من المجموعات المسيحية الأخرى لتأسيس بيوت مماثلة في جميع أنحاء العالم. أصبحت هذه البيوت مراكز للتبشير والخدمة الاجتماعية، وساهمت في نمو الكنيسة المسيحية في القرن العشرين.
على الرغم من أن بيت المعجزات لم يعد موجودًا اليوم، إلا أن إرثه لا يزال حيًا. لا تزال العديد من الكنائس والمنظمات المسيحية تستلهم من نموذج بيت المعجزات في عملها مع الشباب والمحتاجين.
انتقادات وتحديات واجهت بيت المعجزات
لم يخلُ بيت المعجزات من الانتقادات والتحديات. اتهم البعض بيت المعجزات بأنه طائفة دينية، وأنه يمارس غسيل الدماغ على أتباعه. كما انتقد البعض أسلوب حياة بيت المعجزات، واعتبروه متطرفًا وغير واقعي.
واجه بيت المعجزات أيضًا تحديات مالية وإدارية. كان من الصعب الحفاظ على استدامة هذه البيوت، وتوفير الموارد اللازمة لجميع المقيمين. كما كان من الصعب إدارة هذه البيوت بشكل فعال، وضمان سلامة ورفاهية جميع المقيمين.
على الرغم من هذه الانتقادات والتحديات، استمر بيت المعجزات في النمو والازدهار لعدة سنوات. لعبت هذه البيوت دورًا مهمًا في حركة يسوع، وساهمت في تغيير حياة العديد من الشباب.
الأسباب المحتملة لتوقف بيت المعجزات
هناك عدة أسباب محتملة لتوقف بيت المعجزات. أحد الأسباب هو التغيرات في المجتمع والثقافة. مع مرور الوقت، أصبحت حركة يسوع أقل شعبية، وفقدت البيوت الجماعية جاذبيتها للشباب.
سبب آخر محتمل هو المشاكل الداخلية في بيت المعجزات. ربما كانت هناك خلافات بين القادة والمقيمين، أو مشاكل في الإدارة والتنظيم. ربما كانت هناك أيضًا مشاكل مالية، مما جعل من الصعب الحفاظ على استدامة هذه البيوت.
بغض النظر عن الأسباب، فإن توقف بيت المعجزات يمثل نهاية حقبة في تاريخ حركة يسوع. ومع ذلك، فإن إرث بيت المعجزات لا يزال حيًا، وسيستمر في إلهام الكنائس والمنظمات المسيحية في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كان بيت المعجزات تجربة فريدة في العيش المشترك والتبشير المسيحي. تأسست هذه البيوت خلال حركة يسوع في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وكانت تهدف إلى توفير بيئة داعمة للمتحولين الجدد إلى المسيحية، وخاصة الشباب. لعب بيت المعجزات دورًا مهمًا في نشر رسالة الإنجيل، وتغيير صورة المسيحية، وإلهام العديد من المجموعات المسيحية الأخرى لتأسيس بيوت مماثلة. على الرغم من أن بيت المعجزات لم يعد موجودًا اليوم، إلا أن إرثه لا يزال حيًا، وسيستمر في إلهام الكنائس والمنظمات المسيحية في جميع أنحاء العالم.