<![CDATA[
مقدمة
كاتدرائية القديسة ماري في إدنبرة قد تشير إلى مبنيين دينيين بارزين في المدينة، يمثلان طائفتين مسيحيتين مختلفتين. من المهم التمييز بينهما لتجنب الالتباس. هذان المبنيان هما:
- كاتدرائية متروبوليتان للانتقال، إدنبرة (الكاثوليكية): وهي الكاتدرائية الرئيسية للكنيسة الكاثوليكية في إدنبرة.
- كاتدرائية القديسة ماري (الأنجليكانية): وهي الكاتدرائية الأسقفية الاسكتلندية في إدنبرة.
سنستعرض في هذا المقال تاريخ وتصميم وأهمية كلتا الكاتدرائيتين.
كاتدرائية متروبوليتان للانتقال، إدنبرة (الكاثوليكية)
التاريخ والخلفية
تأسست كاتدرائية متروبوليتان للانتقال في أعقاب استعادة التسلسل الهرمي الكاثوليكي في اسكتلندا عام 1878. قبل ذلك، كانت الكنيسة الكاثوليكية في اسكتلندا تعاني من قيود كبيرة بعد الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر. كان بناء كاتدرائية كبيرة ومركزية في إدنبرة بمثابة رمز لاستعادة الكنيسة الكاثوليكية لقوتها ومكانتها.
بدأ بناء الكاتدرائية في عام 1814 واكتمل في عام 1879، وقد صممها المهندس المعماري جون ليسيلف. تتميز الكاتدرائية بتصميمها القوطي الجديد الرائع الذي يهدف إلى إلهام الرهبة والخشوع.
التصميم المعماري
تتميز الكاتدرائية بتصميم قوطي جديد يشتمل على العديد من العناصر المعمارية المميزة:
- الواجهة: تتميز بواجهة مهيبة مزينة بنوافذ زجاجية ملونة ومنحوتات معقدة.
- الأبراج: تتضمن برجين توأمين يرتفعان بشكل مثير للإعجاب، مما يضيف إلى عظمة الكاتدرائية.
- الزجاج الملون: تحتوي على نوافذ زجاجية ملونة جميلة تصور مشاهد من الكتاب المقدس وحياة القديسين.
- المذبح: يتميز المذبح الرئيسي بتصميمه الفخم والمزخرف، مما يجعله نقطة محورية في الكاتدرائية.
الأهمية الدينية والثقافية
تعتبر كاتدرائية متروبوليتان للانتقال المركز الروحي للكنيسة الكاثوليكية في إدنبرة. تقام فيها القداسات والاحتفالات الدينية بانتظام، وتستقبل الكاتدرائية الزوار من جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب الكاتدرائية دورًا هامًا في المجتمع المحلي من خلال تقديم الخدمات الاجتماعية والدعم للمحتاجين. كما تستضيف الكاتدرائية الفعاليات الثقافية والموسيقية التي تساهم في إثراء الحياة الثقافية في إدنبرة.
كاتدرائية القديسة ماري (الأنجليكانية)
التاريخ والخلفية
تعود جذور الكاتدرائية الأسقفية الاسكتلندية إلى القرن السابع عشر عندما انفصلت الكنيسة الأسقفية الاسكتلندية عن الكنيسة المشيخية الرسمية في اسكتلندا. مرت الكنيسة الأسقفية بفترات من الاضطهاد والقيود، ولكنها استمرت في الازدهار بفضل إيمان أتباعها.
بدأ بناء كاتدرائية القديسة ماري الحالية في عام 1874 واكتمل في عام 1917. صممها السير جورج جيلبرت سكوت، وهو مهندس معماري مشهور بتصاميمه القوطية الجديدة.
التصميم المعماري
تعتبر كاتدرائية القديسة ماري تحفة معمارية قوطية جديدة:
- الأبراج الثلاثة: تشتهر الكاتدرائية بأبراجها الثلاثة الشاهقة التي تهيمن على أفق إدنبرة. البرج الأوسط هو الأطول، مما يمنح الكاتدرائية مظهرًا فريدًا ومذهلًا.
- الداخل: يتميز التصميم الداخلي بالرحابة والضوء، مع نوافذ زجاجية ملونة رائعة وأعمال خشبية متقنة.
- الزجاج الملون: تصور النوافذ الزجاجية الملونة قصصًا من الكتاب المقدس وحياة القديسين، مما يخلق جوًا روحيًا عميقًا.
- الأرغن: تحتوي الكاتدرائية على أرغن كبير يعتبر من بين الأفضل في اسكتلندا، ويستخدم في العديد من الحفلات الموسيقية والاحتفالات الدينية.
الأهمية الدينية والثقافية
تعتبر كاتدرائية القديسة ماري مركزًا روحيًا هامًا للكنيسة الأسقفية الاسكتلندية. تقام فيها الصلوات والقداسات بانتظام، وتستقبل الكاتدرائية الزوار من جميع الخلفيات الدينية.
تساهم الكاتدرائية أيضًا في الحياة الثقافية في إدنبرة من خلال استضافة الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية والمحاضرات. كما تشارك الكاتدرائية في الأنشطة الاجتماعية والخيرية التي تهدف إلى خدمة المجتمع المحلي.
مقارنة بين الكاتدرائيتين
على الرغم من أن كلتا الكاتدرائيتين تحملان اسم القديسة ماري وتقعان في إدنبرة، إلا أنهما تختلفان في عدة جوانب:
- الطائفة الدينية: كاتدرائية متروبوليتان للانتقال هي كاثوليكية، بينما كاتدرائية القديسة ماري هي أنجليكانية (أسقفية).
- التاريخ: تأسست كاتدرائية متروبوليتان للانتقال في أعقاب استعادة التسلسل الهرمي الكاثوليكي، بينما تعود جذور كاتدرائية القديسة ماري إلى القرن السابع عشر.
- التصميم المعماري: تتميز كاتدرائية القديسة ماري بأبراجها الثلاثة المميزة، بينما تتميز كاتدرائية متروبوليتان للانتقال بواجهتها المهيبة وأبراجها التوأمين.
على الرغم من هذه الاختلافات، تشترك الكاتدرائيتان في كونهما مراكز دينية وثقافية هامة في إدنبرة، وتساهمان في إثراء الحياة الروحية والثقافية في المدينة.
زيارة الكاتدرائيتين
كلتا الكاتدرائيتين مفتوحتان للزوار، ويمكن للزوار استكشاف التاريخ الغني والهندسة المعمارية الرائعة لكل منهما. يمكن للزوار أيضًا حضور الصلوات والاحتفالات الدينية التي تقام بانتظام في الكاتدرائيتين.
توفر الكاتدرائيتان تجربة روحية وثقافية فريدة للزوار، وتعتبران من بين أبرز المعالم السياحية في إدنبرة.
أهمية الكاتدرائيات في إدنبرة
تعتبر الكاتدرائيات جزءًا لا يتجزأ من تاريخ وهوية إدنبرة. إنها ليست مجرد أماكن للعبادة، بل هي أيضًا رموز معمارية وثقافية تعكس التراث الديني والاجتماعي للمدينة.
تستمر الكاتدرائيات في لعب دور حيوي في حياة المجتمع المحلي من خلال تقديم الخدمات الدينية والاجتماعية والثقافية. إنها أماكن يلتقي فيها الناس للصلاة والتأمل والاحتفال، وتساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
خاتمة
تعتبر كاتدرائيات القديسة ماري في إدنبرة، سواء الكاثوليكية أو الأنجليكانية، معالم بارزة تجسد التاريخ الديني والثقافي للمدينة. تتميز كلتا الكاتدرائيتين بتصميم معماري فريد وجميل، وتلعبان دورًا هامًا في حياة المجتمع المحلي. زيارة الكاتدرائيتين توفر تجربة غنية ومثيرة للاهتمام للزوار من جميع أنحاء العالم.