الأصول والتاريخ المبكر
تعود أصول التيلجو شوداس إلى منطقة كادابا (Kadapa) في ولاية أندرا براديش. تشير النقوش المبكرة إلى أنهم كانوا في البداية تابعين لسلالات أخرى قوية، مثل بالافاس (Pallavas) وراشتراكوتا (Rashtrakutas). تدريجياً، بدأوا في ترسيخ سلطتهم واستقلالهم. كان كودومارتي (Kodumarti) مركزًا مهمًا لهم في المراحل الأولى.
أحد أوائل حكام التيلجو شوداس المعروفين هو إروا سيدي (Eruva Siddi)، الذي حكم في القرن السابع الميلادي. خلفه عدد من الحكام الآخرين الذين وسعوا أراضيهم تدريجياً. في القرن التاسع الميلادي، برز حاكم قوي يُدعى تشاترادهيراجا (Chattradhiraja) الذي تمكن من هزيمة سلالة نولامبا (Nolamba) المنافسة وتوسيع مملكته بشكل كبير.
الصعود إلى السلطة
شهد القرن العاشر الميلادي صعود التيلجو شوداس كقوة إقليمية مهمة. تحت قيادة حكام مثل بيجا الأول (Bijja I) وجودا مالا الأول (Juda Malla I)، تمكنوا من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في أندرا براديش وتيلانجانا. أقاموا علاقات دبلوماسية مع سلالات أخرى قوية، مثل تشالوكياس الغربيين (Western Chalukyas) وتشولاس التاميل.
كانت فترة حكمهم مليئة بالصراعات مع جيرانهم. غالبًا ما كانوا يواجهون تشالوكياس الغربيين من أجل السيطرة على منطقة فاينجي (Vengi). كما خاضوا حروبًا مع تشولاس التاميل، الذين كانوا يسعون إلى توسيع نفوذهم في منطقة أندرا.
فروع التيلجو شوداس
بمرور الوقت، انقسمت سلالة التيلجو شوداس إلى عدة فروع، حكم كل منها منطقة مختلفة. من بين الفروع الرئيسية:
- شوداس كادابا (Kadapa Chodas): حكموا منطقة كادابا وما حولها.
- شوداس نيلور (Nellore Chodas): حكموا منطقة نيلور. كانوا من بين أقوى فروع السلالة.
- شوداس دوباتي (Dupati Chodas): حكموا منطقة دوباتي.
كان لكل فرع من هذه الفروع تاريخه الخاص وحكامه المميزون. غالبًا ما كانوا يتنافسون مع بعضهم البعض من أجل السلطة والنفوذ.
أبرز الحكام
من بين أبرز حكام التيلجو شوداس:
- تيكانا (Tikkana): كان شاعرًا وكاتبًا بارزًا في الأدب التيلجو. كان أيضًا وزيرًا في بلاط مانوما سيدي الثاني (Manuma Siddi II) من شوداس نيلور. قام بترجمة جزء كبير من ماهابهاراتا (Mahabharata) إلى التيلجو.
- مانوما سيدي الثاني (Manuma Siddi II): كان حاكمًا قويًا من شوداس نيلور. اشتهر بدعمه للأدب والفنون.
- بيجا الأول (Bijja I): حاكم مهم ساهم في توسيع مملكة التيلجو شوداس.
الإدارة والاقتصاد
اعتمدت إدارة التيلجو شوداس على نظام ملكي مركزي. كان الملك هو السلطة العليا، وكان يساعده عدد من الوزراء والمسؤولين. قسمت المملكة إلى مقاطعات، كانت كل منها تحت حكم حاكم محلي.
كان الاقتصاد يعتمد بشكل أساسي على الزراعة. تم بناء العديد من الخزانات والقنوات لتوفير المياه للري. لعبت التجارة أيضًا دورًا مهمًا في الاقتصاد. كانت هناك علاقات تجارية مع مناطق أخرى في الهند وخارجها.
الدين والثقافة
كان التيلجو شوداس رعاة للدين الهندوسي. بنوا العديد من المعابد المخصصة للآلهة الهندوسية المختلفة، مثل شيفا (Shiva) وفيشنو (Vishnu). كما دعموا الأدب والفنون. ازدهر الأدب التيلجو في عهدهم. قدموا مساهمات كبيرة في تطوير اللغة والثقافة التيلجو.
كانت المعابد مراكز مهمة للحياة الدينية والثقافية. كانت تستخدم أيضًا كأماكن لتوزيع التعليم وتنظيم الاحتفالات الدينية.
الفن والعمارة
يعكس الفن والعمارة في عهد التيلجو شوداس تأثيرات سلالات مختلفة، مثل بالافاس وتشالوكياس. تتميز معابدهم بالمنحوتات المعقدة والزخارف الجميلة.
من بين المعابد الهامة التي بنيت خلال فترة حكمهم معبد نارايانا (Narayana) في نيلور ومعبد أغاستيسوارا (Agasteswara) في كودومارتي. تُظهر هذه المعابد مهارة الحرفيين في ذلك الوقت.
تراجع التيلجو شوداس
بدأ نفوذ التيلجو شوداس في التراجع في القرن الثالث عشر الميلادي. تعرضوا لضغوط متزايدة من سلالات أخرى قوية، مثل كاكايتيا (Kakatiya) وبانديا (Pandya). تدريجياً، فقدوا أراضيهم لصالح هذه السلالات.
في نهاية المطاف، تم استيعاب أراضيهم في ممالك أخرى. على الرغم من تراجعهم، ترك التيلجو شوداس بصمة دائمة على تاريخ وثقافة منطقة أندرا براديش وتيلانجانا.
الإرث
على الرغم من أنهم لم يكونوا بنفس شهرة تشولاس التاميل، إلا أن التيلجو شوداس لعبوا دورًا مهمًا في تاريخ جنوب الهند. لقد ساهموا في تطوير اللغة والثقافة التيلجو، ورعوا الفنون والعمارة، وحكموا جزءًا كبيرًا من منطقة أندرا براديش وتيلانجانا لعدة قرون.
تُعد نقوشهم ومعابدهم بمثابة شهادة على إنجازاتهم. لا يزال اسمهم يتردد في تاريخ المنطقة.
خاتمة
كان التيلجو شوداس سلالة حاكمة مهمة حكمت أجزاء من أندرا براديش وتيلانجانا بين القرنين السادس والثالث عشر الميلاديين. على الرغم من أصولهم الغامضة وعلاقتهم المتنازع عليها مع تشولاس التاميل، فقد أسسوا أنفسهم كقوة إقليمية كبيرة. انقسمت سلالتهم إلى عدة فروع، حكم كل منها منطقة مختلفة. ساهموا في تطوير اللغة والثقافة التيلجو، ورعوا الفنون والعمارة، وتركوا بصمة دائمة على تاريخ المنطقة. على الرغم من تراجعهم في القرن الثالث عشر الميلادي، إلا أن إرثهم لا يزال محسوسًا حتى اليوم.