مقدمة
بدأ احتلال الركبة الجريحة، المعروف أيضًا باسم الركبة الجريحة الثانية، في 27 فبراير 1973، عندما احتل حوالي 200 من قبيلة أوغلالا لاكوتا وقبائل أخرى من الهنود الحمر قرية الركبة الجريحة في ولاية ساوث داكوتا. كان هذا الاحتجاج المسلح بمثابة تعبير عن الغضب والإحباط المتزايدين بين السكان الأصليين في أمريكا بسبب الظروف المعيشية السيئة، وانتهاكات المعاهدات الحكومية، والفشل في محاسبة الحكومة على وعودها.
الأسباب والدوافع
كانت هناك عدة عوامل رئيسية أدت إلى احتلال الركبة الجريحة:
- الظروف المعيشية السيئة: عانى السكان الأصليون من فقر مدقع، وبطالة مرتفعة، وسوء خدمات الرعاية الصحية والإسكان.
- انتهاكات المعاهدات: شعرت قبيلة أوغلالا لاكوتا وغيرها من القبائل بأن الحكومة الأمريكية لم تحترم المعاهدات الموقعة معهم، مما أدى إلى فقدان الأراضي والموارد.
- الفساد الحكومي: كانت هناك مزاعم بالفساد وسوء الإدارة في مكتب شؤون الهنود (BIA)، مما زاد من استياء السكان الأصليين.
- العنف والتمييز: تعرض السكان الأصليون للعنف والتمييز من قبل السلطات المحلية والمجتمع الأوسع.
بالإضافة إلى هذه العوامل المباشرة، كان هناك أيضًا تأثير أوسع لحركة الحقوق المدنية وحركات السكان الأصليين الأخرى التي ألهمت قبيلة أوغلالا لاكوتا لاتخاذ موقف.
الأهداف
كان لدى المحتلين عدة أهداف رئيسية:
- تسليط الضوء على قضايا السكان الأصليين: أرادوا جذب انتباه الرأي العام إلى الظروف المعيشية السيئة والانتهاكات التي يتعرضون لها.
- إعادة التفاوض على المعاهدات: طالبوا الحكومة الأمريكية بإعادة التفاوض على المعاهدات الموقعة مع قبيلة أوغلالا لاكوتا والقبائل الأخرى.
- محاسبة الحكومة: طالبوا بمحاسبة الحكومة على وعودها وانتهاكاتها.
- إصلاح مكتب شؤون الهنود: طالبوا بإصلاح مكتب شؤون الهنود للقضاء على الفساد وسوء الإدارة.
- استعادة السيادة القبلية: سعوا إلى استعادة السيطرة على أراضيهم ومواردهم وحقوقهم الثقافية.
الأحداث الرئيسية للاحتلال
بدأ الاحتلال في 27 فبراير 1973، عندما دخل حوالي 200 من قبيلة أوغلالا لاكوتا وقبائل أخرى من الهنود الحمر قرية الركبة الجريحة واستولوا عليها. سرعان ما فرضت الحكومة الفيدرالية حصارًا على القرية، مما أدى إلى مواجهة استمرت 71 يومًا. خلال هذه الفترة، وقعت العديد من الاشتباكات المسلحة بين المحتلين وعناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وقوات الأمن الأخرى.
شملت الأحداث الرئيسية للاحتلال ما يلي:
- تبادل إطلاق النار: وقعت عدة حوادث إطلاق نار بين المحتلين وعناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي وقوات الأمن الأخرى.
- مفاوضات: جرت عدة جولات من المفاوضات بين المحتلين وممثلي الحكومة الفيدرالية، لكنها لم تسفر عن حل دائم.
- وصول الدعم: تلقى المحتلون الدعم من نشطاء آخرين من السكان الأصليين وجماعات حقوق مدنية أخرى من جميع أنحاء البلاد.
- حصار: فرضت الحكومة الفيدرالية حصارًا على القرية، مما أدى إلى نقص في الغذاء والإمدادات الطبية.
نتائج الاحتلال
انتهى الاحتلال في 8 مايو 1973، عندما وافق المحتلون على الاستسلام مقابل وعد من الحكومة الفيدرالية بالتحقيق في مطالبهم. ومع ذلك، لم يتم الوفاء بهذا الوعد بالكامل، ولم يتم حل العديد من القضايا التي أدت إلى الاحتلال. على الرغم من ذلك، كان للاحتلال تأثير كبير على حركة السكان الأصليين، حيث ساعد في رفع مستوى الوعي بقضايا السكان الأصليين وألهم المزيد من النشاط.
تشمل نتائج الاحتلال ما يلي:
- زيادة الوعي بقضايا السكان الأصليين: ساعد الاحتلال في جذب انتباه الرأي العام إلى الظروف المعيشية السيئة والانتهاكات التي يتعرض لها السكان الأصليون.
- زيادة النشاط: ألهم الاحتلال المزيد من النشاط بين السكان الأصليين وجماعات حقوق مدنية أخرى.
- تغييرات قانونية وسياسية: أدت الاحتلال إلى بعض التغييرات القانونية والسياسية التي ساعدت في تحسين حقوق السكان الأصليين.
- إرث دائم: لا يزال احتلال الركبة الجريحة يعتبر علامة بارزة في تاريخ حركة السكان الأصليين.
التأثير على حركة السكان الأصليين
كان لاحتلال الركبة الجريحة تأثير عميق على حركة السكان الأصليين في أمريكا الشمالية. فقد ساهم في:
- تعزيز الهوية القبلية: ساعد في تعزيز الشعور بالهوية والفخر بين السكان الأصليين.
- زيادة الوعي السياسي: ساعد في زيادة الوعي السياسي بين السكان الأصليين وشجعهم على المشاركة في العملية السياسية.
- بناء التحالفات: ساعد في بناء التحالفات بين السكان الأصليين وجماعات حقوق مدنية أخرى.
- تحقيق مكاسب قانونية وسياسية: ساعد في تحقيق بعض المكاسب القانونية والسياسية للسكان الأصليين.
يعتبر احتلال الركبة الجريحة بمثابة لحظة فاصلة في تاريخ حركة السكان الأصليين، ولا يزال يلهم النشطاء حتى اليوم.
الركبة الجريحة اليوم
لا تزال الركبة الجريحة موقعًا هامًا للسكان الأصليين في أمريكا. في عام 1890، وقعت فيها مذبحة الركبة الجريحة، حيث قتلت القوات الأمريكية المئات من السكان الأصليين غير المسلحين، بمن فيهم النساء والأطفال. لا تزال هذه المذبحة تمثل جرحًا عميقًا في الذاكرة القبلية. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال القضايا التي أدت إلى احتلال عام 1973 قائمة حتى اليوم، مثل الفقر، والبطالة، وانتهاكات المعاهدات، والتمييز. يجب أن يكون الموقع تذكيرًا دائمًا بالظلم الذي تعرض له السكان الأصليون، وضرورة العمل من أجل تحقيق العدالة والمساواة.
دروس مستفادة
يقدم احتلال الركبة الجريحة العديد من الدروس الهامة:
- أهمية الوحدة: أظهر الاحتلال أهمية الوحدة والتضامن بين السكان الأصليين وجماعات حقوق مدنية أخرى.
- قوة الاحتجاج السلمي: أظهر الاحتلال قوة الاحتجاج السلمي في لفت الانتباه إلى قضايا هامة.
- ضرورة الحوار: أظهر الاحتلال ضرورة الحوار والمفاوضات لحل النزاعات.
- أهمية الذاكرة: أظهر الاحتلال أهمية الحفاظ على الذاكرة التاريخية لضمان عدم تكرار الأخطاء السابقة.
خاتمة
كان احتلال الركبة الجريحة حدثًا هامًا في تاريخ حركة السكان الأصليين، حيث ساعد في رفع مستوى الوعي بقضايا السكان الأصليين وألهم المزيد من النشاط. على الرغم من أن الاحتلال لم يحقق جميع أهدافه، إلا أنه كان له تأثير كبير على حركة السكان الأصليين، ولا يزال يلهم النشطاء حتى اليوم. يجب أن يكون الموقع تذكيرًا دائمًا بالظلم الذي تعرض له السكان الأصليون، وضرورة العمل من أجل تحقيق العدالة والمساواة.