<![CDATA[
الخلفية العائلية والنشأة
ولد جيمس ستيوارت في منطقة جلين دورارت في المرتفعات الاسكتلندية، وهي منطقة ذات تاريخ طويل من الولاء لعشيرة ستيوارت. كان ينتمي إلى فرع من عشيرة ستيوارت من أبين، وهي عشيرة صغيرة ولكنها مؤثرة سياسيًا. كانت العشائر في المرتفعات في ذلك الوقت تتمتع بقدر كبير من الاستقلال الذاتي، وكانت ولاءاتها معقدة ومتشابكة. كانت عائلة جيمس ستيوارت موالية تقليديًا لقضية اليعاقبة، التي سعت إلى استعادة آل ستيوارت إلى العرش البريطاني.
نشأ جيمس في بيئة غارقة في التقاليد الغيلية وثقافة العشائر. تلقى تعليمه في القانون والعادات الغيلية، وتعلم فنون القتال والصيد. كان يُنظر إليه على أنه رجل ذكي وطموح، وسرعان ما أصبح شخصية بارزة في مجتمعه المحلي.
دوره في المجتمع
لعب جيمس ستيوارت دورًا مهمًا في مجتمعه المحلي. كان يعمل وكيلًا لأراضي دوق أثول، وهو منصب جعله مسؤولاً عن جمع الإيجارات وإدارة شؤون دوقية أثول في منطقة جلين دورارت. كان أيضًا شخصية محترمة في عشيرته، وكان يُستشار غالبًا في المسائل المتعلقة بالأرض والنزاعات العائلية.
كان يُنظر إلى جيمس على أنه رجل عادل ونزيه، وكان يتمتع بسمعة طيبة في التعامل مع الجميع باحترام. ومع ذلك، كان لديه أيضًا بعض الأعداء، وخاصة بين أولئك الذين عارضوا قضية اليعاقبة.
ثورة اليعاقبة عام 1745
في عام 1745، اندلعت ثورة يعقوبية جديدة بقيادة الأمير تشارلز إدوارد ستيوارت، المعروف أيضًا باسم بوني برينس تشارلي. انضم العديد من رجال المرتفعات إلى قضية اليعاقبة، على أمل استعادة آل ستيوارت إلى العرش البريطاني. على الرغم من أن جيمس ستيوارت لم يشارك بنشاط في الثورة، إلا أنه كان يُنظر إليه على أنه متعاطف مع قضية اليعاقبة. بعد هزيمة اليعاقبة في معركة كلودين عام 1746، تعرضت المرتفعات لقمع وحشي من قبل الحكومة البريطانية.
تم حظر الزي التقليدي للمرتفعات، وتم حظر حمل الأسلحة، وتم تدمير نظام العشائر. تم القبض على العديد من اليعاقبة وسجنهم أو إعدامهم. هرب جيمس ستيوارت من الاعتقال واختبأ في الجبال.
جريمة قتل كولين كامبل
في عام 1752، قُتل كولين كامبل من جلينور، وهو وكيل حكومي مكلف بإخلاء المزارعين المستأجرين من أراضيهم في منطقة أبين، في كمين في وودز أوف دوردار. كان كامبل مكروهًا على نطاق واسع في المنطقة بسبب قسوته في تنفيذ أوامر الإخلاء. أثار مقتله ضجة كبيرة في جميع أنحاء اسكتلندا.
على الرغم من عدم وجود دليل قاطع يربطه بالجريمة، تم القبض على جيمس ستيوارت بتهمة التواطؤ في قتل كولين كامبل. كان الدافع وراء هذا الاتهام هو على الأرجح عداءه المعروف لكامبل وولائه السابق لقضية اليعاقبة.
المحاكمة والإعدام
عُقدت محاكمة جيمس ستيوارت في إنفيراري في سبتمبر 1752. كانت المحاكمة ذات دوافع سياسية إلى حد كبير، وكان هناك ضغط هائل من الحكومة لإدانته. كان رئيس القضاة هو الدوق أرغيل، رئيس عشيرة كامبل، مما أثار مخاوف جدية بشأن الحياد. كان الشهود الرئيسيون ضد جيمس ستيوارت هم أعضاء من عشيرة كامبل، الذين كان لديهم دافع للانتقام لمقتل كولين كامبل.
على الرغم من عدم وجود دليل مادي يربطه بالجريمة، أدين جيمس ستيوارت وحُكم عليه بالإعدام. أثارت المحاكمة والإدانة احتجاجات واسعة النطاق، حيث اعتقد الكثير من الناس أن جيمس ستيوارت كان كبش فداء.
في 8 نوفمبر 1752، تم شنق جيمس ستيوارت في كورباش في فال أوف لين، بالقرب من المكان الذي قُتل فيه كولين كامبل. قبل إعدامه، أعلن جيمس ستيوارت براءته، وأكد أنه ضحية للظروف السياسية.
الجدل التاريخي
لا يزال تورط جيمس ستيوارت في جريمة قتل كولين كامبل موضوع نقاش تاريخي مستمر. يعتقد البعض أنه كان بريئًا وأنه أُعدم ظلماً. يشيرون إلى الافتقار إلى الأدلة المادية والتحيزات السياسية في المحاكمة كدليل على براءته. يجادل آخرون بأنه كان متورطًا في الجريمة، إما بشكل مباشر أو عن طريق التحريض. يشيرون إلى عداءه لكامبل وولائه السابق لقضية اليعاقبة كدليل على ذنبه.
مهما كانت الحقيقة، فقد أصبح جيمس ستيوارت رمزًا للظلم السياسي في اسكتلندا. قصته هي تذكير بقوة التحيزات السياسية في تشكيل الأحداث التاريخية.
الإرث الثقافي
أصبحت قصة جيمس ستيوارت من جلين جزءًا من الفولكلور الاسكتلندي. تم تخليده في الأغاني والقصص والقصائد. غالبًا ما يُنظر إليه على أنه بطل شعبي ضحية الظلم السياسي. لعبت قصته دورًا في تشكيل الهوية الوطنية الاسكتلندية، وهي تذكير دائم بتاريخ اسكتلندا المضطرب.
تُعد قصة جيمس ستيوارت أيضًا بمثابة تحذير بشأن مخاطر التحيزات السياسية وأهمية ضمان العدالة لجميع الناس.
خاتمة
جيمس ستيوارت من جلين كان شخصية معقدة ومثيرة للجدل. كان رجلاً لعب دورًا مهمًا في مجتمعه المحلي، ولكنه أصبح أيضًا ضحية للظروف السياسية. لا يزال تورطه في جريمة قتل كولين كامبل موضوع نقاش تاريخي، لكن قصته أصبحت جزءًا من الفولكلور الاسكتلندي، وهي تذكير دائم بتاريخ اسكتلندا المضطرب وأهمية العدالة.