الخلفية والتصميم
تم تصميم فئة لا جاليصونيير في ثلاثينيات القرن العشرين لتلبية حاجة البحرية الفرنسية إلى طرادات خفيفة حديثة قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية في مجال السفن الحربية. كانت جان دو فيين واحدة من ست سفن في هذه الفئة. تميزت هذه الفئة بتصميمها الأنيق وقدرتها القتالية المتوازنة، مما جعلها من بين أفضل الطرادات الخفيفة في عصرها.
بدأ بناء جان دو فيين في حوض بناء السفن أتلانتيك في سان نازير في 14 ديسمبر 1931، وتم إطلاقها في 31 يوليو 1935، ودخلت الخدمة في البحرية الفرنسية في 20 فبراير 1937. تميز تصميمها بتوزيع جيد للدروع وموقع استراتيجي للمعدات الحيوية، مما زاد من قدرتها على تحمل الأضرار القتالية.
المواصفات الفنية
بلغ طول جان دو فيين الكلي حوالي 179.5 مترًا، وعرضها 17.5 مترًا، وغاطسها 6.8 مترًا. كانت إزاحتها القياسية حوالي 7,600 طن، بينما بلغت إزاحتها الكاملة حوالي 9,100 طن. تميزت السفينة بقدرتها على تحقيق سرعة عالية بفضل محركاتها القوية التي بلغت قوتها 84,000 حصان، مما مكنها من الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ حوالي 31 عقدة.
تسلح جان دو فيين ببطارية رئيسية مكونة من تسعة مدافع عيار 152 ملم (6 بوصات) موزعة في ثلاثة أبراج ثلاثية. بالإضافة إلى ذلك، كانت تحمل ثمانية مدافع مضادة للطائرات عيار 90 ملم، وأربعة رشاشات مضادة للطائرات عيار 37 ملم، وثمانية رشاشات عيار 13.2 ملم. كما كانت مجهزة بستة أنابيب طوربيد عيار 550 ملم، ويمكنها حمل ما يصل إلى 200 لغم بحري.
بلغ طاقم السفينة النموذجي حوالي 580 ضابطًا وبحارًا. كانت جان دو فيين مجهزة برادار للكشف عن الطائرات، مما زاد من فعاليتها في الدفاع الجوي.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939، كانت جان دو فيين تابعة للأسطول الفرنسي في البحر الأبيض المتوسط. شاركت السفينة في عدة دوريات ومهام مرافقة قوافل في بداية الحرب. بعد سقوط فرنسا في يونيو 1940، أصبحت جان دو فيين جزءًا من بحرية فيشي الفرنسية، التي كانت تحت سيطرة الحكومة الفرنسية المتعاونة مع ألمانيا النازية.
خلال فترة الهدنة، تمركزت جان دو فيين في ميناء طولون في جنوب فرنسا. في 27 نوفمبر 1942، عندما غزت القوات الألمانية منطقة فيشي الفرنسية، تم إغراق جان دو فيين عمدًا من قبل طاقمها لمنعها من الوقوع في أيدي الألمان. كانت هذه العملية جزءًا من خطة أوسع لإغراق الأسطول الفرنسي في طولون.
عملية إغراق الأسطول في طولون
بعد إنزال قوات الحلفاء في شمال إفريقيا في نوفمبر 1942، قررت القيادة الألمانية احتلال كامل الأراضي الفرنسية، بما في ذلك منطقة فيشي. خوفًا من أن يتم الاستيلاء على الأسطول الفرنسي في طولون واستخدامه من قبل الألمان، أمر الأدميرال جان دي لابورد، قائد الأسطول، بإغراق جميع السفن لمنعها من الوقوع في أيدي العدو. نفذت جان دو فيين هذا الأمر، وقام طاقمها بفتح صمامات الغرق وتفجير شحنات ناسفة لإغراق السفينة في قاع الميناء.
ما بعد الحرب
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم انتشال حطام جان دو فيين من قاع ميناء طولون في عام 1945. نظرًا للأضرار الجسيمة التي لحقت بها، تقرر عدم إصلاحها. تم تفكيك السفينة في عام 1946.
الأهمية التاريخية
تعتبر جان دو فيين رمزًا للمقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من أنها خدمت في بحرية فيشي الفرنسية لفترة من الوقت، إلا أن إغراقها لمنعها من الوقوع في أيدي الألمان يمثل عملًا من أعمال التحدي. كما تجسد قصة جان دو فيين مصير الأسطول الفرنسي خلال الحرب، والذي اضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة بين الولاء لحكومة فيشي الفرنسية والحفاظ على السفن من الوقوع في أيدي العدو.
تظل جان دو فيين جزءًا من التاريخ البحري الفرنسي، وتذكرنا بالتحديات التي واجهتها فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. كما أنها تذكرنا بأهمية الحفاظ على السفن الحربية من الوقوع في أيدي الأعداء.
إرث جان دو فيين
على الرغم من أن جان دو فيين لم تترك إرثًا ماديًا كبيرًا، إلا أن قصتها تظل حية في التاريخ البحري الفرنسي. إنها تمثل فترة مضطربة في تاريخ فرنسا، عندما انقسمت البلاد بين حكومة فيشي الفرنسية والمقاومة الفرنسية. كما تمثل جان دو فيين التحديات التي واجهها البحارة الفرنسيون خلال الحرب، والذين اضطروا إلى اتخاذ قرارات صعبة في ظل ظروف صعبة.
اليوم، يتم تذكر جان دو فيين كواحدة من السفن التي شاركت في إغراق الأسطول الفرنسي في طولون. إنها تذكرنا بالتضحيات التي قدمها الفرنسيون خلال الحرب العالمية الثانية، وأهمية الحفاظ على السفن الحربية من الوقوع في أيدي الأعداء.
خاتمة
كانت جان دو فيين طرادًا خفيفًا فرنسيًا لعب دورًا في البحرية الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية. خدمت السفينة في البداية مع فرنسا الحرة ثم أصبحت جزءًا من بحرية فيشي الفرنسية. تم إغراق جان دو فيين في طولون عام 1942 لمنعها من الوقوع في أيدي الألمان. على الرغم من أن السفينة لم تترك إرثًا ماديًا كبيرًا، إلا أن قصتها تظل حية في التاريخ البحري الفرنسي.