نشأته وبداياته
ولد صخر حبش في مدينة القدس عام 1939. نشأ في بيئة فلسطينية تقليدية، وتأثر بالظروف السياسية والاجتماعية التي كانت تمر بها فلسطين في ذلك الوقت. تلقى تعليمه في مدارس القدس، وأظهر منذ صغره اهتمامًا بالقضايا الوطنية والسياسية. كان لوالده، الذي عمل في مجال التجارة، تأثير كبير عليه، حيث غرس فيه حب الوطن والالتزام بالقضية الفلسطينية.
في شبابه، انخرط حبش في الأنشطة السياسية، وانضم إلى الحركات الوطنية الفلسطينية. كان يدرك أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. لعب دورًا نشطًا في تنظيم المظاهرات والاحتجاجات ضد الاحتلال، مما عرضه للاعتقال والملاحقة من قبل السلطات الإسرائيلية.
تأسيس حركة فتح
في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، برزت الحاجة إلى تنظيم فلسطيني جديد يعتمد على العمل المسلح لتحقيق التحرير. كان صخر حبش من بين القادة الذين آمنوا بهذه الفكرة، وشارك في تأسيس حركة فتح في عام 1959. كان هو ورفاقه يؤمنون بأن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقلال الوطني. عمل حبش جنبًا إلى جنب مع ياسر عرفات، وخليل الوزير (أبو جهاد)، وفاروق القدومي، وآخرين لتشكيل نواة الحركة.
كان حبش عضوًا في اللجنة المركزية لحركة فتح، ولعب دورًا مهمًا في صياغة أهداف واستراتيجيات الحركة. كان مسؤولًا عن العديد من العمليات العسكرية التي قامت بها فتح ضد أهداف إسرائيلية. ساهم في تدريب المقاتلين، وتنظيم العمليات، وجمع الأموال اللازمة لدعم الحركة.
مسيرته السياسية والعسكرية
بعد حرب الأيام الستة عام 1967، انتقلت حركة فتح إلى مرحلة جديدة من العمل المسلح. قاد حبش العديد من العمليات العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة. كان يتمتع بشخصية قيادية قوية، وشجاعة، وذكاء، مما جعله يحظى باحترام كبير بين المقاتلين الفلسطينيين.
بالإضافة إلى دوره العسكري، شارك حبش في العمل السياسي والدبلوماسي لحركة فتح. شارك في العديد من المؤتمرات والاجتماعات التي عقدت لبحث القضية الفلسطينية. كان يؤمن بأهمية التنسيق مع الدول العربية الشقيقة، ودعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
تولى حبش العديد من المناصب القيادية في حركة فتح. كان عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. شغل منصب مفوض فتح في لبنان خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، ولعب دورًا في الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني.
دوره في المفاوضات والسلام
بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، شارك حبش في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. كان يؤمن بأهمية السلام العادل والشامل، القائم على أساس قرارات الشرعية الدولية. عمل على بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وعلى إيجاد حلول للقضايا العالقة.
كان حبش من المؤيدين البارزين لعملية السلام. آمن بأن السلام هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة. على الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهت عملية السلام، إلا أنه ظل متمسكًا بالأمل في تحقيق السلام العادل.
وفاته وإرثه
توفي صخر حبش في 1 نوفمبر 2009. ترك وراءه إرثًا كبيرًا في التاريخ الفلسطيني. كان يعتبر رمزًا من رموز النضال الفلسطيني، ورائدًا من رواد حركة فتح. ألهمت قيادته وشجاعته العديد من الفلسطينيين، وساهم في بناء حركة التحرير الوطنية الفلسطينية.
يُذكر صخر حبش كشخصية وطنية بارزة، لعبت دورًا حاسمًا في تاريخ القضية الفلسطينية. يعتبر رمزًا للوحدة الوطنية، والتضحية، والالتزام بالقضية الفلسطينية. تخلد ذكراه في قلوب الفلسطينيين، وفي ذاكرة التاريخ.
مواقفه السياسية
اتسمت مواقف صخر حبش السياسية بالثبات والوضوح. كان يؤمن بضرورة التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. كان يدعم المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها، ويعتبرها حقًا مشروعًا للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
في الوقت نفسه، كان حبش من دعاة السلام العادل والشامل، القائم على أساس قرارات الشرعية الدولية. كان يرى أن السلام هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة. كان يدعو إلى الحوار والتفاوض مع الجانب الإسرائيلي، مع التأكيد على ضرورة تحقيق العدالة للفلسطينيين.
أيد حبش الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعمل على توحيد الصف الفلسطيني. كان يرى أن الوحدة هي أقوى سلاح في مواجهة الاحتلال، وأن الخلافات الداخلية تضعف القضية الفلسطينية. دعا إلى تجاوز الخلافات الحزبية، والتركيز على القواسم المشتركة، والعمل معًا لتحقيق الأهداف الوطنية.
خاتمة
كان صخر حبش شخصية قيادية بارزة في تاريخ النضال الفلسطيني. ساهم في تأسيس حركة فتح، ولعب دورًا محوريًا في الكفاح المسلح من أجل التحرير. كان دبلوماسيًا وسياسيًا ماهرًا، وشارك في المفاوضات من أجل السلام. ترك إرثًا دائمًا كرمز للوحدة الوطنية والتضحية من أجل القضية الفلسطينية.