تاريخ التطوير
بدأ تطوير مدفع المشاة 91 في أوائل الستينيات استجابة لحاجة الجيش السويدي إلى مركبة قادرة على توفير دعم ناري فعال في البيئات المتنوعة. كانت التضاريس السويدية، التي تتضمن الغابات الكثيفة والمستنقعات والبحيرات، تتطلب مركبة ذات قدرة عالية على الحركة والقدرة على التغلب على العوائق الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، كان من المتوقع أن تكون المركبة خفيفة بما يكفي لتسهيل نقلها عبر الجسور الضعيفة والعبّارات.
تم تكليف شركة “هجغلوندز” (Hägglunds) بتطوير هذا المدفع، وقامت الشركة بتصميم مركبة تتميز بهيكل خفيف الوزن ونظام تعليق متطور. تم تزويد المدفع بمدفع عيار 90 ملم، مما يجعله قادراً على تدمير التحصينات الخفيفة والمركبات المدرعة. تم إنتاج النموذج الأولي الأول في عام 1969، وبعد سلسلة من التجارب والاختبارات، تم قبول مدفع المشاة 91 في الخدمة في عام 1975.
التصميم والمواصفات
يتميز مدفع المشاة 91 بتصميم فريد يجمع بين القدرة على الحركة والقدرة النارية. يتكون الهيكل من صفائح فولاذية ملحومة لتوفير حماية ضد الأسلحة الصغيرة وشظايا المدفعية. يتميز المدفع بتصميم منخفض الارتفاع، مما يجعله هدفًا أصغر ويحسن من قدرته على البقاء في ساحة المعركة.
المواصفات الرئيسية:
- الوزن: حوالي 16.3 طن.
- الطول: 6.41 متر.
- العرض: 3.0 متر.
- الارتفاع: 2.33 متر.
- الطاقم: 4 أفراد (قائد، مدفعي، ملقم، سائق).
- المدفع الرئيسي: مدفع عيار 90 ملم Bofors.
- المدفع الثانوي: مدفع رشاش عيار 7.62 ملم.
- المحرك: فولفو بنتا THD 100D بقوة 330 حصان.
- السرعة القصوى: 65 كيلومتر في الساعة.
- المدى: 280 كيلومتر.
نظام التعليق والحركة
أحد أبرز ميزات مدفع المشاة 91 هو نظام التعليق الهيدروليكي الذي يوفر قدرة ممتازة على الحركة في التضاريس الوعرة. يتيح هذا النظام للمركبة التغلب على العوائق الطبيعية مثل الخنادق والجذوع الكبيرة بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعديل ارتفاع المركبة باستخدام نظام التعليق، مما يسمح لها بالمرور عبر المياه الضحلة أو تحسين وضعية إطلاق النار.
تم تصميم نظام الدفع لتوفير قوة كافية لتحريك المركبة بسرعة وكفاءة. يتميز المحرك بقوة 330 حصان، مما يوفر تسارعًا جيدًا وقدرة على المناورة. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز المركبة بنظام نقل حركة أوتوماتيكي، مما يسهل على السائق التحكم في المركبة.
التسليح
التسليح الرئيسي لمدفع المشاة 91 هو مدفع عيار 90 ملم Bofors. هذا المدفع قادر على إطلاق مجموعة متنوعة من الذخائر، بما في ذلك القذائف شديدة الانفجار (HE) والقذائف الخارقة للدروع (AP). يمكن استخدام القذائف شديدة الانفجار لتدمير التحصينات الخفيفة والمركبات غير المدرعة، بينما يمكن استخدام القذائف الخارقة للدروع لتدمير المركبات المدرعة.
بالإضافة إلى المدفع الرئيسي، تم تجهيز مدفع المشاة 91 بمدفع رشاش عيار 7.62 ملم للاستخدام ضد المشاة والأهداف الخفيفة. يتم تركيب المدفع الرشاش بشكل متحد المحور مع المدفع الرئيسي، مما يسمح للمدفعي بإطلاق النار على الأهداف بسرعة ودقة.
أنظمة الحماية
على الرغم من أن مدفع المشاة 91 لم يكن مصممًا للاشتباك المباشر مع الدبابات الثقيلة، إلا أنه تم تزويده بمجموعة من أنظمة الحماية لزيادة قدرته على البقاء في ساحة المعركة. يتكون الهيكل من صفائح فولاذية ملحومة لتوفير حماية ضد الأسلحة الصغيرة وشظايا المدفعية. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز المركبة بنظام إخماد الحرائق التلقائي لتقليل خطر اندلاع الحرائق في حالة تعرضها للهجوم.
يتميز تصميم المدفع بانخفاض الارتفاع، مما يجعله هدفًا أصغر ويقلل من احتمالية إصابته. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز المركبة بقاذفات قنابل دخانية يمكن استخدامها لإنشاء سحابة دخانية لإخفاء المركبة عن الأنظار.
الدور التكتيكي
تم تصميم مدفع المشاة 91 لتوفير دعم ناري مباشر لوحدات المشاة. كان من المتوقع أن يعمل المدفع جنبًا إلى جنب مع المشاة، وتوفير الدعم الناري اللازم لقمع مواقع العدو وتدمير التحصينات الخفيفة. بالإضافة إلى ذلك، كان من المتوقع أن يوفر المدفع دعمًا مضادًا للدروع ضد المركبات المدرعة الخفيفة.
بسبب قدرته العالية على الحركة، كان من المتوقع أن يعمل مدفع المشاة 91 في مجموعة متنوعة من البيئات، بما في ذلك الغابات الكثيفة والمستنقعات والبحيرات. كان من المتوقع أن يكون المدفع قادرًا على التغلب على العوائق الطبيعية التي تعيق حركة المركبات الأخرى.
الخدمة التشغيلية
خدم مدفع المشاة 91 في الجيش السويدي لعدة عقود. خلال هذه الفترة، شارك المدفع في عدد من المناورات والتدريبات العسكرية. لم يتم استخدام المدفع في أي صراعات مسلحة كبيرة، ولكن كان له دور مهم في الحفاظ على الأمن القومي السويدي.
في التسعينيات، بدأت الحكومة السويدية في تقليل حجم جيشها. نتيجة لذلك، تم سحب العديد من مركبات مدفع المشاة 91 من الخدمة. تم بيع بعض هذه المركبات إلى دول أخرى، بينما تم وضع البعض الآخر في التخزين.
النماذج اللاحقة
على الرغم من أن مدفع المشاة 91 الأصلي كان ناجحًا، إلا أن الجيش السويدي أدرك الحاجة إلى تطوير نسخة محسنة من المدفع. نتيجة لذلك، تم تطوير عدد من النماذج اللاحقة من المدفع. تضمنت هذه النماذج تحسينات في التسليح وأنظمة الحماية وأنظمة الحركة.
- Ikv 91B: نسخة محسنة من المدفع الأصلي. تم تزويد هذه النسخة بنظام تحكم في إطلاق النار محسن ومدفع رشاش جديد.
- Ikv 91C: نموذج أولي من المدفع يتميز بمدفع جديد عيار 105 ملم. لم يتم إنتاج هذا النموذج بكميات كبيرة.
المركبات المشابهة
هناك عدد قليل من المركبات الأخرى التي تشبه مدفع المشاة 91 من حيث التصميم والغرض. تشمل هذه المركبات:
- SU-100: مدفع ذاتي الدفع سوفيتي الصنع تم استخدامه خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها.
- M56 Scorpion: مدفع ذاتي الدفع أمريكي الصنع تم استخدامه خلال حرب فيتنام.
أهميته التاريخية
يعتبر مدفع المشاة 91 جزءًا مهمًا من تاريخ الجيش السويدي. كان المدفع إضافة قيمة للترسانة السويدية ولعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الأمن القومي السويدي. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر المدفع مثالًا جيدًا على كيفية تصميم المركبات العسكرية لتلبية المتطلبات التشغيلية المحددة.
خاتمة
مدفع المشاة 91 (Infanterikanonvagn 91) هو مدفع اقتحام سويدي فريد من نوعه، صُمم لتوفير دعم ناري لوحدات المشاة في التضاريس الصعبة. تميز المدفع بقدرته العالية على الحركة وقدرته النارية، مما جعله إضافة قيمة للجيش السويدي. على الرغم من أنه لم يشارك في أي صراعات مسلحة كبيرة، إلا أنه لعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الأمن القومي السويدي.