<![CDATA[
تاريخ وتطوير بوينغ سي سي-137
في أواخر الستينيات، سعت القوات الكندية إلى استبدال أسطولها القديم من طائرات النقل. بعد دراسة متأنية، تم اختيار طائرة بوينغ 707-347C نظرًا لقدراتها المثبتة وموثوقيتها العالية. تم تعديل الطائرة لتلبية الاحتياجات الخاصة للقوات الكندية، بما في ذلك إضافة معدات التزويد بالوقود في الجو.
تم طلب خمس طائرات في عام 1969، وتم تسليم أول طائرة في عام 1970. تم تسمية الطائرة رسميًا باسم CC-137، وأطلق عليها لقب “هوسكي” (Husky) بشكل غير رسمي. تم تشغيل الطائرات من قبل السرب 437 في قاعدة ترينتون الجوية في أونتاريو.
تصميم ومواصفات بوينغ سي سي-137
اعتمدت بوينغ سي سي-137 على تصميم بوينغ 707-347C، ولكن مع بعض التعديلات الهامة:
- التزويد بالوقود في الجو: تم تجهيز الطائرات بنظام التزويد بالوقود في الجو، مما يسمح لها بتزويد الطائرات المقاتلة الكندية بالوقود أثناء الطيران.
- مدى طويل: تم تصميم الطائرة لمدى طويل، مما يسمح لها بالقيام بمهام عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.
- قدرة الحمولة: كانت الطائرة قادرة على حمل مجموعة متنوعة من البضائع والركاب، مما يجعلها منصة نقل متعددة الاستخدامات.
المواصفات الفنية:
- الطول: 46.61 متر
- باع الجناح: 44.42 متر
- الارتفاع: 12.93 متر
- الوزن الأقصى للإقلاع: 151,300 كجم
- المحركات: أربعة محركات برات آند ويتني JT3D-7
- السرعة القصوى: 977 كم/ساعة
- المدى: حوالي 9,260 كم
الخدمة التشغيلية لبوينغ سي سي-137
لعبت بوينغ سي سي-137 دورًا حيويًا في دعم عمليات القوات الكندية في جميع أنحاء العالم. شاركت الطائرات في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك:
- النقل الاستراتيجي: نقل القوات والمعدات إلى مواقع مختلفة حول العالم.
- التزويد بالوقود في الجو: تزويد الطائرات المقاتلة الكندية بالوقود أثناء التدريبات والعمليات.
- الإغاثة الإنسانية: تقديم المساعدة الإنسانية للمناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية.
- عمليات حفظ السلام: دعم عمليات حفظ السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
شاركت طائرات CC-137 في العديد من العمليات البارزة، بما في ذلك حرب الخليج عام 1991 وعمليات حفظ السلام في البوسنة في التسعينيات. كما تم استخدامها لنقل كبار الشخصيات الحكومية، بما في ذلك رئيس الوزراء الكندي.
التقاعد والاستبدال
بعد ما يقرب من 30 عامًا من الخدمة، بدأت طائرات بوينغ سي سي-137 في التقاعد في أواخر التسعينيات. كانت الطائرات قد وصلت إلى نهاية عمرها التشغيلي، وكان صيانتها مكلفة بشكل متزايد. تم استبدال الطائرات بطائرات إيرباص A310MRTT، والتي تم تسميتها لاحقًا CC-150 Polaris.
تم تقاعد آخر طائرة CC-137 في عام 1997. يتم عرض إحدى الطائرات الآن في المتحف الوطني للقوات الكندية في ترينتون، أونتاريو.
إرث بوينغ سي سي-137
تركت بوينغ سي سي-137 إرثًا دائمًا في القوات الكندية. لعبت الطائرة دورًا حيويًا في دعم العمليات العسكرية والإنسانية الكندية في جميع أنحاء العالم. كانت CC-137 منصة موثوقة ومتعددة الاستخدامات خدمت كندا بشكل جيد لأكثر من عقدين. كما ساهمت في تطوير قدرات القوات الجوية الكندية في مجال التزويد بالوقود الجوي والنقل الاستراتيجي.
تأثيرها على الطيران الكندي
يمكن القول إن بوينغ سي سي-137 أثرت بشكل كبير على الطيران الكندي. فقد أتاحت للقوات الكندية القدرة على الوصول إلى أي مكان في العالم تقريبًا، مما عزز قدراتها في الاستجابة للأزمات والمشاركة في العمليات الدولية. كما ساهمت في تطوير الخبرات الكندية في مجال صيانة الطائرات الكبيرة وتشغيلها.
بالإضافة إلى ذلك، ساعدت CC-137 في تعزيز العلاقات بين كندا والدول الأخرى. فقد استخدمت الطائرة لنقل كبار الشخصيات الحكومية إلى الخارج، ولتقديم المساعدة الإنسانية للمناطق المتضررة من الكوارث. وقد ساهم ذلك في تحسين صورة كندا على المسرح العالمي.
قصص وذكريات
هناك العديد من القصص والذكريات المتعلقة بطائرات بوينغ سي سي-137. يتذكر العديد من الطيارين وأفراد الطاقم الموثوقية والمرونة التي تتمتع بها هذه الطائرة. كما يتذكرون المهام الهامة التي شاركوا فيها، مثل نقل القوات إلى حرب الخليج وتقديم المساعدة الإنسانية لضحايا الزلازل.
يتذكر أحد الطيارين كيف تم استدعاؤه ذات مرة لنقل فريق طبي إلى منطقة نائية في شمال كندا. كان هناك شخص مريض يحتاج إلى رعاية طبية عاجلة، وكانت CC-137 هي الطائرة الوحيدة القادرة على الوصول إلى المنطقة في الوقت المناسب. تمكن الفريق الطبي من إنقاذ حياة المريض بفضل قدرات CC-137.
يتذكر أحد أفراد الطاقم كيف تم استدعاؤهم ذات مرة لتقديم المساعدة الإنسانية لضحايا الفيضانات في بنغلاديش. تمكنوا من نقل كميات كبيرة من الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى إلى المناطق المتضررة، مما ساعد على تخفيف معاناة الضحايا.
خاتمة
كانت بوينغ سي سي-137 طائرة نقل وتزويد بالوقود خدمت القوات الكندية بتفانٍ من عام 1970 إلى عام 1997. لعبت دورًا حيويًا في النقل الاستراتيجي للقوات والإمدادات، وفي تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود أثناء الطيران. تركت الطائرة إرثًا دائمًا في القوات الكندية وساهمت في تطوير قدرات الطيران الكندية.