نشأته وحياته المبكرة
ولد آرثر لويلين ديفيز في منطقة ميرثاير تيدفيل في ويلز. كان والده، جون لويلين ديفيز، قسيسًا أنجليكانيًا بارزًا، وكانت والدته، ماري كلوف، كاتبة ومؤلفة. تلقى آرثر تعليمه في كلية مارلبورو، ثم التحق بكلية الثالوث في كامبريدج، حيث درس القانون. بعد تخرجه، أصبح محاميًا ناجحًا، ومارس مهنته في لندن.
زواجه وعائلته
تزوج آرثر من سيلفيا ديفيز (اسمها الأصلي سيلفيا دوايس) في عام 1897. كانت سيلفيا امرأة جذابة وذكية، وقد جذبت انتباه جيمس ماثيو باري، الذي أصبح صديقًا مقربًا للعائلة. أنجب آرثر وسيلفيا خمسة أطفال: جاك (1894–1959)، وبيتر (1897–1960)، ومايكل (1900–1921)، وجورج (1893–1915)، ونيكولاس (1903–1980). لعب هؤلاء الأطفال دورًا كبيرًا في إلهام باري لإنشاء شخصيات بيتر بان، ويندي، والأخوة الضائعين.
علاقته بجيمس ماثيو باري
توطدت علاقة آرثر وجيمس ماثيو باري بعد لقائهما في حديقة كينسينغتون. أصبح باري صديقًا مقربًا للعائلة، وكان يقضي الكثير من الوقت مع الأطفال. كان باري يستوحي من ألعابهم ومغامراتهم لابتكار شخصيات وقصص بيتر بان. ساهمت شخصيات جاك وبيتر ومايكل وجورج ونيكولاس في إلهام شخصيات بيتر بان والأخوة الضائعين في القصة. قدم باري للأطفال عالمًا من الخيال، حيث كانوا يلعبون دور القرصنة والقتال والتجول في غابات الخيال.
وفاته
عانى آرثر من حالة صحية سيئة في سنواته الأخيرة، وتوفي في عام 1907 عن عمر يناهز 44 عامًا. بعد وفاة آرثر، استمر باري في رعاية الأطفال، وقام بدور الأب لهم. أثرت وفاة آرثر بشكل كبير على سيلفيا، التي توفيت بعد ذلك في عام 1910. بعد وفاة الأم والأب، تولى باري وصاية الأطفال، الأمر الذي أثار بعض الجدل في ذلك الوقت.
إرثه
ترك آرثر لويلين ديفيز إرثًا دائمًا، ليس فقط كأب، ولكن أيضًا كشخصية ألهمت أحد أعظم الأعمال الأدبية في القرن العشرين. أصبحت قصة بيتر بان رمزًا للطفولة والخيال، ولا يمكن فصلها عن قصة حياة عائلة ديفيز وعلاقتهم بجيمس ماثيو باري. تم تصوير حياة عائلة ديفيز وعلاقتهم بباري في العديد من الأعمال الفنية، بما في ذلك فيلم Finding Neverland، الذي يصور هذه القصة بشكل درامي.
تأثيره الثقافي
يظهر تأثير آرثر لويلين ديفيز في كل جوانب بيتر بان. من سلوك الأطفال في القصة إلى اسم الشخصية الرئيسية، والتي استوحاها باري من بيتر ديفيز. إن رؤية باري للأطفال كشخصيات حية ومفعمة بالحياة تعكس إلى حد كبير العلاقة التي كانت تربطه بآرثر وأبنائه. أصبح بيتر بان رمزًا للطفولة الأبدية، وهو يجسد حلم الهروب من الواقع والدخول إلى عالم مليء بالمغامرات والخيال. كما ألهمت شخصية ويندي، التي تمثل الأمومة والمسؤولية، القراء والجمهور على حد سواء.
جوانب أخرى من شخصيته
بالإضافة إلى كونه أبًا، كان آرثر لويلين ديفيز رجلًا مثقفًا وبارعًا في عمله كـ محامٍ. كان يتمتع بشخصية جذابة، وكان محبوبًا من قبل أصدقائه ومعارفه. كانت لديه القدرة على التواصل مع الأطفال، مما جعله مثاليًا لتقريبهم من باري، وتحفيز خيال الكاتب. كانت علاقته بسيلفيا علاقة حب عميقة، وهو ما انعكس في الطريقة التي كان يتعامل بها مع أطفاله.
مكانته في الأدب والثقافة
يعتبر آرثر لويلين ديفيز شخصية محورية في عالم الأدب والثقافة الشعبية. إن قصة حياته وعلاقته بجيمس ماثيو باري، والتي ألهمت قصة بيتر بان، قد ألهمت الفنانين والكتاب وصناع الأفلام على مر السنين. إن بيتر بان ليس مجرد قصة للأطفال؛ بل هي استكشاف لمواضيع مثل الطفولة والخيال والحنين إلى الماضي. يمثل آرثر لويلين ديفيز، كأب لهذه المجموعة من الأطفال، جوهر هذه المواضيع.
خاتمة
كان آرثر لويلين ديفيز شخصية مهمة في الأدب والثقافة، حيث ترك بصمة لا تمحى من خلال دوره كأب لأطفال ألهموا قصة بيتر بان. كان آرثر محاميًا ناجحًا، لكن إرثه الحقيقي يكمن في تأثيره على جيمس ماثيو باري، وعلى الطريقة التي تصور بها الطفولة والخيال. إن قصته، إلى جانب قصة أطفاله، لا تزال تلهم وتعجب القراء والجمهور في جميع أنحاء العالم.