التصميم والوصف
صُممت أوندونتيد لتكون طرادًا مدرعًا، أي سفينة قادرة على العمل بشكل مستقل أو مع الأسطول الرئيسي، وتتميز بحماية مدرعة جيدة. بلغ طولها الإجمالي 320 قدمًا (98 مترًا)، وعرضها 57 قدمًا (17 مترًا)، وغاطسها 24 قدمًا (7.3 مترًا). كان الإزاحة القياسية للسفينة 5600 طن متري. تميزت أوندونتيد بتصميم متين وقدرة على تحمل الظروف الجوية القاسية، مما جعلها مناسبة للعمل في مختلف أنحاء العالم.
تم تسليح أوندونتيد بمدفعين رئيسيين عيار 9.2 بوصة (230 ملم)، مثبتين في أبراج في المقدمة والمؤخرة. بالإضافة إلى ذلك، حملت السفينة ستة مدافع سريعة الإطلاق عيار 6 بوصات (150 ملم) كأداة دفاعية ثانوية، موزعة على جوانب السفينة. اشتمل تسليحها أيضًا على عدد من المدافع الأصغر حجمًا، بالإضافة إلى أنابيب طوربيد. كان هذا التسليح يوفر للسفينة قدرة نارية كبيرة، مما يجعلها قادرة على الاشتباك مع مجموعة متنوعة من الأهداف.
تم تشغيل أوندونتيد بواسطة محركات بخارية تعمل بالفحم، وتوفر طاقة تقدر بـ 8500 حصان. سمح هذا للمحركات للسفينة بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ حوالي 18 عقدة (33 كيلومترًا في الساعة). كانت المحركات البخارية موثوقة وفعالة، مما يضمن قدرة السفينة على الإبحار لمسافات طويلة. كان الطاقم النموذجي للسفينة يتكون من حوالي 500 ضابط وبحار.
بناء وخدمة
تم وضع عارضة أوندونتيد في حوض بناء السفن الملكي في تشاتام في 12 مايو 1885، وتم إطلاقها في 27 أبريل 1886، واكتمل بناؤها في ديسمبر 1887. كانت عملية البناء معقدة وتطلبت الكثير من العمل والوقت. بمجرد دخولها الخدمة، تم تخصيص أوندونتيد للعمل في محطات مختلفة حول العالم، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
شاركت أوندونتيد في العديد من المهام والتدريبات خلال فترة خدمتها. قامت بدوريات في المناطق التي تتطلب وجودًا بريطانيًا، وعرضت العلم البريطاني في الموانئ الأجنبية. شهدت السفينة أيضًا بعض الاشتباكات والتوترات الدبلوماسية، لكنها لم تشارك في أي معارك كبرى. قدمت أوندونتيد مساهمة مهمة في الحفاظ على المصالح البريطانية وتعزيز الأمن البحري في ذلك الوقت.
أثناء خدمتها، خضعت أوندونتيد لعدة تعديلات وتحديثات. تم تحسين نظام التسليح، وتحسين قدرة السفينة على البقاء في البحر. سمحت هذه التعديلات للسفينة بالحفاظ على قدرتها القتالية على مر السنين.
التفكيك
بعد سنوات عديدة من الخدمة الموثوقة، تقاعدت أوندونتيد في عام 1906. تم بيع السفينة للخردة في عام 1907. على الرغم من عدم مشاركتها في أعمال قتالية كبيرة، إلا أن أوندونتيد كانت جزءًا مهمًا من الأسطول الملكي، حيث ساهمت في حماية المصالح البريطانية في جميع أنحاء العالم. يمثل تاريخها جانبًا مهمًا من تاريخ البحرية البريطانية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
التقييم والأهمية
كانت إتش إم إس أوندونتيد سفينة مهمة في عصرها، حيث تمثل تقدمًا كبيرًا في تصميم السفن المدرعة. كان تصميمها وتسليحها وقدرتها على التحمل يجعلها قادرة على القيام بمهام متعددة. ساهمت الخدمة الطويلة للسفينة في الحفاظ على السلام والاستقرار في مختلف أنحاء العالم.
اليوم، تعتبر أوندونتيد مثالاً جيدًا على الهندسة البحرية في العصر الفيكتوري. إن دراسة هذه السفينة تساعد على فهم تطور تكنولوجيا الحرب البحرية، ودور البحرية الملكية في تشكيل العالم. على الرغم من اختفائها جسديًا، إلا أن إرث أوندونتيد لا يزال حيًا في تاريخ البحرية الملكية.
خاتمة
باختصار، كانت إتش إم إس أوندونتيد طرادًا مدرعًا مهمًا خدم في البحرية الملكية في أواخر القرن التاسع عشر. تميزت بتصميم متقدم وتسليح قوي وقدرة على التحمل. لعبت دورًا مهمًا في الحفاظ على المصالح البريطانية في جميع أنحاء العالم. على الرغم من تفكيكها، لا يزال إرثها جزءًا لا يتجزأ من تاريخ البحرية البريطانية.