<![CDATA[
التأسيس والسنوات الأولى
في أواخر السبعينيات، كانت مانشستر مركزًا نابضًا بالحياة للموسيقى البديلة، حيث ظهرت فرق مثل جوي ديفيجن (Joy Division)، وذا فول (The Fall)، وبازكوكز (Buzzcocks). استلهم كيث داربيشاير وروبرت دافنبورت من هذه البيئة، وقرروا تشكيل فرقة تعكس رؤيتهم الفنية الفريدة. انضم إليهما ألكس كوكس وغاريث هيوز، ليكتمل التشكيل الأولي لكريسبي أمبولانس. اسم الفرقة نفسه يعكس طبيعتها غير التقليدية، حيث يجمع بين كلمتين متناقضتين لخلق صورة مثيرة للاهتمام.
بدأت الفرقة بالعزف في الحانات والأماكن الصغيرة في مانشستر، وسرعان ما اكتسبت سمعة طيبة بفضل عروضها الحية القوية والمثيرة. كان صوتهم يتميز بالإيقاعات المتكررة، والجيتارات المشوهة، وغناء دافنبورت العميق والغامض. في عام 1980، أصدرت الفرقة أول أغنية منفردة لها بعنوان “Sense of Sequence” على علامة التسجيل المستقلة “Factory Records”، وهي نفس العلامة التي كانت تدعم جوي ديفيجن. حققت الأغنية نجاحًا متواضعًا، لكنها ساعدت في تعريف جمهور أوسع بالفرقة.
الألبوم الأول والشهرة المتزايدة
في عام 1982، أصدرت كريسبي أمبولانس ألبومها الأول بعنوان “The Plateau Phase” على علامة “Aural Assault”. كان الألبوم عبارة عن مجموعة من الأغاني التجريبية والمظلمة، التي استكشفت موضوعات مثل العزلة، واليأس، وفقدان الأمل. تلقى الألبوم استقبالًا جيدًا من النقاد، الذين أشادوا بصوت الفرقة الفريد ورؤيتها الفنية الطموحة. يعتبر “The Plateau Phase” الآن أحد كلاسيكيات موسيقى ما بعد البانك، ويستمر في التأثير على الموسيقيين والفنانين المعاصرين.
بعد إصدار “The Plateau Phase”، بدأت كريسبي أمبولانس في القيام بجولات في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا، وكسبت قاعدة جماهيرية متزايدة. كانت عروضهم الحية معروفة بطاقتها المكثفة وأجوائها المشحونة. في عام 1983، أصدرت الفرقة ألبومها الثاني بعنوان “National Service Rewind”، والذي استمر في استكشاف نفس الموضوعات المظلمة والتجريبية التي تناولها الألبوم الأول. ومع ذلك، لم يحقق الألبوم نفس النجاح التجاري الذي حققه “The Plateau Phase”.
التفكك واللم الشمل
في منتصف الثمانينيات، بدأت التوترات الداخلية في الظهور داخل كريسبي أمبولانس. كان أعضاء الفرقة لديهم رؤى فنية مختلفة، وكانوا يجدون صعوبة في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الاتجاه الموسيقي الذي يجب أن تسلكه الفرقة. في عام 1985، قررت الفرقة الانفصال، بعد إصدارها ألبومها الثالث والأخير بعنوان “Fin”.
بعد تفكك الفرقة، انخرط أعضاء كريسبي أمبولانس في مشاريع موسيقية مختلفة. واصل كيث داربيشاير العمل كموسيقي، وتعاون مع العديد من الفنانين المختلفين. أصبح روبرت دافنبورت كاتبًا وشاعرًا، ونشر العديد من الكتب. عمل ألكس كوكس كمنتج موسيقي، وعمل مع عدد من الفرق الموسيقية الصاعدة. أما غاريث هيوز فقد ابتعد عن الموسيقى، وعمل في مجال مختلف.
في عام 2002، قرر أعضاء كريسبي أمبولانس لم الشمل لتقديم سلسلة من العروض الحية. كانت هذه العروض ناجحة للغاية، وأدت إلى تجدد الاهتمام بالفرقة. في عام 2012، أصدرت الفرقة ألبومًا جديدًا بعنوان “Lost and Found”، والذي تضمن مجموعة من الأغاني القديمة التي لم يتم إصدارها من قبل، بالإضافة إلى بعض المواد الجديدة. استمرت الفرقة في العزف بشكل متقطع منذ ذلك الحين.
التأثير والإرث
على الرغم من أنها لم تحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا خلال فترة نشاطها الأصلية، إلا أن كريسبي أمبولانس تعتبر الآن واحدة من أهم فرق ما بعد البانك في الثمانينيات. كان لصوتها التجريبي والمظلم، وكلماتها الشعرية تأثير كبير على العديد من الموسيقيين والفنانين المعاصرين. غالبًا ما يتم الاستشهاد بالفرقة كمصدر إلهام من قبل فرق مثل ناين إنش نايلز (Nine Inch Nails)، وذا كيلرز (The Killers)، وذا هورورز (The Horrors).
تستمر موسيقى كريسبي أمبولانس في جذب جمهور جديد، وتعتبر “The Plateau Phase” أحد الألبومات الكلاسيكية في موسيقى ما بعد البانك. ظلت الفرقة وفية لرؤيتها الفنية الفريدة طوال مسيرتها المهنية، ورفضت الخضوع لضغوط السوق. هذا التفاني في الأصالة هو أحد الأسباب التي تجعل موسيقى كريسبي أمبولانس لا تزال ذات صلة ومؤثرة حتى اليوم.
الأعضاء
- روبرت دافنبورت: غناء
- كيث داربيشاير: باس
- أليكس كوكس: جيتار
- غاريث هيوز: طبول
الألبومات
- The Plateau Phase (1982)
- National Service Rewind (1983)
- Fin (1985)
- Lost and Found (2012)
خاتمة
كريسبي أمبولانس فرقة ما بعد بانك إنجليزية تأسست في مانشستر في أواخر السبعينيات. عُرفت بصوتها التجريبي والمظلم وكلماتها الشعرية، وأصدرت ثلاثة ألبومات رئيسية قبل تفككها في عام 1985. لم شملت الفرقة في عام 2002 وقدمت عروضًا متقطعة منذ ذلك الحين. تعتبر كريسبي أمبولانس واحدة من أهم فرق ما بعد البانك في الثمانينيات، وكان لها تأثير كبير على العديد من الموسيقيين والفنانين المعاصرين.