نشأته وتعليمه
ولد سوندار سينغ بهانداري في أودايبور، راجستان، في عائلة متواضعة. تلقى تعليمه المبكر في قريته، ثم انتقل إلى المدينة لمواصلة دراسته. أظهر بهانداري منذ صغره اهتمامًا كبيرًا بالقضايا الاجتماعية والوطنية، مما دفعه إلى الانخراط في الأنشطة الطلابية والحركات السياسية.
الانضمام إلى راشتريا سوايامسيفاك سانغ (RSS)
في شبابه، انضم بهانداري إلى “راشتريا سوايامسيفاك سانغ” (RSS)، وهي منظمة هندوسية قومية لعبت دورًا هامًا في تشكيل مسيرته السياسية. أصبح بهانداري ملتزمًا بأيديولوجية المنظمة، وعمل بجد لنشر أفكارها ومبادئها. ارتقى بسرعة في صفوف المنظمة، وأصبح “براشاراك” (Pracharak)، وهو لقب يطلق على الدعاة المتفرغين الذين يكرسون حياتهم لخدمة المنظمة.
مسيرته السياسية
بدأ بهانداري مسيرته السياسية الفعلية في حزب “بهاراتيا جانا سانغ” (Bharatiya Jana Sangh)، وهو حزب سياسي يميني كان يعتبر الجناح السياسي لـ RSS. لعب بهانداري دورًا هامًا في تنظيم الحزب وتوسيع قاعدته الشعبية في راجستان ومناطق أخرى من الهند.
في عام 1977، اندمج حزب “بهاراتيا جانا سانغ” مع عدة أحزاب أخرى لتشكيل حزب “جاناتا” (Janata Party)، الذي فاز في الانتخابات العامة وأنهى حكم حزب المؤتمر الوطني الهندي الذي دام ثلاثة عقود. شغل بهانداري منصبًا هامًا في حكومة “جاناتا”، ولعب دورًا في تنفيذ سياسات الحزب.
في عام 1980، انهار حزب “جاناتا”، وانشق بهانداري وعدد من قادة حزب “بهاراتيا جانا سانغ” السابق لتشكيل حزب “بهاراتيا جاناتا” (Bharatiya Janata Party – BJP)، الذي أصبح فيما بعد أحد أكبر حزبين سياسيين في الهند. كان بهانداري من بين المؤسسين الرئيسيين للحزب، ولعب دورًا حاسمًا في صياغة أيديولوجية الحزب واستراتيجيته السياسية.
مناصبه البرلمانية والحكومية
شغل بهانداري عدة مناصب برلمانية وحكومية هامة خلال مسيرته السياسية، بما في ذلك:
- عضو في راجيا سبها (المجلس الأعلى للبرلمان الهندي) لعدة فترات.
- نائب رئيس حزب بهاراتيا جاناتا.
- حاكم ولاية بيهار.
- حاكم ولاية غوجارات.
خلال فترة ولايته كحاكم لولايتي بيهار وغوجارات، عمل بهانداري على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين الإدارة، ومكافحة الفساد. كان يُنظر إليه على أنه حاكم كفء ومخلص.
دوره في حركة أيوديا
لعب بهانداري دورًا هامًا في حركة أيوديا (Ayodhya movement)، وهي حركة هندوسية تهدف إلى بناء معبد رام في موقع مسجد بابري المتنازع عليه في أيوديا. كان بهانداري من بين القادة الرئيسيين الذين دعموا الحركة، ولعب دورًا في تنظيم المسيرات والاحتجاجات التي أدت في النهاية إلى هدم المسجد في عام 1992.
أثارت حركة أيوديا جدلاً واسعًا في الهند، وأدت إلى أعمال عنف طائفية واسعة النطاق. اتُهم بهانداري وعدد من قادة حزب بهاراتيا جاناتا الآخرين بالتحريض على العنف، لكنهم نفوا هذه الاتهامات.
مساهماته وإرثه
ترك سوندار سينغ بهانداري إرثًا هامًا في السياسة الهندية. يُذكر بأنه سياسي ملتزم ومخلص، وداعية قوي لأيديولوجية “هندوتفا” (Hindutva) القومية الهندوسية. لعب دورًا حاسمًا في بناء حزب بهاراتيا جاناتا وتحويله إلى قوة سياسية رئيسية في الهند.
ومع ذلك، يرى البعض أن بهانداري كان شخصية مثيرة للجدل بسبب دوره في حركة أيوديا، واتهامات التحريض على العنف الطائفي. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن بهانداري كان شخصية مؤثرة في السياسة الهندية، وأن مساهماته تركت بصمة واضحة على تاريخ الهند الحديث.
أفكاره ومعتقداته
كان سوندار سينغ بهانداري مؤمنًا قويًا بأيديولوجية “هندوتفا”، التي تدعو إلى بناء أمة هندية قوية وموحدة على أساس القيم والثقافة الهندوسية. كان يعتقد أن الهند يجب أن تكون دولة علمانية تحترم جميع الأديان، لكنه كان يرى أيضًا أن الثقافة الهندوسية يجب أن تكون لها مكانة خاصة في المجتمع الهندي.
كان بهانداري مدافعًا قويًا عن الإصلاحات الاقتصادية، ودعم سياسات السوق الحرة والخصخصة. كان يعتقد أن هذه السياسات ستساعد على تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.
كان بهانداري أيضًا مدافعًا قويًا عن الأمن القومي، ودعم سياسات الدفاع القوية. كان يعتقد أن الهند يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها ضد أي تهديد خارجي.
حياته الشخصية
كان سوندار سينغ بهانداري رجلاً بسيطًا ومتواضعًا. كان يعيش حياة متقشفة، ولم يكن مهتمًا بالثروة أو السلطة الشخصية. كان يتمتع بشعبية كبيرة بين زملائه وأنصاره، وكان يُعرف عنه لطفه وكرمه.
وفاته
توفي سوندار سينغ بهانداري في 22 يونيو 2005، عن عمر يناهز 84 عامًا. ترك وراءه إرثًا هامًا في السياسة الهندية.
خاتمة
كان سوندار سينغ بهانداري سياسيًا هنديًا بارزًا، وداعية لـ “راشتريا سوايامسيفاك سانغ”، وشخصية مؤثرة في السياسة الهندية. لعب دورًا حاسمًا في بناء حزب بهاراتيا جاناتا وتحويله إلى قوة سياسية رئيسية في الهند. على الرغم من الجدل الذي أثير حول بعض جوانب مسيرته، لا يمكن إنكار أن بهانداري كان شخصية مؤثرة تركت بصمة واضحة على تاريخ الهند الحديث.