مسيرته في سباقات السيارات المفتوحة (Champ Car)
بدأ مانتز مسيرته في سباقات السيارات المفتوحة (التي كانت تُعرف آنذاك ببطولة AAA National Championship) في عام 1948. شارك في 17 سباقًا على مدار مسيرته، وحقق أفضل نتيجة له في المركز الخامس في سباق ميلووكي 100 في عام 1949.
على الرغم من عدم فوزه بأي سباق، إلا أنه كان سائقًا تنافسيًا باستمرار، وغالبًا ما كان يتأهل في مراكز متقدمة. شارك أيضًا في سباق إنديانابوليس 500 ثلاث مرات، في أعوام 1949 و 1950 و 1953. واجه صعوبات في هذه السباقات، حيث انسحب في كل مرة بسبب مشاكل ميكانيكية.
في عام 1949، احتل المركز العاشر في بطولة AAA National Championship.
مسيرته في ناسكار (NASCAR)
انتقل مانتز إلى سباقات ناسكار في عام 1950، وسرعان ما حقق نجاحًا كبيرًا. فاز بسباق الجنوب الكبير 500 في دارلينجتون ريسواي في عام 1950، وهو أحد أهم السباقات في جدول ناسكار في ذلك الوقت. قاد سيارة بليموث (Plymouth) وتمكن من الفوز على الرغم من مواجهة بعض المشاكل الميكانيكية خلال السباق. يُذكر هذا الفوز بشكل خاص لأنه قاد السيارة ببطء شديد، حفاظًا على الإطارات، واستغل حالات الأعطال الميكانيكية التي أصابت المنافسين الآخرين. استمر السباق لما يقرب من ست ساعات.
شارك مانتز في 26 سباقًا في سلسلة كأس وينستون (Winston Cup Series) (المعروفة اليوم باسم سلسلة كأس ناسكار) بين عامي 1950 و 1956. حقق فوزًا واحدًا، وثلاثة مراكز ضمن المراكز الخمسة الأولى، وعشرة مراكز ضمن المراكز العشرة الأولى.
كان أسلوبه في القيادة حذرًا واعتمد على الحفاظ على السيارة، وهو ما أثبت فعاليته في السباقات الطويلة. لم يكن مانتز من السائقين الذين يعتمدون على السرعة القصوى، بل كان يركز على إكمال السباق وتجنب المشاكل.
السنوات اللاحقة ووفاته
بعد مسيرته في سباقات السيارات، ابتعد مانتز عن الأضواء وعاش حياة هادئة. توفي في عام 1972 عن عمر يناهز 54 عامًا. على الرغم من أن مسيرته كانت قصيرة نسبيًا، إلا أنه ترك بصمة واضحة في تاريخ سباقات السيارات الأمريكية، خاصة بفوزه المذهل في سباق الجنوب الكبير 500.
إرثه
يُذكر جوني مانتز كسائق موهوب ومحنك، تمكن من تحقيق النجاح في كل من سباقات السيارات المفتوحة وناسكار. فوزه في سباق الجنوب الكبير 500 لا يزال يُحتفى به كواحد من أكثر الانتصارات غير المتوقعة في تاريخ ناسكار. كان مثالاً للسائق الذي يمكنه الفوز بالسباقات من خلال الذكاء الاستراتيجي والقدرة على الحفاظ على السيارة، بدلاً من الاعتماد فقط على السرعة المطلقة.
تفاصيل إضافية حول سباق الجنوب الكبير 500 عام 1950
يعتبر فوز جوني مانتز في سباق الجنوب الكبير 500 عام 1950 من أغرب وأكثر القصص تميزًا في تاريخ سباقات ناسكار. قاد مانتز سيارة بليموث ستاندرد نسبياً، مقارنة بسيارات المصنع الأكثر قوة التي كان يقودها منافسوه. كان مانتز يعلم أنه لا يستطيع منافسة الآخرين في السرعة المطلقة، لذلك اعتمد على استراتيجية مختلفة تمامًا.
قرر مانتز القيادة بسرعة منخفضة للغاية، بمتوسط حوالي 75 ميلاً في الساعة، بهدف الحفاظ على إطاراته وتقليل الضغط على محرك سيارته. في ذلك الوقت، لم تكن تغييرات الإطارات سريعة كما هي اليوم، وكان على الفرق أن تكون حريصة على الحفاظ على الإطارات لأطول فترة ممكنة. بينما كان السائقون الآخرون يدفعون سياراتهم إلى أقصى الحدود، كان مانتز يقود سيارته ببطء وثبات، مما أثار استغراب الكثيرين.
مع مرور الوقت، بدأت سيارات المنافسين في التعرض للأعطال الميكانيكية ومشاكل في الإطارات بسبب الضغط الشديد. في المقابل، كانت سيارة مانتز تسير بسلاسة، ووجد نفسه يتقدم في الترتيب تدريجيًا. بحلول نهاية السباق، كان معظم المنافسين الرئيسيين قد انسحبوا أو تأخروا بسبب المشاكل، وتمكن مانتز من الفوز بالسباق بفارق كبير. لقد كانت شهادة على أهمية الاستراتيجية والقدرة على الحفاظ على السيارة في السباقات الطويلة.
جوانب أخرى في مسيرته
بالإضافة إلى سباقات السيارات المفتوحة وناسكار، شارك مانتز أيضًا في أنواع أخرى من سباقات السيارات، بما في ذلك سباقات السيارات الصغيرة (Midget car racing). كان سائقًا متعدد المواهب وقادرًا على التكيف مع أنواع مختلفة من السيارات والمسارات.
- سباقات السيارات الصغيرة: شارك مانتز في سباقات السيارات الصغيرة خلال مسيرته المبكرة، حيث اكتسب خبرة قيمة في التعامل مع السيارات الصغيرة والخفيفة الوزن على المسارات القصيرة.
- التكيف مع الظروف المختلفة: أظهر مانتز قدرة كبيرة على التكيف مع الظروف المختلفة، سواء كانت المسارات السريعة أو المسارات الضيقة والمتعرجة.
- روح المنافسة: كان مانتز يتمتع بروح المنافسة العالية، وكان دائمًا يسعى لتحقيق أفضل النتائج الممكنة، بغض النظر عن الظروف.
خاتمة
كان جوني مانتز سائق سيارات سباق أمريكيًا موهوبًا ومحنكًا. على الرغم من أن مسيرته كانت قصيرة نسبيًا، إلا أنه ترك بصمة واضحة في تاريخ سباقات السيارات الأمريكية، خاصة بفوزه المذهل في سباق الجنوب الكبير 500 عام 1950. يُذكر كواحد من السائقين الذين يمكنهم الفوز بالسباقات من خلال الذكاء الاستراتيجي والقدرة على الحفاظ على السيارة، بدلاً من الاعتماد فقط على السرعة المطلقة. فوزه التاريخي في دارلينجتون يظل أحد أبرز اللحظات في تاريخ سباقات ناسكار.