تاريخ التطوير
بدأ تطوير ناقلة الجنود المدرعة براق في أواخر التسعينيات، وظهرت لأول مرة في عام 1997. جاء تطوير هذه المدرعة كجزء من برنامج إيراني أوسع لتحديث وتطوير قدرات صناعاتها الدفاعية، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال المعدات العسكرية. تم تصميم البراق لتلبية احتياجات الجيش الإيراني في توفير ناقلة جنود مدرعة حديثة وقادرة على العمل في مختلف الظروف القتالية.
التصميم والمواصفات
تعتمد البراق بشكل كبير على تصميم BMP-1، ولكن مع إدخال تعديلات وتحسينات جوهرية. تشمل هذه التعديلات إضافة دروع إضافية، وتحديث نظام الأسلحة، وتحسين نظام التعليق. فيما يلي بعض المواصفات الرئيسية:
- الوزن: حوالي 13 طن.
- الطول: حوالي 6.7 متر.
- العرض: حوالي 2.9 متر.
- الارتفاع: حوالي 2 متر.
- الطاقم: 3 أفراد (قائد، سائق، مدفعي) بالإضافة إلى 8 جنود.
التدريع والحماية
تتميز البراق بتدريع يوفر حماية ضد الأسلحة الصغيرة وشظايا المدفعية. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيزها بدروع إضافية على الجانبين الأمامي والخلفي لزيادة مستوى الحماية. يتكون التدريع الأساسي من الفولاذ الملحوم، بينما تتكون الدروع الإضافية من مواد مركبة توفر حماية محسنة ضد القذائف الخارقة للدروع.
كما تم تجهيز البراق بنظام حماية من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN)، مما يسمح لها بالعمل في البيئات الملوثة.
نظام الأسلحة
التسليح الرئيسي لناقلة الجنود المدرعة براق هو مدفع أوتوماتيكي عيار 2A42 عيار 30 ملم، قادر على إطلاق مجموعة متنوعة من الذخائر، بما في ذلك الذخائر الخارقة للدروع والذخائر شديدة الانفجار. يتميز هذا المدفع بمعدل إطلاق نار مرتفع ودقة جيدة، مما يجعله فعالاً ضد المشاة والمركبات المدرعة الخفيفة.
بالإضافة إلى المدفع الرئيسي، تحمل البراق رشاشًا متحد المحور عيار 7.62 ملم، يستخدم لإطلاق النار على الأهداف الأقل تهديدًا. كما يمكن تزويدها بقاذفة قنابل دخانية لإخفاء تحركاتها في ساحة المعركة.
أحد التحسينات الرئيسية التي أدخلت على البراق هو إضافة قاذفة صواريخ مضادة للدبابات من نوع “طوفان” أو صواريخ أخرى مماثلة. تمنح هذه الصواريخ البراق قدرة كبيرة على تدمير الدبابات والمركبات المدرعة الثقيلة.
نظام الحركة
تعتمد البراق على محرك ديزل يوفر قوة كافية لحركة المدرعة في مختلف التضاريس. يتميز نظام التعليق بالمرونة والقدرة على التكيف مع الظروف القاسية، مما يسمح للبراق بالتحرك بسرعة وسلاسة عبر الصحاري والجبال والأراضي الوعرة.
تتمتع البراق بقدرة برمائية محدودة، حيث يمكنها عبور المسطحات المائية الضحلة بعد تجهيزها بمعدات خاصة. ومع ذلك، فهي ليست مصممة للعمليات البرمائية واسعة النطاق.
الاستخدام العملياتي
تستخدم ناقلة الجنود المدرعة براق على نطاق واسع من قبل الجيش الإيراني والحرس الثوري الإسلامي. شاركت في العديد من المناورات العسكرية والعمليات الأمنية. كما تم تصديرها إلى عدد قليل من الدول الحليفة لإيران.
تعتبر البراق إضافة قيمة إلى ترسانة الجيش الإيراني، حيث توفر له ناقلة جنود مدرعة حديثة وقادرة على تلبية احتياجاته العملياتية. ومع ذلك، فإنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على تصميم BMP-1، وقد تكون أقل تطوراً من بعض ناقلات الجنود المدرعة الأخرى الموجودة في الخدمة في الجيوش الحديثة.
النسخ المختلفة
تم تطوير عدة نسخ مختلفة من ناقلة الجنود المدرعة براق، بما في ذلك:
- براق-1: النسخة الأصلية، تعتمد على تصميم BMP-1.
- براق-2: نسخة محسنة، مزودة بدروع إضافية ونظام أسلحة مطور.
- ناقلات أخرى مبنية على هيكل البراق: تم استخدام هيكل البراق كأساس لتطوير مركبات أخرى، مثل حاملات الهاون ذاتية الدفع ومركبات الإسعاف المدرعة.
التأثير الإقليمي
لعبت ناقلة الجنود المدرعة براق دورًا هامًا في تعزيز القدرات العسكرية الإيرانية. من خلال تطوير وإنتاج هذا النوع من المركبات المدرعة، تمكنت إيران من تقليل اعتمادها على الواردات الأجنبية وزيادة اكتفائها الذاتي في مجال المعدات العسكرية.
أثار وجود البراق قلق بعض الدول المجاورة، التي تعتبرها تهديدًا محتملاً لأمنها. ومع ذلك، تؤكد إيران أن البراق مصممة للدفاع عن النفس وحماية مصالحها الوطنية، وأنها لا تشكل تهديدًا لأي دولة أخرى.
التحديات والمستقبل
تواجه صناعة الدفاع الإيرانية العديد من التحديات، بما في ذلك العقوبات الدولية والقيود المفروضة على استيراد التكنولوجيا المتقدمة. ومع ذلك، تواصل إيران الاستثمار في تطوير صناعاتها الدفاعية، وتسعى إلى تحقيق المزيد من الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.
من المتوقع أن تستمر ناقلة الجنود المدرعة براق في الخدمة في الجيش الإيراني لعدة سنوات قادمة. ومع ذلك، قد تحتاج إلى تحديث وتطوير مستمر لمواكبة التطورات التكنولوجية في مجال المركبات المدرعة.
خاتمة
براق هي ناقلة جنود مدرعة إيرانية الصنع، تعتبر نسخة مطورة من BMP-1 السوفيتية. تتميز بتدريع محسن ونظام أسلحة مطور، وتلعب دورًا هامًا في تعزيز القدرات العسكرية الإيرانية. على الرغم من التحديات التي تواجه صناعة الدفاع الإيرانية، فإن البراق تظل إضافة قيمة إلى ترسانة الجيش الإيراني.