التاريخ والتأسيس
قبل تأسيس المحمية، كانت الحياة البرية في الأردن تعاني من تدهور كبير نتيجة للصيد الجائر وتدمير الموائل الطبيعية. لعبت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة دورًا محوريًا في إقناع الحكومة الأردنية بأهمية إنشاء محميات طبيعية لحماية التنوع البيولوجي في البلاد. تم اختيار منطقة الشومري نظرًا لموقعها الاستراتيجي في منطقة البادية الشمالية الشرقية، ولوجود مساحات واسعة من الأراضي الرعوية المناسبة لإعادة توطين الحيوانات البرية.
الأهداف
تهدف محمية الشومري للأحياء البرية إلى تحقيق الأهداف التالية:
- إعادة إدخال الحيوانات البرية المهددة بالانقراض أو المنقرضة محليًا إلى بيئتها الطبيعية.
- حماية الموائل الطبيعية في منطقة البادية الشمالية الشرقية.
- رفع مستوى الوعي البيئي لدى الجمهور حول أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي.
- توفير فرص للبحث العلمي والدراسات البيئية.
- تعزيز السياحة البيئية المستدامة.
الحيوانات البرية في المحمية
تضم محمية الشومري للأحياء البرية مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، بما في ذلك:
- المها العربي: يعتبر المها العربي من أبرز الحيوانات التي تم إعادة إدخالها إلى المحمية. كان المها العربي قد انقرض من البرية في أوائل السبعينيات، ولكن بفضل جهود الحفاظ على البيئة، تمكنت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة من إعادة توطينه في محمية الشومري ومحميات أخرى في الأردن.
- الغزال الرئم: هو نوع آخر من الغزلان المهددة بالانقراض، وقد تم إعادة إدخاله إلى محمية الشومري.
- الحمار البري الآسيوي: هو حيوان بري مهدد بالانقراض، وقد تم إدخاله إلى المحمية كجزء من برنامج الإكثار في الأسر.
- النعام: كانت النعامة العربية متواجدة في الأردن في الماضي، ولكنها انقرضت نتيجة للصيد الجائر. تم إعادة إدخال النعام إلى محمية الشومري في عام 2015.
- الذئب الرمادي: هو حيوان مفترس يتواجد في المحمية بشكل طبيعي.
- الثعلب الأحمر: هو حيوان شائع في المحمية.
- الضب: هو نوع من الزواحف يتواجد في المحمية.
النباتات في المحمية
تتميز محمية الشومري للأحياء البرية بتنوع نباتي فريد، حيث تضم مجموعة متنوعة من النباتات الصحراوية التي تتكيف مع الظروف المناخية القاسية. تشمل هذه النباتات:
- الشيح: هو نبات عطري يستخدم في الطب الشعبي.
- القيصوم: هو نبات عشبي يستخدم كعلف للحيوانات.
- الرمث: هو نبات شجيري يستخدم كوقود.
- العوسج: هو نبات شائك يستخدم كسياج.
البيئة والمناخ
تقع محمية الشومري للأحياء البرية في منطقة البادية الشمالية الشرقية من الأردن، وهي منطقة صحراوية شبه قاحلة. يتميز المناخ في المحمية بصيف حار وجاف وشتاء بارد وممطر. يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي في المحمية حوالي 100 ملم.
تتكون التربة في المحمية من مزيج من الرمل والحصى، وهي تربة فقيرة بالمغذيات. ومع ذلك، فإن النباتات الصحراوية في المحمية قد طورت آليات للتكيف مع هذه الظروف القاسية.
السياحة البيئية
تعتبر محمية الشومري للأحياء البرية وجهة سياحية بيئية مهمة في الأردن. يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة الحيوانات البرية في بيئتها الطبيعية، بالإضافة إلى التعرف على النباتات الصحراوية الفريدة. توفر المحمية أيضًا فرصًا لممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة والتخييم.
تقوم الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بتنظيم جولات سياحية في المحمية، وتوفر معلومات عن الحيوانات والنباتات الموجودة فيها. يمكن للزوار أيضًا زيارة مركز الزوار في المحمية، والذي يعرض معلومات عن تاريخ المحمية وأهدافها.
تساهم السياحة البيئية في محمية الشومري في دعم الاقتصاد المحلي، وتوفر فرص عمل للسكان المحليين.
جهود الحفاظ على البيئة
تبذل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة جهودًا كبيرة للحفاظ على البيئة في محمية الشومري للأحياء البرية. تشمل هذه الجهود:
- مراقبة الحيوانات البرية: تقوم فرق من الباحثين بمراقبة الحيوانات البرية في المحمية، وتسجيل أعدادها وحركتها. تساعد هذه المعلومات في تقييم نجاح برامج إعادة التوطين، وتحديد المشاكل التي تواجه الحيوانات البرية.
- مكافحة الصيد الجائر: تقوم فرق من الحراس بدوريات في المحمية لمنع الصيد الجائر. يعتبر الصيد الجائر من أكبر التهديدات التي تواجه الحيوانات البرية في الأردن.
- حماية الموائل الطبيعية: تقوم الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بحماية الموائل الطبيعية في المحمية من التدهور. يشمل ذلك منع الرعي الجائر، ومكافحة التصحر، وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة.
- رفع مستوى الوعي البيئي: تقوم الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بتنظيم فعاليات لرفع مستوى الوعي البيئي لدى الجمهور حول أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي. تشمل هذه الفعاليات المحاضرات وورش العمل والمعارض.
التحديات
تواجه محمية الشومري للأحياء البرية العديد من التحديات، بما في ذلك:
- نقص المياه: تعاني منطقة البادية الشمالية الشرقية من نقص حاد في المياه، مما يؤثر على النباتات والحيوانات في المحمية.
- الرعي الجائر: يؤدي الرعي الجائر إلى تدهور الموائل الطبيعية في المحمية.
- الصيد الجائر: لا يزال الصيد الجائر يمثل تهديدًا للحيوانات البرية في المحمية.
- التغير المناخي: يؤدي التغير المناخي إلى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار، مما يزيد من الضغط على الموارد الطبيعية في المحمية.
مستقبل المحمية
تعتبر محمية الشومري للأحياء البرية نموذجًا ناجحًا للحفاظ على البيئة في الأردن. تساهم المحمية في حماية التنوع البيولوجي، وتوفير فرص للبحث العلمي، وتعزيز السياحة البيئية. من خلال الاستمرار في جهود الحفاظ على البيئة، يمكن للمحمية أن تضمن بقاء الحيوانات البرية والنباتات الصحراوية للأجيال القادمة.
خاتمة
محمية الشومري للأحياء البرية هي جوهرة طبيعية في قلب الصحراء الأردنية. تمثل المحمية قصة نجاح في الحفاظ على البيئة، وتذكرنا بأهمية حماية التنوع البيولوجي لكوكبنا. من خلال دعم جهود الحفاظ على البيئة، يمكننا أن نضمن بقاء هذه المحمية الرائعة للأجيال القادمة.