تاريخ التطوير
بدأ تطوير دبليو 19 في عام 1952، ودخلت الخدمة في عام 1955. كان الغرض منها هو توفير قوة نيران نووية تكتيكية للجيش الأمريكي في ساحة المعركة. كانت دبليو 19 جزءًا من برنامج أوسع لتطوير الأسلحة النووية التكتيكية، والذي شهد تطوير مجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية النووية الصغيرة المصممة للاستخدام في ساحة المعركة.
كانت دبليو 19 تعتمد على تصميم دبليو 9، ولكن تم تصغيرها وتحديثها. كانت دبليو 9 سلاحًا نوويًا انشطاريًا نقيًا، بينما استخدمت دبليو 19 تصميمًا أكثر تقدمًا يتضمن نواة من البلوتونيوم. سمح هذا التصميم لدبليو 19 بأن تكون أصغر حجمًا وأخف وزنًا من دبليو 9، مع الحفاظ على نفس القوة التفجيرية تقريبًا.
مواصفات دبليو 19
كانت دبليو 19 عبارة عن قذيفة مدفعية نووية بقطر 280 ملم (11 بوصة) ووزن حوالي 365 كجم (805 رطلاً). كانت تحتوي على رأس حربي نووي بانشطارية معززة، بقوة تفجيرية قابلة للتعديل تتراوح بين 0.5 و 2 كيلوطن. كان الحد الأقصى لمدى دبليو 19 حوالي 30 كيلومترًا (19 ميلًا).
- النوع: قذيفة مدفعية نووية
- العيار: 280 ملم (11 بوصة)
- الوزن: حوالي 365 كجم (805 رطلاً)
- القوة التفجيرية: قابلة للتعديل، تتراوح بين 0.5 و 2 كيلوطن
- المدى الأقصى: حوالي 30 كيلومترًا (19 ميلًا)
التصميم والميزات
كانت دبليو 19 عبارة عن قذيفة مدفعية مصممة لتكون متوافقة مع مدافع الهاوتزر عيار 280 ملم المستخدمة من قبل الجيش الأمريكي في ذلك الوقت. كانت القذيفة مزودة بزعانف لتحقيق الاستقرار أثناء الطيران وآلية توقيت للسماح بتفجيرها على ارتفاع معين فوق سطح الأرض.
تضمنت دبليو 19 أيضًا ميزات أمان مختلفة لمنع التفجير العرضي. تضمنت هذه الميزات مفاتيح متعددة يجب تنشيطها بترتيب معين لتسليح القذيفة، بالإضافة إلى آلية تدمير ذاتي يمكن استخدامها لتدمير القذيفة إذا لزم الأمر.
الانتشار والخدمة
تم نشر دبليو 19 مع وحدات المدفعية التابعة للجيش الأمريكي في أوروبا الغربية خلال فترة الحرب الباردة. كان الغرض منها هو ردع أي هجوم سوفيتي محتمل، وإذا لزم الأمر، توفير قوة نيران نووية تكتيكية لدعم القوات البرية الأمريكية.
على الرغم من نشرها، لم يتم استخدام دبليو 19 مطلقًا في القتال. تم سحبها من الخدمة في عام 1963 كجزء من جهد أوسع للتخلص التدريجي من الأسلحة النووية التكتيكية الأصغر حجمًا والأقل قوة.
الأمان والمخاوف البيئية
أثار نشر دبليو 19 وغيرها من الأسلحة النووية التكتيكية مخاوف بشأن الأمان والمخاطر البيئية المحتملة. كانت هناك مخاوف بشأن احتمال وقوع حوادث يمكن أن تؤدي إلى إطلاق مواد مشعة في البيئة.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مخاوف بشأن احتمال سرقة الأسلحة النووية التكتيكية أو استخدامها من قبل جهات غير حكومية. لمعالجة هذه المخاوف، نفذ الجيش الأمريكي إجراءات أمنية صارمة لحماية دبليو 19 وغيرها من الأسلحة النووية.
التقاعد والإرث
تم سحب دبليو 19 من الخدمة في عام 1963، وتم تفكيك جميع القذائف. تم التخلص من المواد النووية الموجودة في دبليو 19 بشكل آمن. على الرغم من قصر فترة خدمتها، لعبت دبليو 19 دورًا مهمًا في استراتيجية الردع النووي الأمريكية خلال فترة الحرب الباردة. كانت بمثابة تذكير بقدرة الجيش الأمريكي على استخدام الأسلحة النووية في ساحة المعركة، وساهمت في الحفاظ على السلام بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
بدائل دبليو 19
بعد سحب دبليو 19 من الخدمة، استمر الجيش الأمريكي في تطوير ونشر أسلحة نووية تكتيكية أخرى. تضمنت هذه الأسلحة قذائف مدفعية نووية أكثر حداثة، بالإضافة إلى صواريخ وقنابل نووية أصغر حجمًا. ومع ذلك، مع نهاية الحرب الباردة، تم تقليل التركيز على الأسلحة النووية التكتيكية، وتم سحب العديد من هذه الأسلحة من الخدمة.
الجدل المحيط بالأسلحة النووية التكتيكية
لطالما كانت الأسلحة النووية التكتيكية موضوع جدل. يجادل البعض بأن هذه الأسلحة ضرورية لردع العدوان وحماية المصالح الوطنية. بينما يجادل آخرون بأن الأسلحة النووية التكتيكية خطيرة بشكل خاص لأنها أكثر عرضة للاستخدام في الصراع، ويمكن أن تؤدي إلى تصعيد نووي.
تستمر المناقشة حول الأسلحة النووية التكتيكية حتى يومنا هذا. مع استمرار تطور المشهد الأمني العالمي، من المرجح أن تظل هذه الأسلحة موضوع نقاش ونقاش.
حقائق مثيرة للاهتمام حول دبليو 19
- تم تسمية دبليو 19 باسم “كاتي” في إشارة إلى الممثلة كاثرين هيبورن.
- كانت دبليو 19 واحدة من أصغر الأسلحة النووية التي طورتها الولايات المتحدة على الإطلاق.
- كانت دبليو 19 متوافقة مع مدفع الهاوتزر الذري إم 65، وهو مدفع ثقيل مصمم خصيصًا لإطلاق القذائف النووية.
خاتمة
كانت دبليو 19 قذيفة مدفعية نووية تكتيكية تم تطويرها ونشرها من قبل الجيش الأمريكي خلال فترة الحرب الباردة. على الرغم من قصر فترة خدمتها، لعبت دورًا مهمًا في استراتيجية الردع النووي الأمريكية. تم سحب دبليو 19 من الخدمة في عام 1963، ولكن إرثها لا يزال يثير الجدل حتى يومنا هذا.