مقدمة
جون غراهام ليك (18 مارس 1870 – 16 سبتمبر 1935) كان قائدًا كنديًا أمريكيًا بارزًا في الحركة الخمسينية التي بدأت في بداية القرن العشرين. يُذكر بصفة خاصة لعمله التبشيري في جنوب إفريقيا، حيث يُنسب إليه الفضل في تأسيس العديد من الكنائس والمساهمة في انتشار الإيمان الخمسيني في المنطقة. كان ليك شخصية مثيرة للجدل، لكن تأثيره على المسيحية الخمسينية لا يزال محسوسًا حتى اليوم.
نشأته وحياته المبكرة
ولد جون غراهام ليك في أونتاريو، كندا، لعائلة ذات خلفية دينية قوية. انتقلت عائلته إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلاً صغيرًا. نشأ ليك في بيئة متدينة، لكنه مر بتجارب شخصية أثرت في رؤيته للعالم الروحي. قبل انخراطه الكامل في الخدمة الدينية، عمل في مجال الأعمال وحقق نجاحًا ملحوظًا.
التحول إلى الحركة الخمسينية
في بداية القرن العشرين، شهدت الولايات المتحدة صحوة دينية كبيرة، تمثلت في ظهور الحركة الخمسينية. تأثر ليك بهذه الحركة بشكل كبير، واعتنق مبادئها التي تركز على الاختبارات الروحية المباشرة، مثل التحدث بألسنة والشفاء الإلهي. كانت هذه الفترة نقطة تحول في حياة ليك، حيث قرر تكريس نفسه للخدمة الدينية.
الخدمة في جنوب إفريقيا
في عام 1908، سافر جون ليك وعائلته إلى جنوب إفريقيا كمبشرين. وهناك، أسس “البعثة الرسولية الإيمانية” (Apostolic Faith Mission of South Africa)، والتي نمت بسرعة وأصبحت قوة مؤثرة في المشهد الديني في جنوب إفريقيا. خلال فترة وجوده في جنوب إفريقيا، واجه ليك العديد من التحديات، بما في ذلك معارضة من الكنائس التقليدية وتفشي الأوبئة. ومع ذلك، استمر في عمله التبشيري، وشهد العديد من الحالات التي اعتبرها معجزات شفاء إلهي.
الجدل حول الشفاء الإلهي
كان جون ليك مدافعًا قويًا عن الشفاء الإلهي، وكان يؤمن بأن الله قادر على شفاء الأمراض من خلال الصلاة والإيمان. أجرى ليك العديد من الاجتماعات التي شهدت شهادات عن شفاء أشخاص من أمراض مختلفة. ومع ذلك، أثارت هذه الممارسات جدلاً واسعًا، حيث شكك البعض في صحة هذه الشهادات واتهموا ليك بالدجل. على الرغم من الجدل، استمر ليك في الترويج للشفاء الإلهي كجزء أساسي من رسالته.
العودة إلى الولايات المتحدة
بعد عدة سنوات قضاها في جنوب إفريقيا، عاد جون ليك إلى الولايات المتحدة في عام 1913. وهناك، واصل عمله التبشيري، وأسس “غرف الشفاء” (Healing Rooms) في مدن مختلفة. كانت هذه الغرف أماكن مخصصة للصلاة من أجل شفاء المرضى. استمر ليك في إثارة الجدل حول ممارسات الشفاء الإلهي، لكنه استمر في جذب أتباع مخلصين.
تأسيس كنيسة ليك
في عام 1914، أسس ليك كنيسة في سبوكان بولاية واشنطن وسماها “كنيسة ليك”. كان لهذه الكنيسة تأثير كبير في المنطقة، وركزت على التبشير والشفاء الإلهي والتعليم الكتابي. نمت الكنيسة بسرعة، وأصبحت مركزًا للحركة الخمسينية في شمال غرب الولايات المتحدة.
مؤلفاته وتعاليمه
ترك جون ليك وراءه مجموعة من الكتابات والخطب التي تعكس تعاليمه اللاهوتية. ركزت تعاليمه على قوة الإيمان والشفاء الإلهي وأهمية الاختبارات الروحية المباشرة. كان ليك يعتقد أن المؤمنين يمكنهم الوصول إلى قوة الله من خلال الصلاة والصيام والعيش في طاعة لكلمة الله.
- الإيمان: كان يؤكد على أن الإيمان هو المفتاح لنيل بركات الله، بما في ذلك الشفاء الإلهي.
- الشفاء الإلهي: كان يعتقد أن الله قادر على شفاء الأمراض، وأن المؤمنين يجب أن يصلوا من أجل الشفاء.
- الاختبارات الروحية: كان يشجع المؤمنين على البحث عن اختبارات روحية مباشرة، مثل التحدث بألسنة.
- الطاعة لكلمة الله: كان يعتقد أن الطاعة لكلمة الله هي أساس الحياة المسيحية الناجحة.
انتقادات لخدمته
على الرغم من تأثيره الكبير، واجه جون ليك انتقادات عديدة طوال حياته. اتهمه البعض بالدجل والمبالغة في قدراته في الشفاء الإلهي. كما انتقد البعض أساليبه التبشيرية واعتبروها غير تقليدية. بالإضافة إلى ذلك، واجه ليك تحديات مالية وإدارية في إدارة منظماته الدينية.
وفاته وتراثه
توفي جون ليك في 16 سبتمبر 1935. على الرغم من الجدل الذي أحاط بحياته، ترك ليك إرثًا دينيًا كبيرًا. يُذكر بصفة خاصة لعمله التبشيري في جنوب إفريقيا ومساهمته في انتشار الحركة الخمسينية. لا تزال تعاليمه تلهم العديد من المسيحيين حول العالم.
تأثيره على الحركة الخمسينية
كان جون ليك شخصية مؤثرة في الحركة الخمسينية، وقد ساهم في تشكيل معتقداتها وممارساتها. لعب دورًا هامًا في نشر الإيمان الخمسيني في جنوب إفريقيا والولايات المتحدة. كما أن تعاليمه حول الشفاء الإلهي والاختبارات الروحية لا تزال مؤثرة حتى اليوم.
الدروس المستفادة من حياته
يمكن استخلاص العديد من الدروس من حياة جون ليك، بما في ذلك:
- أهمية الإيمان: كان ليك يؤمن بقوة الإيمان، وقد تجلى ذلك في حياته وخدمته.
- أهمية الخدمة: كرس ليك حياته لخدمة الله والناس، وقد ترك إرثًا دينيًا كبيرًا.
- مواجهة التحديات: واجه ليك العديد من التحديات في حياته، لكنه استمر في عمله التبشيري.
- التعلم من الأخطاء: ارتكب ليك بعض الأخطاء في حياته، لكنه تعلم منها واستمر في النمو.
خاتمة
جون ليك كان شخصية بارزة في الحركة الخمسينية، معروفًا بعمله التبشيري، خصوصًا في جنوب إفريقيا، وإيمانه القوي بالشفاء الإلهي. على الرغم من الجدل الذي رافقه، فقد ترك تأثيرًا كبيرًا على المسيحية الخمسينية، ولا تزال تعاليمه تلهم الكثيرين حتى اليوم.