مقدمة
باينونغ كياوهتين ناوراهتا (البورمية: ဘုရင့်နောင် ကျော်ထင်နော်ရထာ; 16 يناير 1516 – 10 أكتوبر 1581) كان ملكًا لسلالة تونغو في ميانمار من عام 1550 إلى عام 1581. خلال فترة حكمه، الذي يعتبر على نطاق واسع الأهم في تاريخ بورما، قام باينونغ بتوسيع إمبراطورية تونغو لتشمل معظم بورما الحالية، ويونان الصينية، ومملكة أيوثايا (تايلاند)، ولان زانغ (لاوس)، ومانيبور.
يُنظر إلى باينونغ على نطاق واسع على أنه أحد أعظم ثلاثة ملوك في بورما، إلى جانب أناوراهتا وألونغبيا. كان معروفًا بمهاراته العسكرية والإدارية، وتسامحه الديني، ورعايته للفنون. يُذكر باينونغ أيضًا لدوره في نشر البوذية التيرافادا في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا.
بداياته وحياته المبكرة
ولد باينونغ في 16 يناير 1516 في قرية تونغو، وهو الابن الأكبر لمينغي سوي، وهو مسؤول صغير في خدمة مينغيينيو، نائب الملك في تونغو. كان اسمه عند الولادة يي هتو. كانت والدته خونغ بيو، امرأة من عامة الشعب.
تلقى يي هتو تعليمه في القصر في تونغو، حيث درس الفنون العسكرية والإدارة والأدب. أصبح صديقًا مقربًا لابن مينغيينيو، تابينشويهتي، الذي كان يكبره بعشر سنوات.
في عام 1530، خلف مينغيينيو ابنه تابينشويهتي كنائب للملك في تونغو. عين تابينشويهتي يي هتو كواحد من كبار قادته. أثبت يي هتو بسرعة أنه قائد عسكري موهوب، ولعب دورًا رئيسيًا في حملات تابينشويهتي العسكرية لتوحيد بورما.
في عام 1545، تزوج يي هتو من ثينخا ثري، ابنة ملك أفا، ثوهانبوا. كان هذا الزواج تحالفًا سياسيًا ساعد على تعزيز قوة تابينشويهتي.
توليه العرش
في عام 1550، اغتيل تابينشويهتي. كانت المملكة في حالة من الفوضى، حيث سعى العديد من المطالبين إلى العرش. تمكن يي هتو من إخماد التمردات وأعلن نفسه ملكًا في عام 1551، متخذًا اسم باينونغ.
واجه باينونغ على الفور تحديات كبيرة. كانت مملكته محاطة بالأعداء، وكانت خزانته فارغة. ومع ذلك، كان باينونغ مصممًا على إعادة بناء المملكة وتوسيعها.
الحملات العسكرية
أطلق باينونغ سلسلة من الحملات العسكرية التي وسعت إمبراطورية تونغو لتشمل معظم بورما الحديثة، ويونان الصينية، ومملكة أيوثايا (تايلاند)، ولان زانغ (لاوس)، ومانيبور.
الحملة ضد أفا (1555): كانت أول حملة عسكرية كبرى لباينونغ ضد مملكة أفا، التي كانت أقوى مملكة في بورما العليا. استولى باينونغ على أفا في عام 1555، وجعلها عاصمة لإمبراطوريته.
الحملة ضد شان ستيتس (1557-1563): بعد الاستيلاء على أفا، حول باينونغ انتباهه إلى ولايات شان، وهي مجموعة من الممالك المستقلة في شمال بورما. غزا باينونغ ولايات شان بين عامي 1557 و 1563، وضمها إلى إمبراطوريته.
الحملة ضد أيوثايا (1563-1564): في عام 1563، أطلق باينونغ حملة ضد مملكة أيوثايا، التي كانت أقوى مملكة في سيام (تايلاند الحديثة). استولى باينونغ على أيوثايا في عام 1564، وجعلها دولة تابعة لإمبراطوريته.
الحملة ضد أيوثايا (1568-1569): في عام 1568، أطلق باينونغ حملة أخرى ضد أيوثايا. هذه المرة، تمكن من الاستيلاء على المدينة وتدميرها. قام باينونغ بتثبيت ملك دمية على العرش وأخذ العديد من الرهائن البورميين، بمن فيهم الأمراء الملكيون.
الحملات ضد لان زانغ ومانيبور: كما قام باينونغ بغزو لان زانغ (لاوس) ومانيبور، مما جعلهما دولتين تابعتين لإمبراطوريته.
الإدارة والإصلاحات
كان باينونغ ليس فقط قائدًا عسكريًا ناجحًا، ولكنه كان أيضًا إداريًا ماهرًا. نفذ عددًا من الإصلاحات التي ساعدت على توحيد إمبراطوريته وتقويتها.
- توحيد القانون: قام باينونغ بتوحيد القانون في جميع أنحاء إمبراطوريته، بناءً على قانون مانوكي البورمي التقليدي.
- توحيد الأوزان والمقاييس: قام باينونغ أيضًا بتوحيد الأوزان والمقاييس في جميع أنحاء إمبراطوريته.
- الإصلاحات الزراعية: نفذ باينونغ عددًا من الإصلاحات الزراعية التي ساعدت على تحسين الإنتاجية الزراعية.
- رعاية البوذية: كان باينونغ بوذيًا متدينًا ورعى البوذية في جميع أنحاء إمبراطوريته. بنى العديد من المعابد والأديرة، ودعم العلماء الرهبان.
الحياة الشخصية
كان باينونغ متزوجًا من العديد من الزوجات وكان لديه العديد من الأطفال. كانت زوجته الرئيسية هي ثينخا ثري، ابنة ملك أفا. كان لديه أيضًا العديد من الزوجات الأخريات من ولايات شان وأيوثايا.
كان باينونغ معروفًا بشخصيته القوية وإرادته القوية. كان أيضًا رجلًا متعلمًا ومثقفًا، وكان راعيًا للفنون والآداب.
وفاته وخلافته
توفي باينونغ في 10 أكتوبر 1581 في بيغو. خلفه ابنه ناندا باين.
لم يكن ناندا باين بنفس كفاءة والده. سرعان ما بدأت الإمبراطورية التي بناها باينونغ في الانهيار تحت حكمه.
إرث باينونغ
يُذكر باينونغ على نطاق واسع على أنه أحد أعظم ثلاثة ملوك في بورما، إلى جانب أناوراهتا وألونغبيا. كان معروفًا بمهاراته العسكرية والإدارية، وتسامحه الديني، ورعايته للفنون. يُذكر باينونغ أيضًا لدوره في نشر البوذية التيرافادا في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا.
تعتبر فترة حكم باينونغ ذروة قوة بورما. كانت إمبراطوريته الأكبر في تاريخ بورما، وكانت قوة مهيمنة في جنوب شرق آسيا. ترك باينونغ إرثًا دائمًا على بورما والمنطقة.
خاتمة
باينونغ كان ملكًا عظيماً لسلالة تونغو في بورما. من خلال قيادته العسكرية الذكية وإدارته الحكيمة، قام بتوسيع إمبراطوريته لتشمل معظم أجزاء بورما الحديثة وأجزاء من تايلاند ولاوس والصين. يعتبر باينونغ شخصية محورية في تاريخ جنوب شرق آسيا، ويُذكر بتوحيد بورما ونشر البوذية.