تاريخ الجمعية
تأسست الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بمبادرة ملكية من المغفور له الملك الحسين بن طلال، إدراكًا منه لأهمية الحفاظ على التراث الطبيعي للأردن. منذ تأسيسها، لعبت الجمعية دورًا محوريًا في وضع وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات البيئية في الأردن. في البداية، ركزت جهود الجمعية على حماية الأنواع المهددة بالانقراض وإنشاء المحميات الطبيعية. ومع مرور الوقت، توسعت أنشطة الجمعية لتشمل مجالات أوسع مثل التوعية البيئية، والتنمية المستدامة، والسياحة البيئية.
أهداف الجمعية
تهدف الجمعية الملكية لحماية الطبيعة إلى تحقيق الأهداف التالية:
- حماية التنوع الحيوي والموارد الطبيعية في الأردن.
- إدارة المحميات الطبيعية وتطويرها.
- تنفيذ برامج الحماية والمراقبة للأنواع المهددة بالانقراض.
- نشر الوعي البيئي وتعزيز السلوكيات الصديقة للبيئة.
- دعم التنمية المستدامة في المجتمعات المحلية المحيطة بالمحميات الطبيعية.
- تعزيز السياحة البيئية المسؤولة.
- بناء القدرات المؤسسية والشراكات مع الجهات المعنية.
المحميات الطبيعية التي تديرها الجمعية
تدير الجمعية الملكية لحماية الطبيعة شبكة من المحميات الطبيعية المنتشرة في مختلف أنحاء الأردن، والتي تمثل تنوعًا حيويًا فريدًا. من بين هذه المحميات:
- محمية ضانا للمحيط الحيوي: تعتبر أكبر محمية طبيعية في الأردن، وتتميز بتنوع تضاريسها ومناخاتها، مما أدى إلى وجود تنوع حيوي غني. تضم المحمية جبالًا شاهقة، ووديانًا عميقة، وصحاري واسعة، وغابات كثيفة. وتعتبر موطنًا للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض مثل النسر الأسمر والقط الرملي.
- محمية الموجب للمحيط الحيوي: تقع على طول الشاطئ الشرقي للبحر الميت، وتعتبر أخفض محمية طبيعية في العالم. تتميز المحمية بتنوع تضاريسها، حيث تضم أودية ضيقة وشلالات متدفقة ومنحدرات صخرية حادة. وتعتبر موطنًا للعديد من الأنواع النادرة مثل النمر العربي.
- محمية غابات عجلون: تقع في شمال الأردن، وتتميز بغاباتها الكثيفة التي تضم أشجار البلوط والصنوبر والقيقب. تعتبر المحمية موطنًا للعديد من الأنواع البرية مثل الغزال والذئب والثعلب.
- محمية الأزرق الرطبة: تقع في الصحراء الشرقية، وتعتبر واحة فريدة من نوعها. كانت المحمية في السابق بحيرة كبيرة، ولكنها تقلصت بسبب الاستخدام المفرط للمياه الجوفية. ومع ذلك، لا تزال المحمية تعتبر موطنًا للعديد من الطيور المهاجرة والمستوطنة.
- محمية وادي رم: تقع في جنوب الأردن، وتشتهر بتشكيلاتها الصخرية الرائعة ورمالها الحمراء. تعتبر المحمية موطنًا للعديد من الأنواع البرية مثل المها العربي والوعل النوبي.
برامج الحماية والمراقبة
تقوم الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بتنفيذ العديد من برامج الحماية والمراقبة للأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك:
- برنامج حماية النسر الأسمر: يهدف هذا البرنامج إلى حماية النسر الأسمر، وهو أحد أكبر الطيور الجارحة في العالم، من الانقراض. يتضمن البرنامج مراقبة أعداد النسر الأسمر، وحماية مواطنه، والتوعية بأهمية الحفاظ عليه.
- برنامج حماية النمر العربي: يهدف هذا البرنامج إلى حماية النمر العربي، وهو أحد أندر الحيوانات المفترسة في العالم، من الانقراض. يتضمن البرنامج إجراء دراسات حول النمر العربي، وحماية مواطنه، والتوعية بأهمية الحفاظ عليه.
- برنامج حماية المها العربي: يهدف هذا البرنامج إلى إعادة توطين المها العربي، وهو أحد أجمل الحيوانات البرية في العالم، في بيئته الطبيعية. يتضمن البرنامج تربية المها العربي في الأسر، وإطلاقه في المحميات الطبيعية، ومراقبة أعداده.
- برنامج حماية الوعل النوبي: يهدف هذا البرنامج إلى حماية الوعل النوبي، وهو أحد الحيوانات البرية التي تعيش في المناطق الجبلية، من الانقراض. يتضمن البرنامج مراقبة أعداد الوعل النوبي، وحماية مواطنه، والتوعية بأهمية الحفاظ عليه.
التوعية البيئية
تؤمن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بأهمية التوعية البيئية في تغيير السلوكيات وتعزيز السلوكيات الصديقة للبيئة. لذلك، تقوم الجمعية بتنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج التوعوية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك:
- المدارس: تقوم الجمعية بتنظيم ورش عمل ومحاضرات للطلاب والمعلمين حول أهمية الحفاظ على البيئة.
- الجامعات: تتعاون الجمعية مع الجامعات في تنفيذ مشاريع بحثية وبرامج تدريبية في مجال الحفاظ على البيئة.
- المجتمعات المحلية: تقوم الجمعية بتنظيم فعاليات ومبادرات لتوعية المجتمعات المحلية بأهمية الحفاظ على البيئة.
- وسائل الإعلام: تستخدم الجمعية وسائل الإعلام المختلفة لنشر الوعي البيئي.
التنمية المستدامة
تؤمن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بأهمية التنمية المستدامة في تحقيق التوازن بين الحفاظ على البيئة وتلبية احتياجات المجتمعات المحلية. لذلك، تعمل الجمعية على دعم التنمية المستدامة في المجتمعات المحلية المحيطة بالمحميات الطبيعية من خلال:
- توفير فرص العمل: تقوم الجمعية بتوفير فرص العمل للمجتمعات المحلية في مجال السياحة البيئية وإدارة المحميات الطبيعية.
- دعم المشاريع الصغيرة: تدعم الجمعية المشاريع الصغيرة التي تعتمد على الموارد الطبيعية المستدامة.
- تحسين البنية التحتية: تعمل الجمعية على تحسين البنية التحتية في المجتمعات المحلية، مثل توفير المياه النظيفة والصرف الصحي.
- تطوير التعليم: تدعم الجمعية تطوير التعليم في المجتمعات المحلية، من خلال بناء المدارس وتوفير المنح الدراسية.
السياحة البيئية
تعمل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة على تعزيز السياحة البيئية المسؤولة في المحميات الطبيعية. تساهم السياحة البيئية في توفير الدخل للمجتمعات المحلية، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة. تقدم الجمعية مجموعة متنوعة من الأنشطة السياحية في المحميات الطبيعية، بما في ذلك:
- المشي لمسافات طويلة: تتوفر مسارات للمشي لمسافات طويلة في مختلف المحميات الطبيعية، والتي تسمح للزوار بالاستمتاع بجمال الطبيعة واستكشاف التنوع الحيوي.
- مراقبة الطيور: تعتبر العديد من المحميات الطبيعية في الأردن موطنًا للعديد من أنواع الطيور المهاجرة والمستوطنة، مما يجعلها وجهة مثالية لمراقبة الطيور.
- التخييم: تتوفر مواقع للتخييم في بعض المحميات الطبيعية، والتي تسمح للزوار بالاستمتاع بتجربة فريدة في الطبيعة.
- زيارة المراكز التعليمية: تتوفر مراكز تعليمية في بعض المحميات الطبيعية، والتي تقدم معلومات حول التنوع الحيوي وأهمية الحفاظ على البيئة.
الشراكات والتعاون
تؤمن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بأهمية الشراكات والتعاون في تحقيق أهدافها. لذلك، تتعاون الجمعية مع العديد من الجهات المعنية، بما في ذلك:
- الحكومة الأردنية: تتعاون الجمعية مع الحكومة الأردنية في وضع وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات البيئية.
- المنظمات الدولية: تتعاون الجمعية مع المنظمات الدولية في تنفيذ مشاريع الحماية والتوعية البيئية.
- القطاع الخاص: تتعاون الجمعية مع القطاع الخاص في دعم التنمية المستدامة وتعزيز السياحة البيئية.
- المجتمع المدني: تتعاون الجمعية مع منظمات المجتمع المدني في تنفيذ برامج التوعية البيئية والمشاركة المجتمعية.
التحديات التي تواجه الجمعية
تواجه الجمعية الملكية لحماية الطبيعة العديد من التحديات في عملها، بما في ذلك:
- نقص التمويل: تعتمد الجمعية على التمويل من الجهات المانحة والجهات الحكومية، وقد يؤثر نقص التمويل على قدرتها على تنفيذ برامجها ومشاريعها.
- الضغط على الموارد الطبيعية: يزداد الضغط على الموارد الطبيعية في الأردن بسبب النمو السكاني والتنمية الاقتصادية، مما يؤثر على التنوع الحيوي.
- التغير المناخي: يؤثر التغير المناخي على البيئة في الأردن، مما يزيد من حدة الجفاف والتصحر.
- الصيد غير القانوني: يشكل الصيد غير القانوني تهديدًا للعديد من الأنواع البرية في الأردن.
خاتمة
تعتبر الجمعية الملكية لحماية الطبيعة مؤسسة رائدة في مجال الحفاظ على البيئة في الأردن والشرق الأوسط. من خلال جهودها المتواصلة، تساهم الجمعية في حماية التنوع الحيوي والموارد الطبيعية، وتعزيز التنمية المستدامة، والتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة. على الرغم من التحديات التي تواجهها، تظل الجمعية ملتزمة بتحقيق أهدافها في حماية التراث الطبيعي للأردن للأجيال القادمة.