التاريخ والتأسيس
تأسست عطيرت كوهانيم في عام 1978 على يد ماتياس دان، وهو حاخام إسرائيلي متشدد. كان الهدف الأولي للمنظمة هو استعادة وتأهيل المباني التاريخية في البلدة القديمة بالقدس، وخاصة تلك التي كانت مملوكة لليهود قبل عام 1948. ومع مرور الوقت، توسعت أنشطة المنظمة لتشمل شراء العقارات في الأحياء العربية والإسلامية المحيطة بالبلدة القديمة، مثل سلوان والشيخ جراح.
تعتمد عطيرت كوهانيم في تمويلها على التبرعات من الأفراد والمنظمات اليهودية في إسرائيل وخارجها، وخاصة في الولايات المتحدة. كما تتلقى المنظمة دعمًا من بعض الشخصيات السياسية الإسرائيلية اليمينية.
الأهداف والأنشطة
تتمثل الأهداف الرئيسية لعطيرت كوهانيم في:
- تهويد القدس الشرقية: من خلال زيادة عدد السكان اليهود في الأحياء العربية والإسلامية.
- شراء العقارات: في هذه الأحياء، سواء عن طريق الشراء المباشر أو عن طريق استئجارها من مالكيها العرب.
- تشجيع العائلات اليهودية: على الاستقرار في هذه العقارات، وتقديم الدعم المالي والإداري لهم.
- إقامة مشاريع سكنية: لليهود في القدس الشرقية.
- الحفاظ على المواقع التاريخية اليهودية: في القدس الشرقية.
تثير أنشطة عطيرت كوهانيم جدلاً واسعاً، حيث يعتبرها الفلسطينيون والعديد من المنظمات الدولية محاولة لتغيير التركيبة السكانية للقدس الشرقية، وتهديداً للسلام والاستقرار في المنطقة. بينما يرى أنصار المنظمة أنها تعمل على تعزيز الوجود اليهودي في القدس، وحماية المواقع التاريخية اليهودية.
الجدل والانتقادات
تواجه عطيرت كوهانيم انتقادات شديدة بسبب أساليبها في شراء العقارات في القدس الشرقية، والتي غالباً ما تتضمن استخدام وسطاء وسماسرة لإخفاء هوية المشتري الحقيقي. كما تتهم المنظمة باستغلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها بعض الفلسطينيين لإقناعهم ببيع ممتلكاتهم.
تسببت أنشطة عطيرت كوهانيم في العديد من النزاعات والمواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود في القدس الشرقية. وقد أدت هذه النزاعات إلى وقوع إصابات وأضرار في الممتلكات، وزيادة التوتر في المنطقة.
تعتبر الأمم المتحدة والعديد من الدول والمنظمات الدولية أن أنشطة الاستيطان الإسرائيلية في القدس الشرقية غير قانونية، وتشكل انتهاكاً للقانون الدولي. وتدعو هذه الجهات إسرائيل إلى وقف جميع أنشطة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تأثير عطيرت كوهانيم على التركيبة السكانية للقدس
لعطيرت كوهانيم تأثير ملحوظ على التركيبة السكانية للقدس الشرقية. فمنذ تأسيسها، ساهمت المنظمة في زيادة عدد السكان اليهود في الأحياء العربية والإسلامية، وتقليل عدد السكان الفلسطينيين. وقد أدى ذلك إلى تغيير في الطابع الديموغرافي للمنطقة، وزيادة التوتر بين السكان.
تعتبر الزيادة المستمرة في عدد السكان اليهود في القدس الشرقية تهديداً للحل المستقبلي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس كعاصمة لدولتين.
الأثر القانوني والسياسي
تخلق أنشطة عطيرت كوهانيم تعقيدات قانونية وسياسية كبيرة. فمن ناحية، تدعي المنظمة أنها تعمل بموجب القانون الإسرائيلي، وأنها تشتري العقارات بشكل قانوني. ومن ناحية أخرى، يعتبر الفلسطينيون والعديد من المنظمات الدولية أن هذه الأنشطة غير قانونية، وتشكل انتهاكاً للقانون الدولي.
تستخدم عطيرت كوهانيم في كثير من الأحيان قوانين إسرائيلية قديمة، مثل قانون أملاك الغائبين، للاستيلاء على العقارات الفلسطينية. يسمح هذا القانون للحكومة الإسرائيلية بالاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين الذين غادروا منازلهم خلال حرب 1948 أو حرب 1967.
تؤثر أنشطة عطيرت كوهانيم على العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، وعلى العلاقات بين إسرائيل والمجتمع الدولي. وتزيد من صعوبة التوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ردود الفعل الدولية
تلقت أنشطة عطيرت كوهانيم إدانات واسعة النطاق من المجتمع الدولي. فقد أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول أنشطة الاستيطان الإسرائيلية في القدس الشرقية، ودعوا إسرائيل إلى وقف جميع أنشطة الاستيطان.
تعتبر الولايات المتحدة أن أنشطة الاستيطان الإسرائيلية “غير بناءة” لعملية السلام، ولكنها لم تتخذ خطوات ملموسة لوقفها. ومع ذلك، فقد حثت الولايات المتحدة إسرائيل على ممارسة ضبط النفس وتجنب اتخاذ خطوات من شأنها أن تزيد من التوتر في المنطقة.
تعتبر الدول العربية والإسلامية أن أنشطة الاستيطان الإسرائيلية في القدس الشرقية انتهاكاً للقانون الدولي، وتهديداً للحقوق الفلسطينية. وتدعو هذه الدول إلى وقف جميع أنشطة الاستيطان، وإلى التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
مستقبل عطيرت كوهانيم والقدس الشرقية
من المتوقع أن تستمر عطيرت كوهانيم في أنشطتها في القدس الشرقية في المستقبل. ومن المرجح أن تستمر المنظمة في شراء العقارات، وتشجيع العائلات اليهودية على الاستقرار في المنطقة. وسيكون لذلك تأثير مستمر على التركيبة السكانية للقدس، وعلى العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
يعتمد مستقبل القدس الشرقية على التوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. يجب أن يكون هذا الحل عادلاً وشاملاً، ويحترم حقوق جميع الأطراف. يجب أن يشمل هذا الحل اتفاقاً بشأن وضع القدس، يضمن حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة لجميع الأديان، ويحمي حقوق جميع السكان.
دور المجتمع المدني
يلعب المجتمع المدني دوراً هاماً في مراقبة أنشطة عطيرت كوهانيم، وفي توعية الجمهور بتأثير هذه الأنشطة على القدس الشرقية. تقوم العديد من المنظمات غير الحكومية بتوثيق أنشطة الاستيطان، وتقديم الدعم القانوني للفلسطينيين الذين يواجهون خطر الإخلاء من منازلهم.
يمكن للمجتمع المدني أيضاً أن يلعب دوراً في تعزيز الحوار والتفاهم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي بناء الثقة بين الجانبين. يمكن للمنظمات التي تعمل في مجال السلام وحقوق الإنسان أن تساعد في خلق بيئة مواتية للتوصل إلى حل سلمي للصراع.
خاتمة
عطيرت كوهانيم منظمة إسرائيلية تسعى إلى تهويد القدس الشرقية من خلال شراء العقارات وتشجيع الاستيطان اليهودي. أنشطتها تثير جدلاً واسعاً وتعتبر من قبل الكثيرين تهديداً للسلام والاستقرار في المنطقة، فضلاً عن تغيير التركيبة السكانية للمدينة المقدسة. يبقى مستقبل القدس الشرقية مرهوناً بالتوصل إلى حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع احترام حقوق جميع الأطراف.