أصل ونسب قبيلة المرار
يعود نسب قبيلة المرار إلى قبيلة بني ياس، وهي من أكبر وأهم القبائل في دولة الإمارات العربية المتحدة. تعتبر بني ياس الأم الجامعة لعدد كبير من القبائل والعشائر التي استوطنت المنطقة منذ القدم. وقد لعبت بني ياس دورًا محوريًا في تاريخ المنطقة، حيث قادت العديد من التحالفات القبلية وشاركت في تأسيس إمارة أبوظبي.
تتفرع قبيلة بني ياس إلى عدة فروع رئيسية، من بينها قبيلة المرار. ويذكر المؤرخون أن قبيلة المرار استقرت في مناطق ساحلية مختلفة من إمارة أبوظبي، مما أتاح لها الاستفادة من موارد البحر والعمل في مهن مرتبطة به.
أهمية قبيلة المرار في تاريخ الإمارات
لعبت قبيلة المرار دورًا هامًا في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة في إمارة أبوظبي. وقد برزت أهمية القبيلة في عدة مجالات، منها:
- صيد اللؤلؤ: كان صيد اللؤلؤ من أهم مصادر الرزق لأفراد قبيلة المرار. وقد اشتهروا بمهاراتهم العالية في الغوص واستخراج اللؤلؤ من أعماق البحر. وكان اللؤلؤ الذي يستخرجه أفراد القبيلة يعتبر من أجود أنواع اللؤلؤ في المنطقة، ويتم تصديره إلى مختلف أنحاء العالم.
- التجارة البحرية: بالإضافة إلى صيد اللؤلؤ، عمل أفراد قبيلة المرار في التجارة البحرية. وقد امتلكوا سفنًا تجارية تقوم بنقل البضائع بين موانئ الخليج العربي وموانئ الهند وشرق أفريقيا. وقد ساهمت التجارة البحرية في ازدهار اقتصاد القبيلة وتعزيز مكانتها الاجتماعية.
- الدفاع عن الإمارة: شارك أفراد قبيلة المرار في الدفاع عن إمارة أبوظبي ضد الأخطار الخارجية. وقد اشتهروا بشجاعتهم وبسالتهم في القتال. وكانوا يشكلون جزءًا هامًا من القوة العسكرية للإمارة.
- المشاركة في الحياة السياسية: شارك أفراد قبيلة المرار في الحياة السياسية لإمارة أبوظبي. وكان لهم تمثيل في المجالس الاستشارية التي كانت تقدم المشورة للحاكم. وقد ساهموا في اتخاذ القرارات الهامة التي كانت تؤثر على مستقبل الإمارة.
مناطق تواجد قبيلة المرار
تتواجد قبيلة المرار في مناطق مختلفة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة في إمارة أبوظبي. وقد استقرت أعداد كبيرة من أفراد القبيلة في المناطق الساحلية، مثل:
- أبوظبي: تعتبر مدينة أبوظبي المركز الرئيسي لتواجد قبيلة المرار. ويقيم العديد من أفراد القبيلة في مختلف أحياء المدينة.
- دلما: جزيرة دلما هي إحدى الجزر التابعة لإمارة أبوظبي، وتعتبر من المناطق التاريخية التي استوطنتها قبيلة المرار. وقد اشتهرت دلما بصيد اللؤلؤ والتجارة البحرية.
- مناطق ساحلية أخرى: بالإضافة إلى أبوظبي ودلما، تتواجد أعداد من قبيلة المرار في مناطق ساحلية أخرى من إمارة أبوظبي، مثل الرويس وجزيرة ياس.
العادات والتقاليد
تتميز قبيلة المرار بالعديد من العادات والتقاليد الأصيلة التي توارثتها الأجيال. ومن أبرز هذه العادات والتقاليد:
- الكرم والضيافة: يعتبر الكرم والضيافة من أهم القيم التي يتمسك بها أفراد قبيلة المرار. وهم يحرصون على إكرام الضيف وتقديم أفضل ما لديهم له.
- التكافل الاجتماعي: يتميز أفراد قبيلة المرار بالتكافل الاجتماعي والتعاون فيما بينهم. وهم يساندون بعضهم البعض في السراء والضراء.
- احترام كبار السن: يولي أفراد قبيلة المرار احترامًا كبيرًا لكبار السن. ويستمعون إلى نصائحهم وتوجيهاتهم.
- الحفاظ على التراث: يحرص أفراد قبيلة المرار على الحفاظ على تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم. وهم ينقلونها إلى الأجيال القادمة.
أعلام من قبيلة المرار
برز من قبيلة المرار العديد من الشخصيات الهامة التي ساهمت في خدمة دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات. ومن بين هؤلاء الأعلام:
- شخصيات سياسية: ساهم العديد من أفراد قبيلة المرار في الحياة السياسية لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تقلدوا مناصب هامة في الحكومة والمجالس الاستشارية.
- رجال أعمال: برز العديد من رجال الأعمال من قبيلة المرار في مجال التجارة والاستثمار. وقد ساهموا في تطوير الاقتصاد الوطني.
- شخصيات ثقافية: ساهم العديد من أفراد قبيلة المرار في إثراء الحياة الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد برزوا في مجالات الشعر والأدب والفنون.
التحديات التي تواجه قبيلة المرار
تواجه قبيلة المرار، مثلها مثل غيرها من القبائل العربية، بعض التحديات في العصر الحديث. ومن أبرز هذه التحديات:
- التغيرات الاجتماعية: تؤثر التغيرات الاجتماعية السريعة التي يشهدها العالم على قيم وعادات القبيلة. وقد يؤدي ذلك إلى تراجع بعض العادات والتقاليد الأصيلة.
- العولمة: تؤثر العولمة على الثقافة المحلية للقبيلة. وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الهوية الثقافية.
- التنمية الحضرية: تؤثر التنمية الحضرية على نمط حياة أفراد القبيلة. وقد يؤدي ذلك إلى ابتعادهم عن المناطق التي كانوا يعيشون فيها تقليديًا.
جهود الحفاظ على تراث قبيلة المرار
تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودًا كبيرة للحفاظ على تراث قبيلة المرار وغيرها من القبائل العربية. ومن بين هذه الجهود:
- دعم المؤسسات الثقافية: تدعم الدولة المؤسسات الثقافية التي تهتم بتراث القبائل العربية.
- تنظيم المهرجانات والفعاليات: تنظم الدولة المهرجانات والفعاليات التي تهدف إلى إحياء التراث الشعبي.
- تشجيع البحث العلمي: تشجع الدولة البحث العلمي في مجال تاريخ القبائل العربية.
- دعم الحرف اليدوية: تدعم الدولة الحرف اليدوية التقليدية التي تمارسها القبائل العربية.
خاتمة
تعتبر قبيلة المرار جزءًا هامًا من النسيج الاجتماعي والثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد ساهمت القبيلة في تاريخ الدولة في مختلف المجالات. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها في العصر الحديث، إلا أنها تحافظ على تراثها وعاداتها وتقاليدها. وتبذل الدولة جهودًا كبيرة للحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة.