التأسيس والتنظيم
تأسس فوج المشاة التاسع والثلاثون في إلينوي في أواخر عام 1861، وتحديداً في معسكر دوجلاس في شيكاغو. تم تجنيد المتطوعين وتدريبهم على يد ضباط مؤهلين، استعداداً لدخولهم ساحة المعركة. تم تجميع الرجال من مختلف المقاطعات في ولاية إلينوي، مما أدى إلى تشكيل وحدة متنوعة وممثلة لمجتمع الولاية. تم اختيار الرائد، ثم العقيد، ريتشارد ييتس كأول قائد للفوج، ومن هنا جاء لقبه “كتيبة ييتس”. لعب ييتس دوراً قيادياً حاسماً في تشكيل الفوج وتدريبه.
المشاركة في المعارك المبكرة
بدأ الفوج خدمته الفعلية في أوائل عام 1862، وتم نشره في البداية في ولاية ميسوري. شارك الفوج في عدة مناوشات صغيرة قبل أن يُنقل إلى مسرح عمليات أكثر أهمية. كانت أولى معاركه الكبيرة في معركة شيلوه في أبريل 1862. على الرغم من كونه جديداً في القتال، أظهر الفوج شجاعة كبيرة وثباتاً في مواجهة هجوم عنيف من قبل قوات الكونفدرالية. عانى الفوج من خسائر فادحة، لكنه تمكن من الحفاظ على مواقعه، مما ساهم في تحقيق انتصار اتحادي حاسم.
الحملات الرئيسية
بعد معركة شيلوه، شارك الفوج في العديد من الحملات الرئيسية في المسرح الغربي للحرب. شارك في حصار كورنث في عام 1862، وهو عمل عسكري استمر لأسابيع وأدى إلى استسلام قوات الكونفدرالية. ثم انتقل الفوج إلى ولاية تينيسي، حيث شارك في معركة ستون ريفز في نهاية عام 1862 وبداية عام 1863. كانت هذه المعركة بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الفوج على التحمل، حيث قاتلوا بشراسة في ظروف جوية سيئة وتحت نيران كثيفة. أظهر الفوج مرة أخرى شجاعة وثباتاً في وجه الصعاب.
شارك الفوج أيضاً في حملة فيكسبيرغ عام 1863، وهي حملة حاسمة هدفت إلى السيطرة على مدينة فيكسبيرغ، المسؤولة عن تأمين نهر المسيسيبي. شارك الفوج في عدة اشتباكات خلال الحملة، بما في ذلك معركة تشامبيون هيل. أظهر الفوج قدرة على التحمل في القتال وفي الحصار الطويل الذي أعقب ذلك، مما ساهم في استسلام فيكسبيرغ وتحقيق انتصار اتحادي كبير.
المشاركة في معركة تشيكاموغا
في خريف عام 1863، شارك الفوج في معركة تشيكاموغا في ولاية جورجيا. كانت هذه المعركة واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب الأهلية، حيث تكبد كلا الجانبين خسائر فادحة. قاتل الفوج بشراسة، حيث دافع عن مواقعه بشجاعة في وجه الهجوم الكونفدرالي المتواصل. على الرغم من الخسائر الفادحة، بما في ذلك مقتل العديد من الضباط والجنود، تمكن الفوج من الحفاظ على تماسكه وساهم في تأخير تقدم العدو. لعب الفوج دوراً مهماً في تأمين انسحاب جيش الاتحاد.
معركة لوك أوت ماونتن و ميشنري ريدج
بعد معركة تشيكاموغا، شارك الفوج في الحملة التي تلت ذلك في ولاية تينيسي، بما في ذلك معركة لوك أوت ماونتن وميشنري ريدج. في لوك أوت ماونتن، شارك الفوج في هجوم جريء على مواقع الكونفدرالية المرتفعة. تسلق الجنود الجبل تحت نيران كثيفة، وأجبروا قوات الكونفدرالية على التراجع. في ميشنري ريدج، شارك الفوج في هجوم آخر ناجح، مما أدى إلى تحطيم خطوط الدفاع الكونفدرالية. أثبت الفوج مرة أخرى قدرته على القتال في التضاريس الصعبة وتحت ضغط كبير.
المشاركة في حملة أتلانتا
في عام 1864، شارك الفوج في حملة أتلانتا، وهي سلسلة من المعارك التي هدفت إلى الاستيلاء على مدينة أتلانتا، وهي مركز إستراتيجي للكونفدرالية. شارك الفوج في العديد من الاشتباكات خلال الحملة، بما في ذلك معركة ريزاكا ومعركة كينساو ماونتن. أظهر الفوج شجاعة وثباتاً في القتال، وأدى دوره في تحقيق انتصارات اتحادية مهمة. بعد الاستيلاء على أتلانتا في سبتمبر 1864، لعب الفوج دوراً في المطاردة اللاحقة لقوات الكونفدرالية.
الخدمة اللاحقة والتسريح
استمر الفوج في الخدمة حتى نهاية الحرب، وشارك في عدة عمليات أخرى. بعد استسلام قوات الكونفدرالية، تم تسريح الفوج في عام 1865. ترك الفوج إرثاً من الشجاعة والتفاني في سبيل القضية الاتحادية. فقد الفوج العديد من الرجال خلال الحرب، ولكن تضحياتهم ساهمت في الحفاظ على الاتحاد وإنهاء العبودية. يعتبر فوج المشاة التاسع والثلاثون في إلينوي مثالاً على الدور الذي لعبه المتطوعون في الحرب الأهلية، وأهمية التضحية والولاء في تحقيق النصر.
تراث فوج المشاة التاسع والثلاثون في إلينوي
يُذكر فوج المشاة التاسع والثلاثون في إلينوي بشجاعته وثباته في القتال خلال الحرب الأهلية الأمريكية. شارك الفوج في العديد من المعارك الحاسمة في المسرح الغربي، وأظهر أداءً بطولياً في مواجهة العدو. ترك الفوج إرثاً من الشجاعة والتفاني، وتعتبر تضحياتهم جزءاً من تاريخ الحرب الأهلية. يعتبر الفوج مثالاً على الدور الهام الذي لعبه المتطوعون في الحفاظ على الاتحاد وإنهاء العبودية.
خاتمة
كان فوج المشاة التاسع والثلاثون في إلينوي وحدة قتالية بارزة في جيش الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية. من خلال مشاركته في معارك مثل شيلوه، تشيكاموغا، وحملة أتلانتا، أثبت الفوج نفسه كقوة قتالية قوية. على الرغم من الخسائر الفادحة، أظهر الفوج شجاعة وثباتاً في وجه الشدائد، وساهم بشكل كبير في انتصار الاتحاد. إن إرث الفوج هو إرث من البطولة والتفاني، وهو تذكير دائم بتضحيات الذين قاتلوا للحفاظ على الاتحاد.