<![CDATA[
حياته المبكرة
ولد فيودور أوخْلوبكوف في قرية كريست-خالدزاي في منطقة ياقوتيا (جمهورية ساخا حاليًا) في روسيا، لعائلة من عرقية الياقوت. عمل كمنقب عن الذهب قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. كان صيادًا ماهرًا منذ صغره، وهو ما ساعده لاحقًا في مهنته كقناص.
الخدمة العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية
تم تجنيد أوخْلوبكوف في الجيش الأحمر في سبتمبر 1941، بعد فترة وجيزة من الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي. في البداية، خدم في فرقة بنادق عادية، لكن سرعان ما تم التعرف على مهاراته في الرماية وتم نقله إلى وحدة قناصة.
تميز أوخْلوبكوف بسرعة ببراعته الاستثنائية في القنص. كان يتميز بالصبر والدقة والقدرة على التخفي والاندماج في البيئة المحيطة. كان غالبًا ما يقضي ساعات في الانتظار بصمت للحصول على فرصة لإطلاق النار على هدف قيم.
قاتل أوخْلوبكوف على عدة جبهات خلال الحرب، بما في ذلك جبهات فولخوف والشمال الغربي والجبهة البيلاروسية الثالثة. شارك في العديد من المعارك الرئيسية، مثل معركة موسكو ومعركة كورسك وعملية باغراتيون.
خلال معركة كورسك، وهي واحدة من أكبر المعارك في التاريخ، قيل إن أوخْلوبكوف قتل أكثر من 100 جندي ألماني. وفي عملية باغراتيون، وهي هجوم سوفيتي واسع النطاق في عام 1944، قام بتدمير العديد من مواقع العدو، مما ساهم بشكل كبير في نجاح الهجوم.
لم يكن أوخْلوبكوف قناصًا فحسب، بل كان أيضًا قائدًا شجاعًا وملهمًا. غالبًا ما كان يقود مجموعات صغيرة من القناصين في مهام خلف خطوط العدو، ويقوم بتدمير مواقع العدو وتعطيل عملياته.
أصيب أوخْلوبكوف بجروح خطيرة عدة مرات خلال الحرب. في إحدى المناسبات، أصيب بشظية قذيفة، لكنه رفض الإخلاء واستمر في القتال. في مناسبة أخرى، أصيب برصاصة في ساقه، لكنه عاد إلى الخدمة بعد فترة قصيرة من التعافي.
تكريمات وجوائز
حصل أوخْلوبكوف على العديد من الأوسمة والميداليات لخدمته خلال الحرب. تشمل هذه الأوسمة:
- وسام لينين
- وسام الراية الحمراء (مرتين)
- وسام الحرب الوطنية من الدرجة الأولى
- وسام النجمة الحمراء
- العديد من الميداليات الأخرى
في عام 1965، مُنح أوخْلوبكوف لقب بطل الاتحاد السوفيتي، وهو أعلى وسام في الاتحاد السوفيتي، تقديرًا لشجاعته وبسالته الاستثنائيتين في القتال.
ما بعد الحرب
بعد الحرب، عاد أوخْلوبكوف إلى ياقوتيا وعمل في الزراعة. كما شارك في الحياة السياسية، وانتخب عضوا في مجلس السوفيات الأعلى في جمهورية ياقوتيا الاشتراكية السوفياتية المتمتعة بالحكم الذاتي.
توفي فيودور أوخْلوبكوف في 28 مايو 1968، عن عمر يناهز الستين عامًا. لا يزال يُذكر كواحد من أعظم القناصين في التاريخ السوفيتي.
إرثه
يعتبر فيودور أوخْلوبكوف بطلاً قومياً في روسيا، وخاصة في جمهورية ياقوتيا. تم تسمية العديد من الشوارع والمدارس والمؤسسات الأخرى باسمه. كما تم تكريمه بالعديد من التماثيل والنصب التذكارية.
تعتبر قصة أوخْلوبكوف بمثابة تذكير بشجاعة وبسالة الجنود السوفيت خلال الحرب العالمية الثانية. إنه يمثل التضحيات التي قدمها الشعب السوفيتي في النضال ضد الفاشية.
أرقام وإحصائيات
- عدد القتلى المؤكد: 429
- الرتبة العسكرية: رقيب
- الوحدة العسكرية: فرقة بنادق
- الجبهات التي قاتل عليها: فولخوف، الشمال الغربي، البيلاروسية الثالثة
- المعارك الرئيسية التي شارك فيها: معركة موسكو، معركة كورسك، عملية باغراتيون
الأسلحة التي استخدمها
استخدم أوخْلوبكوف بشكل أساسي بندقية موسين-ناغان (Mosin-Nagant) كسلاح رئيسي للقنص. كانت هذه البندقية هي السلاح القياسي للقناصين السوفيت خلال الحرب العالمية الثانية.
بالإضافة إلى ذلك، كان يحمل مسدسًا كسلاح ثانوي للدفاع عن النفس في القتال القريب.
تكتيكات القنص التي استخدمها
اعتمد أوخْلوبكوف على مجموعة متنوعة من التكتيكات الفعالة للقنص، بما في ذلك:
- التمويه والتخفي: كان ماهرًا في الاندماج في البيئة المحيطة به، وذلك باستخدام الملابس والمعدات المناسبة للاختباء عن أعين العدو.
- الصبر والملاحظة: كان يقضي ساعات في الانتظار بصمت للحصول على فرصة لإطلاق النار على هدف قيم، وكان حريصًا على ملاحظة تحركات العدو وأنماط سلوكه.
- الدقة والمهارة في الرماية: كان يتمتع بمهارة استثنائية في الرماية، وكان قادرًا على إصابة الأهداف من مسافات بعيدة بدقة عالية.
- العمل الجماعي: غالبًا ما كان يعمل مع فريق من القناصين، مما يسمح له بتغطية مساحة أكبر وزيادة فعاليته.
خاتمة
في الختام، كان فيودور ماتفييفيتش أوخْلوبكوف قناصًا سوفيتيًا بارزًا خلال الحرب العالمية الثانية، يُنسب إليه الفضل في قتل 429 جنديًا من جنود العدو. بفضل مهاراته الاستثنائية وشجاعته وتفانيه، لعب دورًا مهمًا في النصر السوفيتي على ألمانيا النازية. يعتبر بطلاً قومياً في روسيا، ولا يزال إرثه يلهم الأجيال القادمة.