<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد سي. بي. مينالي في قرية تشوكبور النائية في منطقة تابليجونغ الجبلية في شرق نيبال. نشأ في بيئة متواضعة، مما أثر بشكل كبير على رؤيته السياسية والتزامه بقضايا الفقراء والمهمشين. تلقى مينالي تعليمه المبكر في قريته، ثم انتقل إلى كاتماندو لمواصلة تعليمه العالي. خلال فترة دراسته، انخرط في الأنشطة الطلابية والسياسية، مما أدى به في النهاية إلى تبني الفكر الشيوعي.
مسيرته السياسية المبكرة
بدأ مينالي مسيرته السياسية في أواخر الستينيات من القرن الماضي، عندما انضم إلى الحركة الشيوعية النيبالية الناشئة. في ذلك الوقت، كانت الحركة الشيوعية في نيبال منقسمة إلى فصائل مختلفة، كل منها تتبنى أيديولوجيات واستراتيجيات مختلفة. انضم مينالي إلى المجموعة التي عرفت فيما بعد باسم الحزب الشيوعي النيبالي (الماركسي اللينيني) (CPN (ML)).
في السبعينيات، لعب مينالي دورًا نشطًا في تنظيم وتعبئة الفلاحين والعمال في المناطق الريفية في نيبال. كان مؤيدًا قويًا للكفاح المسلح للإطاحة بالنظام الملكي وإقامة دولة شيوعية. بسبب أنشطته السياسية، تم اعتقاله وسجنه عدة مرات من قبل الحكومة.
الدور في الحزب الشيوعي النيبالي (الماركسي اللينيني)
كان مينالي شخصية بارزة في الحزب الشيوعي النيبالي (الماركسي اللينيني) طوال الثمانينيات والتسعينيات. شغل مناصب قيادية مختلفة داخل الحزب، ولعب دورًا حاسمًا في صياغة سياسات واستراتيجيات الحزب. كان يُنظر إليه على أنه أيديولوجي متشدد ومدافع قوي عن الثورة الشيوعية.
في أوائل التسعينيات، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية، واجه الحزب الشيوعي النيبالي (الماركسي اللينيني) تحديات كبيرة. كان هناك نقاش حاد داخل الحزب حول ما إذا كان يجب عليه تعديل أيديولوجيته واستراتيجيته للتكيف مع الوضع العالمي الجديد. دافع مينالي بقوة عن الحفاظ على المبادئ الماركسية اللينينية ورفض أي تنازلات مع الأحزاب الأخرى.
الانشقاق والاندماج
في عام 1991، انقسم الحزب الشيوعي النيبالي (الماركسي اللينيني) إلى فصيلين: أحدهما بقيادة مينالي، والآخر بقيادة مادان بهانداري. عارض فصيل مينالي قرار بهانداري بالانضمام إلى الانتخابات البرلمانية والتعاون مع الأحزاب الأخرى. أسس مينالي فصيله الخاص، الذي أطلق عليه اسم الحزب الشيوعي النيبالي (الماركسي اللينيني) (CPN (ML)).
على الرغم من الانقسام، استمر كلا الفصيلين في لعب دور مهم في السياسة النيبالية. في عام 2002، اندمج فصيل مينالي مع حزب شيوعي آخر لتشكيل الحزب الشيوعي النيبالي (الماركسي اللينيني الموحد) (CPN (UML)). ومع ذلك، ظل مينالي شخصية مثيرة للجدل داخل الحزب الموحد، وكثيرًا ما كان ينتقد سياسات الحزب ويعبر عن معارضته للتنازلات التي قدمها الحزب للأحزاب الأخرى.
الدور في السياسة النيبالية الحديثة
في السنوات الأخيرة، لعب مينالي دورًا أقل بروزًا في السياسة النيبالية. ومع ذلك، لا يزال شخصية محترمة ومؤثرة في الحركة الشيوعية. يواصل التعبير عن آرائه حول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكثيرًا ما يُستشار من قبل قادة الحزب الآخرين.
في عام 2018، انضم مينالي إلى الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) (CPN (Maoist))، الذي كان يقوده في السابق بوشبا كمال داهال (براشاند). أثار هذا القرار مفاجأة للكثيرين، حيث كان يُنظر إلى مينالي تاريخيًا على أنه منتقد قوي للماويين. ومع ذلك، أوضح مينالي أنه انضم إلى الحزب الماوي بهدف توحيد الحركة الشيوعية في نيبال.
الأيديولوجيا والمواقف السياسية
يُعرف سي. بي. مينالي بأنه أيديولوجي شيوعي متشدد ومدافع قوي عن المبادئ الماركسية اللينينية. يؤمن بضرورة الإطاحة بالنظام الرأسمالي وإقامة دولة اشتراكية. يرى أن الثورة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق تغيير اجتماعي حقيقي.
يعارض مينالي بشدة الإمبريالية والعولمة، ويعتقد أنهما أدوات تستخدمها الدول الغربية لاستغلال الدول النامية. يدعو إلى سياسة خارجية مستقلة لنيبال ويحث الحكومة على عدم الانحياز إلى أي قوة عظمى.
يؤيد مينالي سياسات اقتصادية تهدف إلى الحد من الفقر وعدم المساواة. يدعو إلى توزيع أكثر عدلاً للأراضي والموارد، وإلى استثمار أكبر في التعليم والرعاية الصحية.
في القضايا الاجتماعية، يُعرف مينالي بمواقفه المحافظة. يعارض زواج المثليين والإجهاض، ويدافع عن القيم العائلية التقليدية.
الجدل والانتقادات
كان سي. بي. مينالي شخصية مثيرة للجدل طوال حياته السياسية. واجه انتقادات بسبب مواقفه المتشددة، ودعمه للكفاح المسلح، ومعارضته للتنازلات مع الأحزاب الأخرى.
اتهمه منتقدوه بالعناد وعدم المرونة، وبأنه غير قادر على التكيف مع الظروف المتغيرة. جادلوا بأن تمسكه الأعمى بالمبادئ الماركسية اللينينية جعله غير قادر على إيجاد حلول عملية للمشاكل التي تواجه نيبال.
ومع ذلك، يرى أنصاره أن مينالي رجل مبدأ ملتزم بقضايا الفقراء والمهمشين. يثنون عليه لثباته وإخلاصه لمعتقداته.
تراثه وتأثيره
بغض النظر عن الآراء المتباينة حوله، لا يمكن إنكار تأثير سي. بي. مينالي على السياسة النيبالية. لعب دورًا حاسمًا في تشكيل الحركة الشيوعية في نيبال، وكان شخصية رئيسية في النضال من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
سواء تم اعتباره بطلاً أو شريراً، سيظل مينالي شخصية بارزة في تاريخ نيبال. ستستمر أفكاره وأفعاله في تشكيل السياسة النيبالية لسنوات عديدة قادمة.
خاتمة
سي. بي. مينالي هو سياسي شيوعي نيبالي بارز لعب دورًا حاسمًا في تشكيل السياسة النيبالية على مدار العقود الماضية. يتميز بتاريخ طويل من النشاط السياسي والمشاركة في مختلف الأحزاب الشيوعية. على الرغم من أنه شخصية مثيرة للجدل، إلا أنه لا يمكن إنكار تأثيره على الحركة الشيوعية في نيبال وعلى السياسة النيبالية بشكل عام.