تاريخ إنفونيت
تم إطلاق خدمة إنفونيت في ماليزيا في أوائل الثمانينيات، مما يجعلها واحدة من أوائل خدمات التلتكست في منطقة جنوب شرق آسيا. في ذلك الوقت، كانت التلتكست تقنية مبتكرة تسمح للمشاهدين بالوصول إلى مجموعة واسعة من المعلومات مباشرة على شاشات التلفزيون الخاصة بهم. كانت “بريتكس”، الاسم الأصلي للخدمة، تعكس هدفها الأساسي المتمثل في توفير الأخبار والمعلومات الحالية للمشاهدين. مع مرور الوقت، تطورت الخدمة وتم تغيير علامتها التجارية إلى “إنفونيت” لتعكس مجموعة أوسع من المحتوى الذي تقدمه.
لعبت إنفونيت دورًا مهمًا في نشر المعلومات والأخبار في ماليزيا في عصر ما قبل الإنترنت. كانت توفر معلومات حول مجموعة متنوعة من المواضيع، بما في ذلك:
- الأخبار: تغطية للأخبار المحلية والدولية.
- الرياضة: نتائج المباريات والأحداث الرياضية الهامة.
- الأحوال الجوية: توقعات الطقس اليومية.
- الأسواق المالية: أسعار الأسهم والعملات.
- الترفيه: معلومات حول الأفلام والبرامج التلفزيونية والأحداث الثقافية.
- الإعلانات المبوبة: إعلانات عن الوظائف والعقارات والسلع والخدمات.
كانت إنفونيت متاحة على أجهزة التلفزيون المتوافقة مع التلتكست. كان المستخدمون يقومون بالوصول إلى المعلومات عن طريق إدخال أرقام الصفحات باستخدام جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفزيون. كانت الخدمة سهلة الاستخدام نسبياً، مما جعلها في متناول مجموعة واسعة من الجمهور، بمن فيهم أولئك الذين لم يكونوا على دراية بالتكنولوجيا.
كيفية عمل التلتكست
تعتمد تقنية التلتكست على إرسال المعلومات النصية والرقمية المشفرة مع إشارة البث التلفزيوني العادية. يتم إرسال هذه المعلومات في الفترات الزمنية القصيرة بين الإطارات الكاملة للصورة التلفزيونية. يقوم جهاز فك التشفير المدمج في التلفزيون (أو جهاز فك التشفير الخارجي) بالتقاط هذه البيانات وفك تشفيرها وعرضها على الشاشة كصفحات نصية ورسومية.
كانت صفحات التلتكست عادة ما تكون منظمة في شكل هرمي، حيث تحتوي الصفحة الرئيسية على فهرس يربط إلى صفحات أخرى تحتوي على معلومات أكثر تفصيلاً. يمكن للمستخدمين التنقل بين الصفحات باستخدام أرقام الصفحات.
على الرغم من أن التلتكست كانت تقنية مبتكرة في وقتها، إلا أنها كانت لديها بعض القيود:
- السرعة: كانت سرعة نقل البيانات محدودة، مما يعني أن تحميل الصفحات يمكن أن يستغرق بعض الوقت.
- الرسومات: كانت الرسومات محدودة للغاية بسبب القيود التكنولوجية.
- التفاعلية: كانت التفاعلية محدودة. كان المستخدمون قادرين فقط على التنقل بين الصفحات، ولكن لم يتمكنوا من التفاعل مع المحتوى بشكل مباشر.
أهمية إنفونيت في ماليزيا
على الرغم من هذه القيود، لعبت إنفونيت دورًا مهمًا في نشر المعلومات في ماليزيا. كانت توفر مصدرًا موثوقًا ومتاحًا على نطاق واسع للأخبار والمعلومات في وقت لم يكن فيه الإنترنت متاحًا على نطاق واسع. ساهمت إنفونيت في زيادة الوعي العام بالقضايا المختلفة وساعدت في ربط الناس بالعالم من حولهم.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت إنفونيت منصة للشركات للإعلان عن منتجاتها وخدماتها. كانت الإعلانات المبوبة على إنفونيت وسيلة فعالة للوصول إلى جمهور واسع ومساعدة الشركات الصغيرة على النمو.
يمكن اعتبار إنفونيت رائدة في مجال تقديم المعلومات الإلكترونية في ماليزيا. لقد مهدت الطريق لظهور الإنترنت والخدمات الرقمية الأخرى التي نستخدمها اليوم.
تراجع إنفونيت
مع انتشار الإنترنت والهواتف الذكية، بدأت شعبية إنفونيت في الانخفاض. أصبح الإنترنت يوفر وصولاً أسرع وأكثر شمولاً وتفاعلية إلى المعلومات. كما أن الهواتف الذكية جعلت من السهل الوصول إلى المعلومات في أي وقت وفي أي مكان.
في النهاية، توقفت إنفونيت عن العمل. ومع ذلك، لا تزال تعتبر جزءًا مهمًا من تاريخ التكنولوجيا في ماليزيا. لقد كانت مثالًا مبكرًا على كيف يمكن استخدام التكنولوجيا لنشر المعلومات وربط الناس.
التأثير على الإعلام الماليزي
تركت إنفونيت بصمة واضحة على الإعلام الماليزي. فقد ساهمت في تطوير ثقافة إعلامية تعتمد على تقديم معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور. كما ساهمت في تعزيز استخدام التكنولوجيا في الإعلام.
يمكن القول أن إنفونيت قد ألهمت العديد من الشركات الإعلامية الماليزية للاستثمار في الخدمات الرقمية. لقد أدركت هذه الشركات أن المستقبل يكمن في تقديم المعلومات عبر الإنترنت وعبر الأجهزة المحمولة.
على الرغم من أن إنفونيت لم تعد موجودة، إلا أن تأثيرها لا يزال محسوسًا في الإعلام الماليزي اليوم.
مقارنة بين إنفونيت وخدمات التلتكست الأخرى
كانت هناك العديد من خدمات التلتكست الأخرى في جميع أنحاء العالم، مثل Ceefax و ORACLE في المملكة المتحدة. كانت هذه الخدمات متشابهة في وظائفها الأساسية لـ إنفونيت، حيث قدمت الأخبار والرياضة والأحوال الجوية ومعلومات أخرى على شاشات التلفزيون.
ومع ذلك، كانت هناك أيضًا بعض الاختلافات. على سبيل المثال، كانت بعض خدمات التلتكست أكثر تفاعلية من غيرها. كما أن بعضها كان يقدم مجموعة أوسع من المحتوى.
بشكل عام، كانت إنفونيت خدمة تلتكست نموذجية في عصرها. لقد قدمت خدمة قيمة للمشاهدين الماليزيين وساعدت في نشر المعلومات في جميع أنحاء البلاد.
الإرث الرقمي
على الرغم من أن إنفونيت لم تعد نشطة، إلا أن إرثها الرقمي لا يزال موجودًا. يمكن العثور على صور ولقطات شاشة لصفحات إنفونيت على الإنترنت. هذه الصور هي تذكير بالدور الذي لعبته إنفونيت في تاريخ التكنولوجيا في ماليزيا.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المقالات والمدونات التي كتبت عن إنفونيت. هذه المقالات تساعد في الحفاظ على ذاكرة هذه الخدمة المهمة.
خاتمة
كانت إنفونيت خدمة عرض معلومات نصية ماليزية (تلتكست) مهمة قدمت الأخبار والمعلومات والترفيه للمشاهدين في عصر ما قبل الإنترنت. على الرغم من أنها لم تعد موجودة، إلا أنها تركت إرثًا دائمًا على الإعلام الماليزي وساهمت في تطوير ثقافة إعلامية تعتمد على تقديم معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور. إنها تمثل فترة مهمة في تطور التكنولوجيا والإعلام في ماليزيا، حيث كانت رائدة في تقديم المعلومات الإلكترونية ومهدت الطريق لظهور الإنترنت والخدمات الرقمية الأخرى.